كشف حساب في نهاية العام
كتب - د . عبد الرحيم ريحان
قرب انتهاء العام يتطلب منا كشف حساب عن أعمالنا طوال العام، ونضع لأنفسنا درجات كاستمارة تقييم تتضمن.
1- أداء الفرائض الدينية الواجبة علينا
2- كيفية أداء هذه الفرائض، حتى نوقن بتقبل المولى عز وجل لها وهل تمت بخشوع، أم لمجرد أنها فرائض تؤدى، هل كنا نؤديها بحب ونسرع إليها ونتقن حركات الصلاة الصحيحة فى الركوع والسجود والاصطفاف وراء الإمام، هل أديناها فى مواعيدها وهى الحكمة من الصلاة أم أخرناها لأسباب غير ضرورية، كم صلاة جماعة أديناها.
3- الصوم هل كان جوعًا وعطشًا فقط، هل قضينا لياليه عبادة ودعاءً أم متابعة لدراما تسطّح العقول بل وتلغيها تمامًا، هل أدينا ما علينا من ذكاة العام فى هذا الشهر الكريم.
4- الحج وهذا يحتاج كشف حساب منذ بلوغك حتى الآن هل توافرت لديك مصاريفه فى أى وقت من الأوقات وفضلت صرف الأموال فى شىء آخر على أساس أن الحج للاستطاعة، وأوهمت نفسك أنك تحتاج الأموال فى شىء آخر، ونسيت أن الاستطاعة تعنى مجرد امتلاكك مبلغ الحج، وصرفه فى مصدر آخر يعنى اهمالك فى أداء الفريضة ،واعرف أشخاص جاءتهم الفرصة وضيعوها والآن لديهم الاستعداد لدفع كل ما يملكوا للحج للتكفير عن هذا الذنب بعد أن وصلت مصاريفه إلى 150 ألف جنيه وسياحى يصل إلى 300 ألف جنيه.
5- سلوكك مع الآخرين، كم شخص ظلمته بصفتك مديره فى العمل أو فضلت عليه شخص آخر مقرّب لتولى منصب معين، كيف كانت تجارتك وتعاملك مع الآخرين بالغش أم بالحلال، كم شخص كشرت فى وجهه وأظلمت له الدنيا، كم شخص حسدته على نعمه أنعمها الله عليه، والعكس فى كل الأمور السابقة كم أسعدت من الأشخاص ولو بابتسامة أو كلمة تشجيع، كم شخص جبرت بخاطرهم فرفعوا أيديهم إلى السماء يدعون لك.
6- لنفسك عليك حقًا، هل بحثت عن نعم الله فيك، هل اكتشفت مواهبك ومقدرتك على عمل شىء ما، يسعدك ويسعد الآخرين أو يخفف عنك وعن الآخرين ألمًا، هل حمدت الله على ما أعطاك ولم يعطه لغيرك لحكمة إلهية، هل نظرت إلى الكمال فيك فى نقص الآخرين فحمدت الله على نعمه، أم نظرت للنقص فيك فى كمال الاخرين فكنت ناقمًا على الدنيا وما فيها.
7- هل حسبت ساعات السعادة فى هذا العام وساعات الحزن وكيف كان حالك فى الحالتين، حامدًا شاكرًا صابرًا، أم ضاجرًا وناقمًا والعياذ بالله من قضاء الله وقدره، واستحببت التمادى فى الحزن فاستمرت أحزانك إلى ما لا نهاية لأنك رفضت إغلاقها بالرضا بما قسمه الله لك.
8- فى النهاية ضع درجات لكل هذه الأمور وقيّم نفسك بصدق فلن يراك إلا المولى عز وجل، وتيقن أن هناك نسخة أصلية استنسخها العلى القدير، وستجدها حاضرة فى يوم لا تملك تغييرها "هَٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ"
الجاثية 29
9- وفى النهاية ضع أمامك آيتين لتصل إلى سر السعادة فى الدنيا والآخرة، الأولى "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" النحل 97
والثانية "وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ" طه 124
وبهذا فقد علمت سبب سعادتك وسبب تعاستك منذ ميلادك وحتى الآن
والفرصة ذهبية لتغيير حياتك إلى الأفضل بالعمل بهاتين الآيتين الكريمتين وكل عام وأنتم بخير.