" إنما الإنسان أثر "
بقلم الكاتبة - منال خليل
- عام مضى .. بل ما يقرب من ثلاثة أشهر فقط اختلفت فيه كل الأمور ، لربما لتعتدل شئون الوطن بشكل صحيح وحتى يتذكر الجميع ان الأرض لأصحابها.
الفارق بين مقالي الدكتور " فادي موسى " الخبير الاستراتيجي في النظام الطبي العالمي والقطاع الصحي الفلسطيني ... عام وقد كنت عقبت سابقاً على مقالة الأول
بأن :
" أبحثوا عن النور فى عامكم الجديد ولا تخالطوا إلا من يذيدكم نور ، ويجعل الضوء يتسلل من عمق الروح إلى ملامح الوجه فأهل النور هم مصدر الإلهام والحياة
فالنور ينبع من النفس الطيبة "
- وأحببت أن انقل لكم المقال الخاص به ببداية هذا العام ليلخص لنا الفكر الواعي والروح القوية الصلدة المؤمنه المحاربة من أحد اهم الأمثال الناجحة بفلسطين الرائعة
شعباً وأرضاً ، نصفهم ونصرهم الله ... وأنا أحب أن أتابع كتاباته الواعية دائما
" - لا أعلم من أصلب
أهو صخر الصوان أم أنتم
دماؤكم تناثرت على بعضكم
فَيَسقي من مات من بقي بِنَهم
وَيُحمَلُ معه كبذرةٍ نديةً
ليكبرا معا أقوى وأحكم
وما أكثر بذوركم التي نحمل
نُثِرت في العالم كنجوم السماء
تُنير ظلمات القلوب لِهَديها
ليَعرفُ كل حرٍ طريق الكبرياء
وكأن غززة ومن فيها فقط من
سيحررون العالم كُلهُ من سِجونه الظلماء "
- وبدء مقالته سارداً :
- ونحن نرى حصاد سنة مرت...
بالرغم من أن الحدث أبلغ من الحديث..
بالرغم من أننا لم نعد نحن .. لا معتقداتنا ولا قناعاتنا ولا حتى نظرتنا للحياة بشكل عام ، او لقيمة ومعنى كل شي بشكل خاص إلا أنني وبالرغم من صعوبة
و تشوش الافكار والمشاعر ما زلت احاول ان اكتب في نهاية كل عام ما يقوى به عقلي على التعبير
- سابدا من حيث وصلنا لهذه اللحظة ....
كنت اكتب دائما أن لا يمر عام إلا وقد أحدثتَ التغيير الحقيقي في نفسك و حولك و تكون المنارة والفنار الذي يهدى الجميع لبر الامان ...
- ولكن في عالم اخر موازي نجد إن تدخلت إرادة الله فلن تكون فقط فناراً لمن حولك ولكن ستكون كنجم الشمال لكل من على الأرض ، فتهدي كل من على البسيطة الى سبيل الرشاد ولو سعت كل قوة على الأرض عكس ذلك وأن تم حصارك في زجاجة من أخ او عدو.
- كنا نعتقد أننا مؤمنين ولكننا اكتشفنا أننا لم نكن على الإيمان من شيء كنا نظن أن قصص السلف هي قصص خيالية وبطولية وللسرد فقط .. كنا نقرأ من القرآن فنظن أن ما يكتب بعيد عنا ولا نقرأؤه الا لانه قرآن :
( إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ۚ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا )
وكانه شيء من خيال وغيرها كثير، كنا نستمع لاحاديث لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ولم نفهم عمقها وحقيقتها قط، كنا نعتقد أننا ضعاف تابعون بين هذه المنظومة العالمية المحكمة لتصغيرنا أكثر
و تذويبنا مع مرور السنوات.
- كنا نسمع جملة " رجل بأمة " وكأنها شيء ليس من الممكن الوجود في هذا الزمان.
- كل ذلك انقلب رأسا على عقب.. خلال أشهر
بسيطة ...
هل كان يخطر ببالك أن 0.03% فقط من سكان هذه الأرض كلها ... قد فعلوا ذلك.
- إن الايمان الحقيقي أصبحنا نعيشه حقيقة و نلتمسه بعيوننا واذاننا وقلوبنا مع كل حدث نراه، فاختلف معناه و قوته داخلنا و داخل كل انسان حي.
أصبحنا نرى قصص السلف و اضعافها في كل يوم.
قرائتنا لايات القرآن اختلفت معانيها و الاحساس فيها وفهمها الحقيقي وكاننا نقرأ ونرى هذه الآيات أمامنا جلية.
اكتشفنا أننا قوة لا مثيل لها وأن بيننا رجال ب أمم
بل بيننا اطفال بأمم.. وقد أحدثت كل هذا التغيير في العالم الظالم ليبرز النور من بقعة منسية ولكن داخلها كنوز... هي اهلها...
فلا معنى لمكان ولا قيمة له إلا بقيمة أهله وعلوهم
و إرادتهم فعرفنا أن الدول لا تبنى بالثروات بل بهمم الرجال وعقولهم وارادتهم...
- عرفنا أنه اذا بارك الله في أمة مهما كانت صغيرة بسيطة فستكون عنوان العالم للحرية و ملهمة البشر.
أمنا أن القوة ليست بكثرة السلاح والاشخاص بل بالعزيمة والارادة و بينهم العقل.
- كنت أكتب كثيرا أن كل صعب هو من يصقلنا ويجعلنا أصلب و أقوى... فكنت أقصد في حياتك
و عملك و مستقبلك... ولكن الصعب الحقيقي هو ما مر منذ سنوات طويلة جدا على هذه الامة ولكن هذا ما جعلهم الاصلب والاقوى و اصحاب إرادة لا تنكسر وكأن الله تعالي يهيئهم لحمل النور لكل البشر و القضاء على ظلمة عقود طويلة سبقت و كانت ستسمر
ولكن .. يمكرون و يمكر الله ... والله خير الماكرين
في العالم يعود لميزانه القويم و نوره الحقيقي.
- فكن يا صديقي ذا إيمان عميق أن الله اذا اراد شيئاً عظيما فلا يضيره أن يسخر أصغر مكان في هذا العالم ليكون سببا في ذلك وانت كذلك، آمن بنفسك و سلم أمرك لله فيجعلك سببا في تغيير عظيم .
فما قيمتنا بلا سبب التغيير للافضل و هذا هو الاستخلاف الحقيقي في الارض.
كان الله معكم يا حماة الارض..
فادي موسى
31/12/2023