أخطاء كارثية لمجدى شاكر عن مشروع التجلى الأعظم
كتب - د . عبد الرحيم ريحان
كشف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار ورئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية عن عدة أخطاء كارثية للآثارب المعروف مجدي شاكر لا يصح أن تصدر من آثاري عمل بالمجلس الأعلى للآثار عدة سنوات، ولا يصح أن تنتشر عبر برنامج تيلفزيوني شهير وهو برنامج
"نظرة على" بقناة القاهرة الذى أذيع يوم 27 فبراير الماضي وقد كافئته المذيعة بمنحه لقب دكتور وقبل ذلك دون تصحيح بأنه لم يحصل على الدرجة العلمية.
ويرصد الدكتور ريحان الأخطاء ويرد عليها علميًا، حيث تحدّث الآثاري مجدي شاكر
عن مشروع التجلي الأعظم نصف ساعة وهو يحدد موقعه بأنه فى وادي فيران والصحيح أن المشروع بالوادي المقدس وهى منطقة سانت كاترين حاليًا، أمّا وادى فيران يبعد 55كم عن مدينة سانت كاترين
كما أشار مجدى شاكر إلى وجود شجرة العليقة المقدسة وجبل موسى بوادى فيران، والصحيح وجود الشجرة داخل دير سانت كاترين وجبل موسى خلف الدير بمدينة سانت كاترين.
وينوه الدكتور ريحان إلى أن شجرة العليقة المقدسة الموجودة حاليا بدير سانت كاترين هى الشجرة التى ناجى عندها نبي الله موسى ربه، وذلك لأن هذ النوع من نبات العليق لم يوجد فى أى مكان آخر بسيناء، وهى شجرة غريبة ليس لها ثمرة وخضراء طوال العام كما فشلت محاولة إعادة إنباتها فى أى مكان فى العالم، وذكر العالم الألمانى ثيتمار الذى زار دير سانت كاترين عام 1216م أن العديد من المسيحيين عبر العصور أخذوا أجزاء من هذه الشجرة كذخائر للتبرك بها ولو نجحت محاولات استزراعها لتهافت على ذلك الجميع.
وجبل موسى له عدة مسميات أخرى مثل جبل المناجاة وجبل الشريعة وجبل سيناء
حيث وقف نبي الله موسى على الجبل وأمامه جبل التجلي وهو الجبل الذى تجلى له سبحانه وتعالى فدكه، ويقع جبل التجلي إلى الشمال الشرقى لجبل موسى
وقد عرف بهذا الاسم نتيجة لحادثة التجلى الشهيرة حيث تجلى عليه المولى عز وجل حينما سأل نبى الله موسى ربه أن يراه.
ذكر مجدي شاكر أن جبل التجلي تفتت وانتشر في أماكن خارج مصر وهذا لم يرد في أى مصدر.
وعن بناء دير سانت كاترين ذكر مجدي شاكر أنه بنى في القرن الرابع الميلادي.
ويوضح الدكتور ريحان أن هذا غير صحيح والذى بنى في القرن الرابع الميلادى هى كنيسة صغيرة في حضن شجرة العليقة الملتهبة بنتها الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين، أمّا الدير فقد بناه الإمبراطور جستنيان وأطلق عليه دير طور سيناء في القرن السادس الميلادي وأدخل كنيسة العليقة المقدسة ضمن أسوار الدير وتغير اسمه إلى دير سانت كاترين في القرن التاسع الميلادى بعد العثور على رفات القديسة كاترين.
كما ذكر مجدى شاكر أن الدير حين إنشاؤه كان له باب واحد ضيق يقصد الباب في الجدار الشمالى الغربى، وهو باب حفر فى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي عرضه متر واحد وارتفاعه 1.5م يؤدي إلى ممر ضيق وثلاثة أبواب متتالية من الخشب المصفح بالحديد.
ويشير الدكتور ريحان إلى أن الدير له عدة أبواب أصلية من تاريخ الإنشاء، ففي الجدار الشمالى الغربى له ثلاث بوابات البوابة الرئيسية يعلوها نفيس وعقد عاتق ونقش يونانى نصه
( هذه بوابة الرب يدخل منها الصالحون) تحته اسم الإمبراطور جستنيان ويعود هذا النص لعصر الإنشاء في القرن السادس الميلادى وقد تم إغلاق هذه البوابة بكتل الجرانيت في العصور الوسطى، علاوة على مدخل سرى منذ القرن السادس الميلادي وقت إنشاء الدير من الحديقة إلى الدير والبوابة الثالثة كانت تسمى بوابة الريس أو بوابة المطران وكانت تفتح في فترات خاصة، عرض هذه البوابة 5م وارتفاعها 6م ومن المحتمل أنها تعود إلى الفترة الأولى من بناء الدير في القرن السادس الميلادى والغرض منها إدخال مواد البناء للكنيسة الرئيسية أو تسهيل الاقتراب من القوافل التي تأوي إلى الدير وتسكن في المساحات الفارغة، وهناك باب بالجدار الشمالى الشرقى وهو باب دخول الحجاج.
كما ذكر مجدى شاكر أن الجبل الذي عثر على رفات سانت كاترين على قمته هو جبل موسى والصحيح هو جبل آخر حمل اسم جبل سانت كاترين بعد العثور على الرفاة ارتفاعه 2246م فوق مستوى سطح البحر
كما ذكر بناء الجامع داخل الدير في القرن الخامس ولم يحدد هجري أو ميلادي وفي الحالتين فهو خطأ فلم يكن الدير قد بنى بعد، والصحيح تاريخ بناء الجامع 500 هـ
1106م أي القرن السادس الهجرى، الثاني عشر الميلادي.
كما ذكر مجدى شاكر أن فسيفساء التجلي تعود إلى القرن الرابع الميلادى وتمثل العائلة المقدسة.
وأردف الدكتور ريحان بأن القرن الرابع لم يكن الدير أنشىء من الأصل ويعود تاريخ فسيفساء التجلى إلى القرن السادس الميلادى، وهى تغطى الجزء العلوي من نصف قبة الشرقية الخاصة بكنيسة التجلي الكنيسة الرئيسية بدير سانت كاترين وتمتد إلى الجزء العلوي من الجدار الشرقي
وقد صنعت من قطع صغيرة من الزجاج متعددة الألوان يسودها اللونان الأحمر والأزرق على خلفية من الذهب المعتم وهى من عمل فنان من مركز حضاري ربما يكون القسطنطينية أو في ورشة في غزة
أو جلبت من غزة أو القسطنطينية
وتصور الفسيفساء تجلى السيد المسيح المخصصة له كنيسة التجلي حيث نجد السيد المسيح واقفًا في وسط هالة بيضاوية الشكل عن يمينه النبي إيليا وعن يساره النبي موسى وكلاهما يرفع يده اليمنى إيماءً لمخاطبة السيد المسيح
وقد صوّر الفنان تلاميذ السيد المسيح القديسان يوحنا ويعقوب راكعان على الجانبين بينما القديس بطرس مستلق عند قدمي المسيح، والزخارف التي تزين الإطار الخارجى عبارة عن إطار بداخله دوائر متماسة تتضمن بورتريهات
(صور شخصية) لتلاميذ السيد المسيح الإثنى عشر الحواريين وستة عشر شخصية من الأنبياء والكاهن (لونجينوس) التي تذكر الكتابة التذكارية أسفل باطن عقد الحنية أنه رئيس الدير الذي تم تنفيذ زخرفة الفسيفساء في عصره وأيضًا بورتريه الشمّاس يوحنا.
كما ذكر مجدب شاكر أخطاء أخرى ليس لها أساس علمب مثل سلالم جبل موسى بأنها أنشئت فب عهد الملكة مجرد كلمة عابرة
أو ربما ذلة لسان وكذلك أن الرئيس الراحل أنور السادات كان يمشى على أطراف أصابعه في استراحته بوادى الراحة، وسيدنا موسى جاء بأهله إلى أرض مدين عند خليج السويس ومكتبة الدير بها العهد العمرية.
ويوضح الدكتور ريحان أن كل هذا غير صحيح تمامًا وينصحه بقراءة كتاب "التجليات الربانية بالوادى المقدس طوى" للدكتور عبد الرحيم ريحان
ويوضح أن مكتبة الدير تحوي صورة العهدة النبوية المعروفة وهى مخطوطة عهد أمان أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم، للمسيحيين يؤمنهم فيه على أرواحهم وأموالهم وبيعهم، وذلك بعد أن أخذ السلطان سليم الأول النسخة الأصلية عند فتحه لمصر 1517م وحملها إلى الأستانة وترك لرهبان الدير صورة معتمدة من هذا العهد مع ترجمتها للتركية.
أمّا العهدة العمرية فهى كتاب كتبه الخليفة عمر بن الخطاب لأهل إيلياء (القدس) عندما فتحها المسلمون عام 638 للميلاد أمنهم فيه على كنائسهم وممتلكاتهم.
وقد اعتبرت العهدة العمرية واحدة من أهم الوثائق في تاريخ القدس ولا علاقة ولا وجود لها بسيناء.
وهناك عهود أمان أخرى من الخلفاء المسلمين أعطيت لهم بناءً على العهد الأول من الرسول الكريم، ويوجد بالدير 200 وثيقة بالمكتبة وهى مجموعة من الوثائق العربية الصادرة من ديوان الإنشاء بمصر في عهد الفاطميين والأيوبيين والمماليك والعثمانيين إلى الدير ورئيسه ورهبانه تكشف عن رعاية المسلمين لشئون الرهبان وحماية مقدساتهم وأموالهم ومصالحهم.