ستون عامًا مضت على فيلم الأيدي الناعمة
كتب : محمد عادل سلامة
الفيلم السينمائي الذي تم عرضه في ستينات القرن الماضي ١٩٦٣ ميلادي
بطولة كل من :
الفنان أحمد مظهر
(البرنس شوكت حلمي)
وصلاح ذو الفقار
(الدكتور حمودة)
والفنان أحمد خميس
(سالم عبدالسلام)
وثلاث فنانات من أجمل نساء عصرهن وهن :
صباح في دور
(كريمة عبدالسلام)
ومريم فخر الدين
في دور
( البرنسيسة جيهان شوكت حلمي)
وليلي طاهر
في دور
(البرنسيسة ميرفت شوكت حلمي)
وهذا الفيلم الذي تم عرضه أول مرة في ديسمبر 1963،
وتم تصويره في قصر الطاهرة الذي يقع بالقرب من قصر الاتحادية
(مقر الرئاسة المصرية)
وكان الملك فاروق قد اشترى القصر باسم الملكة فريدة عام 1941 بمبلغ 40 ألف جنيه واشترى الفيلا المجاورة له وضم إليه قطعاً من الأراضي.
احتل المركز رقم 77 في قائمة أفضل 100 فيلم في ذاكرة السينما المصرية.
وكان دور الفنان أحمد مظهر أكثر من رائع وأتقن الدور وأبلغ رساله ممتازه حيث كان من الأثرياء في عصر الملك فاروق
حتي جاءت ثورة ١٩٥٢ وانهت على حكم الملكية، لتنتقل السلطة بعد ذلك إلى الضباط الاحرار الذين قاموا بعد ذلك بنزع ملكية بعض الاراضي الزراعية من بعض الاثرياء فكان منهم بطل الفيلم ، ليفلس الأمير شوكت حلمي ولم يتبقي له سوى قصره بعدما فقد الأراضي الزراعية، والمصانع ، التي كانت تدر عليه مبالغ مالية طائله تكفيه كي يظل اميرا
ثم تعرف الأمير المفلس على شاب حاصل على درجة الدكتواره في حتى ولكنه عاطل وهو الدكتور حموده الذي قام بدوره الرائع صلاح ذو الفقار، فاقترح على الأمير أن يستغل القصر بتأجيره مفروشًا ، بل أن ينصحه بالعمل والإنتاج والمحافظة على ممتلكاته.
و بالفعل بدأ في تأجير القصر من أجل أن يجد الطعام لأن الأمير لا يجد المال لانه لا يعمل وكانت ملابسه أنيقه ويعيش في قصرا يمتلكة وكان له ابنتان ينكر وجودهما لأن الابنة الكبرى قد تزوجت من مهندس بسيط والابنة الصغرى تبيع لوحاتها التي ترسمها.
وهو يعيش على ذكرى عائلته ذات 7000 عام ومن كان أفقر منه أصبح يسدد عنه دينه وهو مازال في غفلته لا يمتلك المال ولا العمل من أجل أن يستطيع العيش ومواصله الحياة قام بالتفريط في مقتنيات العائلة العريقة التي كانت تمتلك قطع اثريه فريده من نوعها وببيعها قطعة قطعة ليأكل وجبه واحده.
واصبح يستدين من الجميع وكثر دائنيه
ثم اضطر أن يدخل الاغراب بيته ليستوطنوا فيه ، بل والقطط ايضا.
وعندما حاول أن يعمل فشل لانه لايمتلك الخبره فظن أن الآرث باقي لا ينفذ وكان لا يستشير أحد أبدا، ويظن أنه القادر الوحيد على انهاء ازمته والخروج منها حتي غرق في ديونه اكثر فاكثر ، وهذا هو الجهل وأصبح القصر بدون كهرباء ويحاصره الدائنون ، ويتكلمون عنه بأستهزاء بعد أن كانوا يحلمون بالتعامل معه وهو مازال في غفلته.
وفي نهايه الفيلم عمل بالسياحة
كي ينال إعجاب من أحبها وهي كريمة عبدالسلام وعمل دون خبره وبدون تطوير نفسه وتأهيلها للعمل في هذا المجال ولكنه أدرك أن حياته أفضل مما كانت عليه .
وهنا نجح طاقم الفيلم في ايصال رسالة مهمه جدا، أن العمل قلب الرجل ، وبدونه ل يتوقف القلب عن النبض .
وهكذا الدول بدون إنتاج وعمل يصبح اهلها اذله .
ولقد حثنا إسلامنا على العمل والتنمية والبناء في آيات القرآن الكريم
فقال تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}،
وحتَّم على الناس أن يكونوا إيجابيين في حياتهم وفي أوطانهم حتى يفيدوا ويستفيدوا، وكرَّه لهم تلك الحياة السلبية التى تخلو من العمل فقال عز وجل:
{هُوَ الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِى مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} كما حثنا على الخروج في الأرض بحثًا عن الرزق وإيجاد عمل يوفر للإنسان وأهله حياة كريمة، وإعمار الأرض بما ينفع الناس فقال تعالى:
{فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِى الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
صدق الله العظيم