سفن أبيدوس وقائمة ملوك مصر القديمة (4)
كتب - د . عبد الرحيم ريحان
وتستمر رحلة دايلى برس فى أبيدوس مع الآثارى باسم سليمان أبو خرشوف ابن أبيدوس ليرصد كعالم أقدم سفن فى العالم، وهى سفن أبيدوس التى تمثل مجموعة من السفن عثر عليها مدفونة بجوار "شونة الزبيب" و تعود ربما إلى أكثر من 5000 عام، وقد كشف عنها العالم الأمريكي ديفيد اوكنر من جامعة نيو يورك عام 1992 .
ويشير الآثارى باسم سليمان أبو خرشوف إلى أن السفن مصنوعة من خشب الأرز
و عددها 14 سفينة، عثر عليها مرصوصة بعناية جنبًا الى جنب شرق شونة الزبيب
وفى البداية اعتقد فريق البحث أن تلك السفن خاصة بالملك "خع – سخم – وى"
ولكنهم ما لبثوا أن اكتشفوا أنها دفنت بتلك المنطقة قبل عصر الملك "خع – سخم – وى" بمئات السنين، وهى سفن صنعت بمهارة شديدة و بأحجام كبيرة حيث يصل طولها إلى حوالى 28 م و عرضها متران
و يبلغ عمق الغاطس حوالى 75 سم
وقد استخدم قدماء المصريين حبالًا مصنوعة من نبات البردى لربط الألواح الخشبية, و قد عثر فوق بعض ألواح السفن على بقايا من لون أصفر مما يرجح أن تلك السفن كانت مدهونة بطلاء أصفر اللون وهذا ينم عن وصول صناعة السفن فى مصر القديمة إلى هذا الحد من التطور بحيث تبنى سفن بهذا الحجم, و يتم استخدام ألوان فى طلائها قبل الميلاد بأكثر من 3000 عام.
يقول المهندس البلجيكى روبرت بوفال أن مدينة أبيدوس هى أعرق مدينة مصرية تحوى ميناء من أهم وأقدم موانىء مصر
و كان ميناءً مخصصًا للحج والتجارة وكانت سفن الحج تبحر بين أبيدوس و بين ميناء آخر غاية فى الأهمية كان يقع عند حافة هضبة الجيزة, و هو ما يفسر العثور على سفن فى هضبة الجيزة مثل قارب الملك خوفو وأيضا تم العثور على حفر بهضبة الجيزة عل شكل مثمن يعتقد أنها كانت مخصصة لدفن السفن.
وينوه الآثارى باسم سليمان أبو خرشوف إلى أن اكتشاف سفن أبيدوس مدفونة بجوار جبانة شونة الزبيب هو دليل على أن طقوس دفن السفن الملكية
(و خصوصًا سفن الحج) بجوار مقابر الملوك هى طقوس قديمة جدًا, ربما تعود الى بداية أو قبل عصر الأسرات, ثم تطورت وبلغت ذروتها فى عصر الملك خوفو ومركبه العظيم (مركب الشمس) الذى عثر عليه فى الخمسينيات.
ويعتقد أن مراكب الشمس ليس لها علاقة برحلة الملك في النيل في الحياة الدنيا ولكن لها علاقة برحلة الملك في الحياة الآخرة حيث أن المركب طبقًا للمفهوم المصري القديم كان الملك يستقله على هيئة الإله رع في رحلة الليل والنهار ويستخدم المجاديف لقتل الأرواح الشريرة التي تصادفه أثناء الرحلة.
ويضيف الآثارى باسم سليمان أبو خرشوف أن أبيدوس تشمل قائمة ملوك مصر الذى أنشأها الملك سيتي الأول في الأسرة التاسعة عشر 1300 قبل الميلاد في غرفة تعرف باسم غرفة الأجداد تحتوي القائمة على أسماء 76 ملك حكموا مصر من أول الأسرة الأولى، وتبدأ بالملك مينا موحد القطرين وتنتهي القائمة بسيتي الأول الذي تكرر اسمه 36 مرة، ولا تذكر القائمة حكام الفترات الانتقالية الأولي والثانية، كما لم تذكر الملك اخناتون و آي وحتشبسوت
و توت عنخ آمون العديد من الملوك الآخرين.