اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

حكاية البطل حمدي محمد مهدي

 حكاية البطل حمدي محمد مهدي






كتبت - منى منصور السيد


 البطل حمدي محمد مهدي

 أبن محافظة الفيوم 

من أسرة ساهمت بخمس أبناء في حرب أكتوبر منهم 

الشهيد الرائد عزت محمد المهدي

 وضيفنا اليوم

 المحارب حمدي محمد المهدي 

تخرج من كلية زراعة جامعة عين شمس 1967م وهو العام الثالث بعد النكسة 1967م وقد صدر قرار من الرئيس جمال عبد الناصر  بتجنيد كل المؤهلات العليا بالقوات المسلحة حتى تتمكن البلاد  أن تتغلب على ما أصاب البلاد من تبعات النكسة .



مما أدى إلى أن إجتمعنا بالخدمة بالقوات المسلحة عدد خمس أشقاء أصغرهم كان ضابط عامل بالقوات المسلحة.



 وقد تم تجنيدي بالقوات المسلحة يوم السبت 10/9/1969 بسلاح المدرعات وحصلت في البداية على دورة تدريبية رياضية لتحويلي من الحالة المدنية إلى الحالة العسكرية ثم قام الحاقنا بمدرسة المدرعات للحصول على دورات تدريبية مكثفة للعمل على الدبابات ثم تم توزيعنا على تشكيل جديد ليكون نواة اللواء مدرع جديد فتم تزويدننا بدبابات قديمة  T54 T55 ثم صدرت التعليمات لانتهاء لواء بأن نكون لواء ذو دبابات حديثة في ذلك T62 وهذا اللواء كان مستقل يتحكم فيه القائد العام للقوات المسلحة 

وهذا اللواء  25 مدرع مستقل 

لن يتحرك من القاهرة الا في الساعة صفر.



وفي يوم 27/9/1973 تحركنا من القاهرة بعد أن تم تجهيز الدبابات على أتم الاستعداد لخوض المعارك وصلنا إلى كيلو 109وبيننا وبين القناة 25 كيلو وطالت الفترة إلى 27/9 حتى وصلنا إلى يوم السادس من أكتوبر وضباط والجنود ينتظرون ساعة الصفر للخلاص من هذا الكابوس الجاسم على صدورنا من مرارة الهزيمة الجميع كان في اشتياق لسماع ساعة الصفر .



وعند الثانية عشر يوم السادس من اكتوبر 1973 وجدت أن قائد الكتيبة قادم من قيادة اللواء وأخبرني أنه قد تحددت ساعة الصفر ، الثانية عشر وخمس دقائق وتملك الجميع الفرحة والذهول .






 وكان لنا أسبقية أول العبور بعد عمل فتحات خط بارليف ، ولكم أن تتخيلوا أن الفترة من الساعة الثانية عشر حتى الثانية وخمس دقائق وهي مجرد ساعتين مرت علينا كأنها عامين ، العيون تراقب السماء وتراقب الجبهة والآذان معلقة بالهواتف لنسمع أول الأنباء في الإذاعة المصرية وبعد طول المعاناة ومرارة الانتظار إذا بنا تتعلق عيوننا بالسماء عند سماع زئير الطائرات القوات المصرية وهي تزين السماء وهي متجهة إلى تحرير الأراضي المحتلة في سيناء يالها من سنفونية رائعة، سماع هذه الطائرات يمتزج مع صوتها هدير اكثر من ألفين مدفع ميداني على الحدود من السويس إلى بورسعيد و بعد قليل من الوقت أبناء مصر البواسل يعبرون القناة بالزوارق المطاطية متجهين إلى خط بارليف ويصعد الأبطال خط بارليف المنيع وطوله حوالي 17 متر و هم  يحملون على ظهورهم المعدات العسكرية وصناديق ذخيرة ويرفعون علم مصر فوق النقط الحصينة من خط بارليف يالها من لحظة رائعه وتعود الطائرات من مهمتها داخل سيناء وفي هذا الأثناء يقوم سلاح المهندسين العظيم بقيادة الشهيد البطل اللواء أحمد حمدي بعمل فتحات في خط بارليف تسمح بمرور دبابات وانشاء كباري على سطح القناة لعبور المركبات العسكرية عليها وهكذا تستمر سنفونية حرب اكتوبر 1973




وفي صباح اليوم السابع من أكتوبر تصلنا معلومات بإدارة الدبابات استعدادا في البدء بالعبور 

وفي هذه الأثناء  سمعت نداء من الرائد سمير حسني لي ليخبرني أن شقيقي الرائد الشهيد عزت محمد مهدي حضر من وحدته لتوديعي والسلام علي وبالفعل نزلت من دبابتي وسلمت عليه وأقول عنه أنه سلام لفرد متجهة إلى مكان معين ثم يعود ليلتقي بشقيقه ولكن كان للقدر رأي آخر فكانت هذه آخر مرة اتقابل مع شقيقي حيث استشهد في 22/10/1973



عبرت كتيبتي إلى أرض سيناء وجدت أن روح المعنوية لزملائي في قمتها وفي يوم 16/10/1973 وبعد تناولنا وجبة الإفطار في رمضان صدرت لنا تعليمات بالتحرك لسد الثغرة التي حدثت بين الجيش الثاني والثالث في منطقة الدفلسفوار والتي سمحت بمرور بعض الوحدات الإسرائيلية وفي هذه الأثناء حصلت معركة رهيبة فقد تم تزويد الجيش الإسرائيلي بأسلحة جديده ودبابات تعوض خسائرهم في المعركة وتعرضت دبابتي لأحد الصواريخ الاسرائلية مما أدى إلى إصابتي  وكانت الإصابة في الجانب الأيمن وحاولت رفع ذراعي اليمنى ولكن الإصابة منعتني وهنا نقطقت بنصف شهادة وقد أصبحت قدامي لا تستطيع تحمل حملي وسقطت داخل الدبابة كان هذا  قبل أذان المغرب بقليل خاصة أنني كنت صائم على افطار على يوم 16/10/1973 وهذا اليوم كان 17/10/1973 

ودخلت في غيبوبة لمدة طالت 7 أو 8 ساعات بعدها عادت إلى نسمات الحياة وقتها أحسست بالعطش الشديد حاولت القيام الوقوف على ساقي ولكن الإصابة الصاروخية قد أصابت ذراعي و سحقت ساقي اليمنى  وعثرت على أحد عبوات المياه وشربت منها في هذه الأثناء وصل إلى سمعي أحد زملائي والذي كان في النزع الأخير ويطلب قليل من الماء ناديت على كل من أعرف من زملائي ولكن ما من مجيب وزميلي يقول بصوت منخفض أنه عطشان وبعد قليل من الساعات وانا لا اعرف ماذا حدث زملائي في الدبابة طلع ضوء النهار  فإذا بى أجد أن من كانوا معي هما عدد 2 أنهم استشهدوا حاولت الخروج من الدبابة فنظرت أمامها وجدت زميلي الذي كان يستغيث ويطلب الماء قد إستشهد فكانت نظرتي  الي الله سبحانه وتعالى وهنا أن يجب أن استغفر الله فقد حسدت زملائي أن الله قد اكرمهم بشهادة ولم يشملني بعطفه وكرمه بهذا المطلب العظيم .



ومكثت في دبابتي حتى يوم 20/10/1973  وفي هذه الأثناء ونتيجة الإصابة كانت ملابسي ممزقة وصديد ظهر من الجروح لم استطع تحمل ستره المليئة بالدم الجاف والذي يألم ذراعي وتخلصت أيضا من البنطلون وفجأة إذا به يصل إلى سمعي اصوات حولي فرفعت راسي خارج الدبابة وجدت 5 دبابات اسرائيلية تحيط بي طلبوا مني النزول واخبرتهم عدم قدرتي على ذلك ثم نزل من كل دبابة جندي إسرائيلي حاملا رشاش موجها لي صعد أحدهم على ظهر الدبابة وتيقن من صدق ردى أن زملائي الذين كانوا داخل الدبابة قد اكرمهم الله بشهادة مثلهم مثل الزميل أمام الدبابة

أحضروا نقالة عليها ثلاث بطاطين الأولي تعمل مثل مرتبة والثانية كمخدة والثالثة غطاء لي ووضعوني على ظهر أحد الدبابات سألني قائد هذه الدبابة لماذا أحارب في هذه الأثناء ردا على سؤاله أن أخبرته أنه لماذا يحارب سوف أرد عليه بالإجابة فقال لي إنني أحارب لأن سيناء تخصنى وهنا سألته منذ متى رد قائلا من 5 يونيو 1967 وحينها قلت له أتدري لماذا أنا احارب فقال لي لماذا أخبرته لأن ارض سيناء تخصني من 1 ميلادي وما قبل الميلاد بملايين السنين سيناء تخصني وتخص بلدي .



والفترة التي احتلت بها سيناء لا تذكر في التاريخ هنا سألني تآكل أخبرته بالنفي فرد قائلا متغطرسا أحسن ركبت معه وأخذوني لنقطة طبية لتعاطي حقنة تيتانوس وفي هذه الأثناء وصلت مجموعة جرحي من الإسرائيليين لا تقل عن ثلاثون رجلا شعرت بفرحة غامرة لأني أيقنت أن زملائي في الجيش المصري قد أخذوا حقي وزيادة 

ثم ذهبوا بى  إلى مكان نمت فيه للصباح وعندما أتي الصباح يوم 21/10/1973

أحضروا سيارات ميكروباص لنقلنا إلى مكان يوجد في هذه الفترة من الأطباء قاموا رقص السبت الذي كنت ارتديت والملابس الداخلية وإجراءوا الغيار الطبي على الجروح التي في جسمي في الصدر والفخد والذراع الأيمن وأحضروا لنا عيش قطعة من العيش فينو وجبة طماطم

وفي المساء حضرت الاتوبيسات لنقلنا إلى مدينة الرملة التابعة لمدينة اللد وكانت قد تملكني  العطش فطلبت ماءا ولكني لم أجد إجابة وطلبوا تروللي وقاموا بتجبيس ذراعي وساقي الايمن ولا اعرف متى دخلت غرفة عمليات وخرجت منها ولم اشاهدها .






ثم ألحقت بحجرة ضمن ثماني مصابين مصريين ومن الغريب أن الأطباء الذين كانوا يتوالون علاجنا يحملون الجنسية الأمريكية وليس من بينهم من يعرف اللغة العربية 

وكنت اقوم بترجمة ما يعانيه زملاء

وفي خلال فترة الأسر حدثت طرفه أثبتت لي أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات كان يشاركنا بأحد الأسر بالمستشفى فقد طلبت مبولة من الممرض الذي المكلف السهر في هذه الليلة إلى أنه رفض كان يرافقه آنسة إسرائيلية من أصول مصرية فذهبت لإحضار الأمبول لأن الممرض منعها وقام بسبى تجرعت مر  الألم الشديد لعدم مقدرتي الرد عليه لاني كنت نايم على السرير لم اتحرك وهو بكامل  صحته حصل هذا الموقف فأمتنعت عن الإفطار ولم يكن إضرابا مني ولكن رغبة عدم اكمل الحياة  في ظل هذه المهانة .



 وصل الأمر إلى مدير المستشفى فجاء إلى حجرتي ليسألني عن سبب عدم تناول الطعام فأخبره زميلي نعيم شفيق بشاي أن الممرض الساهر بالأمس قد شتمنى وسبنى  فقال مدير المستشفى مستغربا من رد فعلي قائلا إن دولة سوريا تجعل الأسري الإسرائيليين وجوهم ناحية الحائط ويقوم السوريين بضربهم بالرصاص 

وكانت المعلومات عندي من أفواههم أن الأسري اليهود في مصر يتعاملوا طبقا للوائح مجلس الأمني وهنا  سألته فى تحدى ماهي جنسيتي أخبرني مصري فسألته ماهي أخبار الأسري في مصر هنا لم يرد مدير المستشفى على وذهب وترك الحجرة وبعد إلحاح من زملائي تناولت جزء من الطعام وإذا بي اجد

 من 6 الى 7 من قادة الجيش الإسرائيلي جاءوا لي معرفة لماذا  اضرب عن الطعام فقد أخبرني أحدي الممرضات الإسرائيلية أن الحالة الوحيدة الذي يتم ذهاب اسير إلى بلده أن يموت بدون انتظار تبادل أسرى وفي هذا الحالة ترحيل إلى مصر ويعرف الأطباء المصريين سبب الوفاة الإضراب عن الطعام مما قد يثير مشاكل من أسر اليهود في مصر وقد تم مجازاة الممرض الذي تطاول عليا بخصم خمس ايام من راتبه  وتستمر الايام ونحن نسمع عن تواصل اتفاقيات 101 إلى أن أتى يوم 14/11/1973 الذي تم تبادل الأسري فيه الخميس 15/11/1973

وكان من حسن حظي أنا وزميلى شفيق بشاى كنا أول طائرة هبطت من مصر.



وأجريت لى أكثر من 40 عملية 

وأخر عملية عملتها 2003 وإلى الأن يوجد فى جسمي شظايا.






وتزوجت وأنجبت وانفصلت مرة أخرى وأنفصلت وتزوجت للمرة الثالثة من السيدة أمل الغندقلى ولم نرزق بأولاد ولكنها تحملت معى مسئولية أولادي وضحت من أجلهم وأمنية حياتنا أن نقابل فخامة الرئيس السيسي قبل أن نلاقى ربنا.

google-playkhamsatmostaqltradent