هل المصريون القدماء كانوا يرتدون ملابس شتوية؟
كتب - دكتور ياسر أيوب ثابت
بمناسبة قدوم فصل الشتاء
هل المصريون القدماء كانوا يرتدون ملابس شتوية؟
ولماذا لم يقوموا برسم أنسفهم بالملابس الشتوية؟
يرتدى المصريون اليوم الملابس الثقيلة لحمايتهم من الطقس البارد الذى شهد هطول حبات البرد على بعض مناطق البلاد، ولكنهم عندما يرون أجدادهم المصريين القدماء، سواء على جدران المعابد أو المقابر، يجدونهم يرتدون ملابس صيفية بألوان زاهية، فيتساءلون ألم يكونوا يشهدون فصل الشتاء؟
أن ما وجد على جدران المعابد والمقابر لا يعكس الواقع بالضرورة، ولكن اعتاد القدماء المصريون على رسم أنفسهم فى أجسام جميلة ورشيقة وشابة ومتناسقة، ولا يعنى ذلك أنهم كانوا يتمتعون جميعا بصحة جيدة ورشاقة، ولكن كان منهم من يعانى من السمنة وبالطبع هم أشخاص متقدمون في العمر ومرضى، ولكنهم أحبوا تقديم صورة مثالية تمنوا أن يظهروا عليها فى الحياة الأخرى.
دائما ما كان يظهر المصرب القديم بملابس صيفية في الصور والتماثيل التى تزخر بها المعابد والمقابر
مما حدا بالبعض إلى الظن بأنه لم يهتم بملابسه الشتوية أو أن فصل الشتاء كان بالغ القصر، وهناك من وضع افتراضا ساذجا بأنه لم يكن في مصر القديمة شتاء من الأصل.
عديد من النقاط ظلت مثار جدل عند غير الدارسين للحضارة المصرية، فيما يتعلق بتعامل المصرى القديم مع الملابس الشتوية.
المصرى القديم كان لديه ملابس شتوية وشتاء عادي مثلنا تماما، وقد وجدنا مناظر تمثله بملابس شتوية إلا أن تلك المناظر قليلة نوعا ما .
التغيرات المناخية عبر العصور منذ الاف السنين
لافتا إلى أن الطقس كان معتدلا اقرب إلى حر الصيف وهذا اغلب العام، ومن ثم كانت فترة الشتاء قصيرة
نوعا ما.
المصرى القديم كان يصور الحياة اليومية من زراعة وصناعة وحروب وخلافه فهو مجتمع زراعى بالدرجة الاولى واعمال الزراعة اغلبها في النهار والشمس وهو ما يناسبها الملابس الصيفية الخفيفة التي تساعده في اداء اعماله فضلا عن حرارة الشمس والتدفئة الناتجة عنها .
اغلب العمل في فترة النهار مع الشمس والليل للسكن والنوم داخل المنازل فلم يتم تصوير الحياة الليلية إلا فى النادر، لانه لن يكون فيها تصوير حى لحياته المعيشية تفصيلا بعكس حياة النهار.
أن المصرى القديم كان مولع بالتصوير في افضل حالة للانسان مما يبرز فيه تفاصيل جسمه ولونه ورشاقته وهو ما يناسبه ملابس الصيف وليس ملابس الشتاء لافتا إلى انه لديه شتاء وملابس شتويه ولكنها لا تخدم غرضه من التصوير .
وهناك العديد من القطع الاثرية من الكتان والصوف من بقايا الحياة اليومية في المنازل عثر عليها تدل على وجود ملابس شتويه مثل القفازات والجوارب الشتويه وخلافه، مشيرا إلى أن المصرى القديم كان يلبس كتانا خفيفا وثقيلا بالاضافة إلى الصناعات الخاصة بالصوف وغزله .
وأشار إلى أن المصرى القديم صور بعض المناظر التي تمثل فترات البرد القارص وهو داخل منزله وأفراد بيته في وضع تدفئة بالغطاء مع ايقاد شعله نار للتدفئة كما هو متبع حتى فترات قريبة.
من خلال هذا التفنيد يتضح الينا بكل سهولة ويسر فكرة قلة تصوير المصرى القديم بالملابس الشتوية .