أوجاعُ الغائبين
بقلم الشاعرة : الثريا بن مسعود خلوط - تونس
تَرَكتُ نَصّي و نِصفي و التّعابير
تَرَكتُ المَجَازَ و حَيِّزَ رغباتي للتّأْويل
لِشَرعِيَّةِ التَّخييلِ
جَلستُ أُنادِمُ نفسي و الأفكار
أُراقُبُ تفاصيلَ الشّارعِ المُمتَدِّ
مِنْ.. إلى حدودِ القصيدِ
أُشعِلُ الموسيقى سيجارةً
و أنْفُثُ خَوالِجَ صدري
لتَطيرَ مع الهواجِسِ إلى أنْ تَستَقِرَّ
على أديمِ الجنونِ
أنْفُضُ رمادَ أنفاسي
أُقَرّبُ الفنجانَ إليَّ بلهفةٍ
كسمراءَ تُقَبّلُ خيالَ الخيالِ ليلا
ثُمّ تُرَتّبُ فوضى الحواسِ
فيطول اللّيلُ العابِثُ بأحلامِ النّيامِ
بأسرارِ الكلماتِ
بِحريرِ اللُّغَةِ و الأشعار
يَستَفيق الشّرودُ مِن شرودِه النّاعِس
على وَقعِ ايقاعِ صَخَبِ المكان
مَسيرةٌ تَجولُ أطرافَ شارعٍ حائرٍ
كحيرَةِ القضيّة
شارعٌ لا مَفَرَّ له مِن اتمامِ
طقوسِ المَسيرةِ
الهُتَافُ يَعلو..
مَنْ سرقَ مِنَ المصباح شُعلَتَه
مَنْ وَأَدَ بين الضّلوعِ الفَتيلَ
أنْفثُ ارتِباكَ أفكاري و أُعيدُ ترتيبَها
يَزحفُ الظّلامُ يُسابقُ حَيِّزَ الغروبِ
بِبِضعِ دقائقَ و حرفٍ
يُنْذِرُ بقدومِ القصيدة
هي ذي تَمُرُّ مُثْقلَةً بِعتابِ السُّؤالِ
مَنْ هَمَّشَ الجوابَ يا صاحِبَ الأقدارِ
مَنْ مَحا مِنْ على الصٌفحاتِ
دهشَةَ السّؤال
أنا و نَصّي و نصفي و التّعابير حفنَةً
مِنْ أوجاعِ الغائبين
في صحراء السّراب
و ذي كأسٌ عطشى تُحاول ٱغترافي
مَنْ أوهم الكأس بأنَّنِيَ ماءٌ
مَنْ أوهمَ السّرابَ بأنّه الحقيقة.