اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

حكايات نفسية " حكاية صابر "

 حكايات نفسية " حكاية صابر "





هند أحمد 

استشاري نفسي واسري 


شاب وسيم في مقتبل العمر يعمل في وظيفة مرموقة، و لتميزه في عمله قد منحته المؤسسة التي يعمل بها منحة للسفر لأوروبا لمدة عام .



فأبت امه ان يسافر ولدها وحده و أصرت ان تزوجه قبل سفره لتذهب معه العروس لتكون له الونس 

و الصحبة . و بالفعل بحثت الام عن كثب في كل دوائر علاقاتها الي ان وجدت العروس المطابقة 

للمواصفات . 



و بالفعل ذهبت لزيارة اهل العروس وحدها في المرة الاولي للتأكد بنفسها من مطابقة العروس لشروط ولدها ؛ حيث كان له شروط صارمة في الجمال .. لكن العروس كانت أجمل من التصور ففرحت الام و نقلت الصورة لابنها الذي فرح بدوره و تحمس ان يراها لكن لضيق وقته لم يتمكن من زيارة العروس و أهلها حيث كان مشغولا في تجهيز الأوراق المطلوبة للسفر فلم يتسني له ان يري العروس قبل كتب الكتاب الا مرة واحدة فقط. و بعد كتب الكتاب بإسبوع واحد تم الزفاف ثم السفر ليلحق بالمنحة . و بالفعل سافر العروسان لأوروبا و بدأت المشاكل تأخذ طريقها اليهما فهما في بلاد الغربة و لا يعرفان احد هناك مما قرب المسافة بينهما و وطد من اواصر الحب إلا ان المشاكل لم تبعد عنهما و لم يجدا لهذه المشاكل اي تفسير .


 فكان كل واحد فيهما عندما يهاتف اهله يشكو من الطرف الآخر و الغريب ان إجابة الاهل كانت واحدة

 ( ان أصعب سنة في الزواج هي السنة الاولي )

و أخذا يفسران الخلاف على انه اختلاف في الطباع

 او ما الي ذلك و أن العروسين لم يتعرفا على بعضهما البعض و انه مع الوقت سوف يتم التأقلم على طباع بعض.



و مرت السنة الخاصة بالمنحة و رجع الزوجان الي ارض الوطن و فرحت الام جدا بعودة ابنها لأنها كانت تمر بظروف قاسية بعد موت زوجها و هجرة ابنها الأكبر مما جعل بطلنا يصر عليها ان تعيش معه هو

 و زوجته في منزلهما و رحبت الزوجة بطلب زوجها 

و بالفعل عاشت الام معهما.



إلا ان الام بدأت تلاحظ تصرفات غريبة على زوجة ابنها و اعراض لم تكن تألفها من قبل كتغير حاد في حالتها المزاجية و سلوكيات مرتبطة بالحزن و البكاء دون مبرر لذلك و انفعالات شديدة جدا و أحيانا الدخول في نوبات اكتئاب يفصلها عن الواقع الذي تعيش فيه ، ثم بعد فترة ترجع للحياة بشكل طبيعي شكل متفائل احيانا و تكون مفعمة بالطاقة و النشاط و الثقة بالنفس . فزوجة الابن ثرثارة كثيرة الكلام

 و هذا طبعها من بداية الزواج إلا ان الموضوع زاد جدا الي ان وصل حد التشتت. فانهكت الزوج فأصبح لا يقوي على مبادلتها الحديث ابدا. فتنفعل و تثور ثم تهدأ و سرعان ما تدخل في نوبة اكتئاب جديدة.



فأخذت الام في مراقبة زوجة ابنها لشهور فهي بين حالة الاكتئاب تارة و الحماس و الثرثرة تارة اخري الي ان نصحت الام ابنها ان يعرض زوجته على طبيب أمراض نفسية .



لكن عندما فاتح الزوج زوجته في هذا الموضوع نهرته و غضبت و أصرت على ترك المنزل . لكن زوجها تحلي بالصبر و اعتذر لها عن الفكرة . إلا أنه بدأ يراقب مع الام ما يحدث خاصة ان حالتها تطورت جدا في الفترة الأخيرة و دخلت في حالة اكتئاب شديدة مع اضطراب في الأكل و فقدت حوالي ثلث وزنها و كانت في حالة أرق شديد يتعذر عليها النوم و مصابة بالاعياء 

و فقدان الطاقة دائما.



هنا طلبت الطلاق لأنها لا تريد الحياة مع زوجها و لا مع أمه. لكن زوجها تمسك بها و رفض فكرة الطلاق و اخذ يبرهن لها على حبه الشديد لها خاصة انها كانت حامل في طفلهما الأول.



لكنها كانت في حالة تقلب مزاجي شديد جدا وصلت بها الي نوبات من الهوس. الي ان بدأت تفكر في الانتحار و تخطط له.



هنا أصر زوجها و أهلها معا على زيارتها لطبيب أمراض نفسية و بالفعل رضخت لطلبهم و تم تشخيصها باضطراب ثنائي القطب الذي تسبب في عدم استقرارها العاطفي من بداية الزواج و انهيارها الانفعالي الدائم كذلك حالات الاكتئاب التي كانت تنتابها و حدد لها الطبيب العلاج كالآتي : علاج دوائي على نطاق ضيق جدا للمحافظة على صحة حملها

 و برنامج علاج يومي يوفر الدعم النفسي و المشورة

 و دخولها في مجموعات التثقيف و الدعم ثم العلاج السلوكي المعرفي الذي يقوم بالتركيز على المعتقدات 

و السلوكيات غير الصحيحة و السلبية و استبدالها بأخري صحيحة و إيجابية و تعليمها الأساليب الفعالة لإدارة التوتر للتكيف مع المواقف المزعجة .



و اخذ زوجها على عاتقه عبء مساندتها للوصول بها الى بر الأمان حيث كان يوفر لها الدعم الاسري 

و التواصل الجيد الذي يساعدها على الالتزام بالخطة العلاجية و يساعدها في التعرف على العلامات التحذيرية التي تدل على تغير المزاج و إدارتها.

google-playkhamsatmostaqltradent