اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

بركات رجل مخابرات

 بركات رجل مخابرات





كتب - د . عبد الرحيم ريحان


في يوم المخابرات المصرية الذى يعد من أعظم أجهزة المخابرات في العالم أنشىء عام 1954 بميزانية 500 جنيها، وكلنا نتذكر رأفت الهجان وجمعة الشوان وغيرها من بطولات المخابرات المصرية

 ولي ذكريات خاصة عنوانها

 "بركات رجل مخابرات"





أحداث هذه القصة بمدينة أثينا أثناء دراستى للعمارة والفنون البيزنطية بجامعة أثينا، وهناك يلقبونك بلقب العائلة أو الجد وانا اسمى عبد الرحيم ريحان بركات فظللت أحمل اسم بركات لمدة عامين.



أما حكاية المخابرات، فكنت حريصًا على إبراز عظمة مصر فى كل شىء وأتحدث فى كل موقف عن مصر وقيمة حضارتها لدرجة أننا كنا فى رحلة لأحد المواقع وكان هناك تمثال للإسكندر الأكبر فقالوا هاتوا بركات يتحدث عنه، وكانت مدرسة اللغة اليونانية كلما شرحت كلمة باليونانية أقول لها أصلها عربى مثل كلمة "خسابس" باليونانية وتعنى جزار قلت لها قصّاب باللغة العربية تعنى جزار وهكذا حتى سألتنى أنت جاى تتعلم اليونانية ولا جاى تعلمنا العربية قلت لها الاثنين عشان أنا جاى من بلد الحضارة فجر الضمير إلى بلد صاحب حضارة.





وكنت لا أجد أي مناسبة أثناء الشرح إلا وادخل جزء حضارى من التراث المصري فآثار إعجاب الطلبة الأوروبيون وأثار شك الطلبة العرب وكان منهم سوريون ولبنانيون وفلسطينيون فشكوا أننى من المخابرات المصريةوبدأ دلائل الشك بالصدفة دون دخل منى وتمثلت في الآتي:

1- ترددي على السفارة المصرية

 وقد ذهبت لسببين، الأول كنت لا أعرف مكان لصلاة الجمعة فقالوا لى صلى في السفارة لحد ما دلوني على الجامع

 السبب الثاني : هو ذهابى لمعالى السفيرة وكانت نائبة للسفير في ذلك الوقت لدعوتها لحضور إلقائى ورقة بحثية بصفتى مصري في مؤتمر بجامعة أثينا عن آثار سيناء وتم تلبية الدعوة وإرسال مستشار من السفارة رغم أنه كان يوم عيد الأضحى وأجازة ولولا العيد لجاءت معالى السفيرة بنفسها.


2- كثرة الحديث عن مصر بين الطلبة المصريين المبعوثين من الجامعات المصرية بشكل شبه هستيرى فاعتقد الجميع أننى أنتمى للمخابرات المصرية وكان بعض الطلبة من المبعوثين المصريين يبعد عنى خوفًا من أنقل أخبارهم للمخابرات المصرية.


3- السبب الثالث أننى كنت أقطن في أرقى أحياء أثينا وهذا لا يتوافر لطالب جاء للدراسة، وهذه الشقة كانت إهداء من مطران دير سانت كاترين قداسة الأب داميانوس للإقامة بها مجانًا طيلة دراستى


4- صداقتى لطالبين مصريين من القوات المسلحة وكانا يرتديان الزى العسكرى، وكنا نسير معًا ونذاكر دروس اللغة معًا.


5- السبب الرابع وكان صدفة أيضًا، أثناء أحد الحفلات الكبرى وكانت على شرف قداسة الأب داميانوس مطران دير سانت كاترين أهم شخصية في الحفل، وقبل بداية الحفل نزل قداسته بنفسه من على المنصة ليصافحنى ويسأل عن أحوالى عامل ايه في الدراسة، وبهذا اكتملت كل الأدلة، وتساءل الجميع من هو الشخص الذى ينزل إليه أهم شخصية دينية في اليونان بنفسه ليصافحه فهو إمّا وزير أو شخصية كبيرة في مصر، ولو مخابرات فهو من القيادات بها.


6- وهكذا اجتمعت كل الصدف لتؤكد صدق رؤيتهم وكنت أفتخر بذلك وبمصريتى، وفعلًا كان يلاحظوا عليا أثناء مشيتى فارد صدرى ليس غرورًا والعياذ بالله ولكن ليعلم الجميع أنى مصري

تحية لرجال المخابرات البواسل الذين صنعوا لنا سمعة نفتخر بها أينما ذهبنا وخلانا زى ما بيقولوا 

"ندلع على حسهم".

google-playkhamsatmostaqltradent