مونيكا حنا على خطى سليم حسن في استعادة آثارنا المنهوبة
كتب - د . عبد الرحيم ريحان
قررت حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان أمس عمل باب خاص يطلق عليه "الجنود المجهولين فى الآثار" وفتحت المجال لكل الآثاريين أصحاب الإنجازات الحقيقية الملموسة والذين يتمتعون بسمعة محلية وعالمية طيبة، والآثاريين ممن لهم بصمة فى علم التنقيبات العلمية والاكتشافات الأثرية وترميم وصيانة الآثار وممن لهم رؤى مستنيرة فى قضايا الآثار من أجل الإصلاح، للتواصل مع الحملة لإبراز دورهم الوطنى من أجل إعلاء شأن أعظم حضارات العالم "الحضارة المصرية بتسلسلها الحضارى منذ عصر ما قبل التاريخ وحتى كتابة هذه الكلمات" حيث أن هذه الحضارة ممتدة حتى الآن فى العادات والتقاليد ومفردات اللغة والفلسفة والحكمة والأدب والفنون.
لنلقى عليهم الضوء كنماذج مشرّفة ومشرقة للآثاريين بمصر الذى تميزت وانفردت بعلم يحمل اسمها وهو "علم المصريات" نموذجًا لشباب الآثاريين وكل عاشقى آثار مصر.
فالآثار ليست حكرًا على أحد بل هى ملكًا لكل المصريين، وبجهد ورؤى هؤلاء الوطنيين المخلصين نسير على الطريق السليم لإعلاء شأن حضارتنا التى علمت العالم ماهى الحضارة، ومن هذه النماذج العالمة العالمية الوطنية المخلصة الأستاذة الدكتورة مونيكا حنا، والتى رفضت نشر سيرتها الذاتية باعتبار أن ما تقوم به هو واجب، ولكن أمام إصرارى بأن هذا واجب وطنى ضمن حرص جمهوريتنا الجديدة على تعزيز الهوية والشخصية المصرية وبناء الإنسان وتعميق الانتماء الذى يتأتى بإبراز دور العلماء المخلصين لخلق حوار وطنى مبنى على أسس علمية مع المخلصين لهذا الوطن.
العالمة العالمية مونيكا حنا
الدكتورة مونيكا حنا هى العالمة المصرية العالمية التى حصلت عام 2020 على منحة بحثية كجزء من مبادرة العمل من أجل استعادة الحقوق في أفريقيا بالتعاون مع جامعة أكسفورد، وهي تعمل على بدء خطاب قوي لإنهاء السردية الاستعمارية لمجموعات المتاحف الغربية، وفي عام 2022 أطلقت مع فريقها البحثي أول حركة عامة لاستعادة حجر رشيد ورأس نفرتيتي، وتركز أبحاثها الحالية على إنهاء الاستعمار في علم الآثار، واسترداد الآثار وطرق اتاحة علم المصريات والتراث المصري عامة للجمهور بشكل أفضل فهى بذلك تكمل ما بدأه عالم المصريات الدكتور سليم حسن.
الدكتورة مونيكا حنا شخصية عالمية في مجال الآثار والتراث الحضاري، أكملت دراستها الجامعية في علم المصريات والكيمياء الأثرية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة في عام 2004، ثم تابعت درجة الماجستير في الجامعة الأمريكية بالقاهرة أيضًا، انضمت لاحقًا إلى جامعة بيزا بإيطاليا لإكمال درجة الدكتوراه في علم الآثار بعنوان "مشكلات الحفاظ على اللوحات الجدارية في مقبرة طيبة: دراسة تجريبية على مقبرة طيبة 14 باستخدام تقنيات المسح ثلاثي الأبعاد".
في الفترة من يوليو 2011 حتى نوفمبر 2012، كانت زميلة ما بعد الدكتوراه في مجموعة توبوي للتميز في قسم علم المصريات ودراسات شمال إفريقيا بجامعة هومبولت.
حاليًا، تشغل منصب أستاذ مشارك والقائم بأعمال عميد كلية الآثار والتراث الثقافي بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري (AASTMT) في أسوان حيث أسست برنامجًا متخصصًا في علم الآثار والتراث الثقافي.
تركز أبحاثها على الفراغ والمعرفة وهوية المواقع الأثرية، مع اهتمام خاص بالمعاني المختلفة وانعكاسات التراث على هوية المواقع الاثرية على المجتمعات المحيطة بها. عملت في مشروع في القرنة بالأقصر حول السرديات المختلفة والمتعددة لجبانة طيبة ومعانيها للقائمين على حمايتها، دارسيها ومن كان يعيش بها، في ٢٠١١
عملت مع وسائل الإعلام ومجموعة من المتطوعين لنشر الوعي بمحنة المواقع الأثرية المختلفة في مصر
وخاصة دهشور وأبو صير الملق وهليوبوليس القديمة
وتحدثت بشجاعة ودافعت عن تراث مصر وحمايته.
حصلت على العديد من الجوائز، بما في ذلك جائزةSAFE Beacon Award لعام 2014، لجهودها في إنقاذ الآثار في ظل الصراع، وحصلت على لقب امرأة الآثار لعام 2014 من قبل اليونسكو.
كما حصلت أيضًا على "خريجة الجامعة الأمريكية بالقاهرة المتميزة" مرتين، مرة في القاهرة عام 2014 والآخر في نيويورك عام 2015، وتهتم بشكل كبير بالعلوم الإنسانية الرقمية، وفي عام 2020 تم اختيارها من بين أكثر 50 سيدة تأثيرًا في مصر تحت رعاية رئيس الوزراء المصري.
ألقت محاضرة تاريخية شهدتها بنفسى بمنطقة معبد سرابيط الخادم عن كتابات الرحالة الذين زاروا المعبد مثل إليساندرو ريتشى ولينان دى بيليفوند وتوثيقهما للتراث المادى والمعنوى والطبيعى للمنطقة الأثرية فى أوائل القرن التاسع عشر.
حيث أكدت أن توثيق التاريخ المجتمعى للمواقع الأثرية على مر العصور لا يقل أهمية عن توثيق الأثر نفسه وقد قام الرحالة المذكورين بتضمين التاريخ الاجتماعى لمنطقة سرابيت أثناء وصفهم للمعبد وأشارت لضرورة التفاعل المجتمعى مع التراث الأثرى وتنمية أهل المجتمع المحيط بالأثر ليكونوا شركاء فى الحماية ومشاريع التطوير وقدمت نموذجًا لمجتمع سرابيط وتفاعله مع الأثر من خلال تدريب الأطفال على أعمال مرتبطة بالأثر مؤكدة أن الاتحاد الأوروبى يدعم ماديًا الأنشطة المرتبطة بتنمية المجتمعات المحيطة بالآثار.
ولها سمعة طيبة ومحبوبة بين كل أهالى سرابيط الخادم لما قدمته إليهم من خدمات.