اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

سر الظلام المتوهج ورحلة إلى عالم الأموات مع إله الحماية الغامض

 سر الظلام المتوهج ورحلة إلى عالم الأموات مع إله الحماية الغامض






سر الظلام المتوهج ورحلة إلى عالم الأموات مع إله الحماية الغامض

  كتبت - دكتورة ميرنا القاضي

باحثة في علم المصريات والشرق الأدنى


استعد للغوص في أعماق الثقافة المصرية القديمة حيث ينتظرك إلهٌ غامض وقوي يحمل مفاتيح عالم الأموات ، وروعة تمثاله المدهش الذي يجمع بين جسم إنسان ورأس كلب، مما يخلق تناغمًا فريدًا بين القوة  والأناقة الحيوانية ، تدل رموزه القديمة على أنه كان الحارس الأكثر أهمية للدنيا السفلى، وعلى مهارته العظيمة في عملية التحنيط التي تحافظ على أرواح الموتى ، إنه " أنوبيس" الإله القديم المرتبط بمملكة الأموات وحامي الدنيا السفلى في الحضارة المصرية القديمة.





أنوبيس هو إله مصري قديم مرتبط بمملكة الأموات وحارس الدنيا السفلى في  المصرية القديمة، يُصوَّر عادة على شكل رأس كلب وجسم إنسان، ويرتدي تاجاً مصرياً يشبه التاج النفروسي الأحادي المعروف، يرمز الكلب في الثقافة المصرية القديمة للوفاء والحماية ولذلك تم اختيار هذا الشكل لتجسيد أنوبيس.


يُعتَبر أنوبيس الابن الرابع للإله رع في بعض الروايات

بينما في رواية أخرى يُذكَر أنه أبن  الإلهين أوزيريس ونفتيس وفقًا لتلك الرواية، حملت نفتيس أنوبيس في بطنها وألقت به في مكان ما بالدلتا خوفًا من زوجها ست وعُثر عليه من قِبَل إيزة التي أصبح حارس وراعية لها. ولذلك، يُعتَبر " إنبو" في هذا السياق ابن إيزة.



تعني كلمة "أنوبيس" في النصوص القديمة أيضًا "الإبن الملكي" وتشير أيضًا إلى معنى "التعفن" مما يُظهِر صلة أنوبيس بالأموات والجثث المتعفنة إذا لم تُحفَظ بشكل جيد ، بعض الآخرين يرى أنها تعني "الضم" 

أو "اللف"، مشيرين إلى اللفافات الكتانية الملفوفة حول المومياوات، التي يقوم أنوبيس بحراستها

 من المعروف أيضًا أن أنوبيس كان يحمل العديد من الألقاب، مثل "خنتى إمنتيو" والتي تعني

 "إمام الغربيين" في إشارة للأموات المدفونين في المقابر في الغرب.




 تظهر تماثيل أنوبيس بأشكال مختلفة، ولكن الشكل الأكثر شيوعًا هو الجسم البشري مع رأس كلب. هذا الكلب ينتمي إلى فصيلة "إبن آوي" الأفريقية ويشبه الثعلب ، يُصوَّر التمثال عادةً مع أذن مدببة، ويمكن أن يتم تصوير أنوبيس أيضًا وهو واقفًا في بعض الصور.


كان انوبيس يلعب مجموعة من الأدوار المختلفة كحال باقي الآلهة، حيث كان يلعب دور حامي المقابر في وقت الأسرة الأولى.


كما كان يلعب دور المسؤول عن التحنيط، وتم استبداله في عهد المملكة الوسطى بأوزوريس كحاكم العالم الآخر أو العالم السفلي.


من الأدوار البارزة التي لعبها انوبيس وهو إرشاده للأرواح في العالم الآخر.





كما كان يحضر فعاليات الميزان وهي فعاليات يتم خلالها وزن القلب لتحديد ما إذا كان صالح وسوف يدخل عالم الموتى أم لا.


يعتبر رمز الموتى والتحنيط من أقدم الآلهة لكن على الرغم من ذلك لم تأتي الأساطير المصرية تضمن اسمه كثيرا .


كان انوبيس يتصور باللون الأسود دائمًا، وكان قديمًا اللون الأسود هو لون الحياة والتجديد.


يرجع سبب هذا إلى لون تربة نهر النيل وكذلك لون الجثة بعد عملية التحنيط.


يأتي أخو الإله “وبواوت” وهو إله مصري أيضًا لكن يتم تصويره على شكل كلب أبيض أو رمادي.


أطلق على  انوبيس مجموعة من الألقاب منها “حاكم الأقواس التسعة” وأيضًا سيد الأسرار والكلب الذي يبتلع الملايين.


من الألقاب التي تم إطلاقها عليه ايضا “الذي يوجد في مكان التحنيط” بالإضافة إلى لقب “رب الأرض المقدسة”.





تم تصوير  انوبيس على شكل حيوان بالكامل وذلك كان في عهد الأسر المبكرة والتي كانت تقريبًا بدايًة من 3100 إلى 2686 قبل الميلاد ، توجد نقوش  ترجع إلى عهد الأسرة الأولى خاصًة في عهد الملك “وجر” وأيضًا الملك “حور عحا”.



قديمًا كانت يشتهر حيوان “ابن آوي” بالقوة وكان يقال أيضًا أنها كانت تبحث عن لحم وأجساد الموتى.


يوجد نص في أهرام المملكة القديمة يوضح أن الإله انوبيس كان أهم آلهة الموت، لكن بحلول عصر المملكة الوسطى كان أوزوريس هو الأهم خاصًة في العصر الروماني ، حيث جاءت الكثير من اللوحات التي تأتي مصور للإله أنوبيس وهو ممسك بيدي المتوفيين ويقوم بإرشادهم إلى الإله أوزوريس.



لقد اندمج أنوبيس مع الإله اليوناني “هيرميس” وذلك في الفترة البطلمية والتي كانت في وقت 350 حتى 30 قبل الميلاد، وبعد الاندماج أصبح يسمى “هيرومانويس”.





كان هيرميس وانوبيس مرشدان للأرواح الموجودة

 في الحياة الأخرى ،مكان عبادة الإله

 “هيرومانويس” مدينة “سينوبوليس”

 والتي تعني مدينة الكلاب.


أنوبيس له دور مهم في الأساطير المصرية القديمة 

 ومنها حامي القبور، بالرغم من أن الذئاب الحقيقية كانت تهاجم القبور بحثًا عن لحم الإنسان، إلا أن أنوبيس في الثقافة المصرية القديمة، كان يُعتبر حامي القبور والمحنط، وكان له دور في حماية الأرواح الراحلة وتوجيهها إلى عالم الأموات.





ويُذكر في الأسطورة الشهيرة أن أنوبيس ساعد إيزيس، زوجة أوزوريس، في تحنيط جثمان زوجها بعد أن قُتل على يد شقيقه سيت. وكان يُعتقد أنه كان يرتدي جلد سيت كنوع من الإشارة إلى قوته وقدرته على تصدي الأشرار والمحافظة على سلامة الأموات.



أيضًا، يظهر أنوبيس في كتاب الموتى وهو يؤدي دورًا في تقييم قلب الأشخاص الراحلين في عملية وزن القلب. فبحسب الاعتقاد المصري القديم، يتم وضع قلب الشخص المتوفى على ميزان، ويتوجب عليه أن يكون خفيفًا ولا يحمل ذنوبًا كبيرة لكي يستحق الدخول إلى عالم الموتى. وكان أنوبيس المسؤول عن عملية وزن القلب وتحديد مصير الأشخاص بناءً على نتيجة هذا الوزن.



بالإضافة إلى ذلك، يُعتقد أن أنوبيس كان يعمل كمرشد للأرواح الراحلة من عالم الأحياء إلى عالم الأموات يُصوَّر في بعض التصويرات وهو يقود الأشخاص الراحلين ويساعدهم في عبور إلى العالم الآخر.



يمكن القول إن أنوبيس كان إلهًا متعدد الأدوار في الثقافة المصرية القديمة، حيث كان حاميًا للقبور ومحنطًا، ومرشدًا للأرواح الراحلة، ومشاركًا في عملية وزن القلب، وله دور مهم في حماية واستقر للأموات في عالم الآخر. هذه الأدوار تعكس الاعتقادات والقيم التي كانت مهمة في الثقافة المصرية القديمة وتعكس الأهمية التي تُعطى لحماية القبور واحترام الأموات.

google-playkhamsatmostaqltradent