متى تنخفض الاسعار ؟
بقلم : محمود فوزي
هل ستنخفض الاسعار؟
إن حقيقة الأمر موضوع خفض الأسعار
أو ارتفاعها ليس بسبب عدم اتخاذ إجراءات معينة أو خطوات معينة علشان كده اللي يقولك الأسعار ممكن تنزل غير صادق واللي يقولك الأسعار هتفضل تطلع غير صادق واللي يقولك لو الحكومة اتخاذت هذه الإجراءات
الأسعار هتنزل بيضحك عليك.
لاول مرة منذ عشرون عام العملة المصرية تتخطي الليرة التركية وموضوع خفض أو ارتفاع الأسعار غير مرتبط بتوقيت معين ولا إجراءات داخلية ولكن مرهون ببعض الأسباب من ضمنها الاتي :
١- خفض الفائدة في الفيدرالي الأمريكي اللي سحبت كل السيولة الدولارية والأموال الساخنة من الأسواق الناشئة لتكديسها في البنوك الأمريكية للاستفادة من ارتفاع الفايدة .
٢- خفض معدلات التضخم العالمي اللي رفعت أسعار الشحن والقمح والذرة والبترول والصويا ما أدى لارتفاع فاتورة الاستيراد بشكل غير متوقع نتيجة وباء كورونا ثم الحرب الروسية.
٣- عودة الملاحة في البحر الأحمر لطبيعتها والتي أدى تعطلها لضربة ثلاثية للاقتصاد المصري انخفاض إيراد قناة السويس وارتفاع فاتورة الواردات من آسيا وانخفاض معدل التصدير لآسيا.
٤- انتهاء حرب غزة والتي أدت لانخفاض شديد في معدلات السياحة في سيناء والبحر الأحمر .
٥- ضغوط اقتصادية بتوجيه المستثمرين بالابتعاد عن مصر للقبول بالتهجير.
٦- تأجيل تدفق بعض الاستثمارات الأجنبيه المباشرة انتظارا لما ستسفر عنه حرب غزة والبحر الأحمر وسط مخاوف من اتساع رقعة الصراع.
٧- زيادة الإنتاج المحلي والاعتماد علي المنتج المصري
٨-الاهتمام بالصناعة و دخول مجال المنافسة .
دي العوامل الحقيقية اللي أدت
(لأزمة سيولة دولارية) قهرية طارئة في السوق المصري وليست أزمة اقتصادية كما يروج البعض أدت لارتفاعات متتالية للدولار بسبب قلة المعروض وارتفاع الطلب وبالتالي ارتفاع الأسعار من ٢٠٢٠ لغاية انهاردة .
أي إجراءات حكومية حالية مرتبطة بامتصاص الصدمة وتقليل تداعياتها وأعراضها لكن المشكلة الحقيقية ناتجة عن هذه الأسباب وأي قرارات أو اقتراحات مهما كانت وجيهة ، تأثيرها هامشي .
وبجانب تلك الأسباب الحقيقية
وباء عالمي لم يحدث من ١٠٠ عام.
حرب عالمية مصغرة في أوكرانيا
لم تحدث من ٧٠ عام.
وركود عالمي لم يحدث من العشرينيات والكساد الكبير .
وحرب إقليمية في الشرق الأوسط لم تحدث من نصف قرن.
لا الموضوع مرتبط بالإنتاج أو الحكومة
أو اجراءات داخلية.
عندك تركيا مثلا أقرب شبه لاقتصادنا إنتاجها وتصديرها ضعف مصر ٥ أضعاف
ومع ذلك انخفضت الليرة التركية آخر ٢٠ شهر من ٦ ليرة للدولار إلى أكثر من ٣١ ليرة لنفس الأسباب وتعتبر ظروفها بالمقارنة بمصر أفضل بكثير.
فلا هي خارجة من ثورتين استنزفوها ولا بتحارب الإرهارب ولا كل حدودها مشتعلة ولا عندها ١٠ مليون لاجئ ، بل بالعكس بتاخد 9 مليار دولار سنويا من الاتحاد الأوروبي بسبب 3 مليون لاجئ عندها ولا بتتعرض لحملات ممنهجة لتشويه سمعتها واقتصادها لتطفيش المستثمرين والسياح!
فكانت النتيجة إن الجنيه أصبح أكثر قيمة من الليرة لأول مرة من ٢٠ سنة!
واللي ممكن يقول عكس دا ، أصل دي مش قيمة الجنيه في السوق السودة أولا هما كمان عندهم نفس السوق السودة .
ثانيا السوق السودة لا يعول عليها لأنه سعر متغير ممكن في يوم تطلع بدون مبرر وتنهار بدون مبرر زي ما شفنا في حالة الأزمات فهي ليست قياس!
في النهاية ندعوا الله أن هذه الصراعات تنتهي ولا تتسع رقعتها وإلا هنكون في وضع أسوأ .
ولكني كلي ثقة بالله إنها أزمة وهتعدي وهنرجع أقوى من الأول إن شاء الله.