جبل الطير مزار لمليوني مصري سنويًا
كتب - د . عبد الرحيم ريحان
رحلتنا اليوم مع المهندس فاروق شرف استشارى وخبير الترميم والمنشآت التاريخية إلى أحد محطات مسار العائلة المقدسة الهامة وهو جبل الطير بسمالوط – محافظة المنيا والذى يعد يعتبر مزارًا دينيًا كبيرًا لأكثر من مليونى زائر من المسلمين والمسيحيين فى الاحتفالات السنوية بالدير خلال شهرى مايو وأغسطس من كل عام.
في عام 328م جاءت الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين الأول، إلى جبل الطير وعلمت بزيارة العائلة المقدسة للجبل، فأمرت بنحت وتفريغ الصخرة المحيطة بالمغارة على نظام طقس الكنيسة الأرثوذكسية، وأطلقت عليها اسم كنيسة العذراء، وهى عبارة عن صخرة واحدة تم تفريغها إلى أربعة حوائط صخرية، وبالصحن عشرة أعمدة صخرية، وفى عام 1938 تم تجديد وبناء الطابق الثانى والثالث بالكنيسة وذلك بعد استبدال السقف الصخرى بآخر مسلح لاستيعاب الزائرين المترددين على المكان وكان ذلك فى أوائل القرن ال ٢٠.
مسميات الدير
يشير المهندس فاروق شرف إلى مسميات الدير، ومنها دير جبل الطير وذلك لاستقرار طيور البوقيرس المهاجرة على سفحه سنويًا، وهو طير أبيض الريش وله منقار طويل بلون سن الفيل ينقر به فى صدع الجبل والطير مميز بوجود أهداب حول عنقه.
كما سمى الدير قديمًا بالبكارة لأنه كان يضم درجان أحدهما بالناحية البحرية والأخر بالناحية القبلية والدرجان يربطان بين الجبل ونهر النيل وتوجد بالدير بكرة كانت تستخدم فى الصعود للجبل والنزول منه وكانت هامة فى تسهيل الزيارات ولذلك سمي بدير البكارة.
كما سمي بدير جبل الكف حيث يقال إن البابا ثاوفيلس رقم (23)، فى عدد الآباء البطاركة بالكرسى السكندرى، ذكر أن العائلة المقدسة عبرت نهر النيل وأثناء العبور كادت صخرة تسقط عليهم من أعلى الجبل، فخافت السيدة مريم على حياة الطفل يسوع وهنا أشار الطفل بيده ورفع كفه لأعلى ناحية الصخرة
ودون أن يلمسها طبع كفه عليها، وظلت تلك الصخرة موجودة حتى أخذها المستشرقون خلال فترة الاحتلال الإنجليزى لمصر، وتوجد الآن فى المتحف البريطانى، لذا يطلق عليه دير الكف، أو جبل الكف
أو كنيسة الكف، تكريمًا لكف السيد المسيح التى طُبعت على الصخرة.
ويضيف المهندس فاروق شرف أن الكنيسة تتبع فى تخطيطها الطراز البازيليكى المبكر، تتكون من صحن ذى ثلاثة أجنحة وخورس يتقدم الهيكل وهو عبارة عن حجرة منحوته فى الصخر وبها المذبح، ويوجد بجوار المذبح غرفتان جانبيتان .. وقد تم حفر المعمودية في منتصف بدن العمود بالجهة الجنوبية للصحن، ويقع اللقان باتجاه الباب الغربي في منتصف أرضية الصحن ويغطية باب خشبي، واللقان اسم يونانى للإناء الذى يوضع فيه الماء للاغتسال منه، وتعنى وعاء، وتوجد نماذج له فى كنائس مصر القديمة فى شكل وعاء من الحجر أو الرخام، مثبتًا فى أرضية الكنيسة، بينما توضع فى الوقت الحالى المياه فى وعاء عادى ويصلي عليها الكاهن.