عفوًا سيادة الرئيس بناء المواطن قبل بناء الوطن
بقلم : محمود فوزي
سيادة الرئيس
تتزاحم الحوادث التي أظنها وصلت لمسامعك من "مدرس" يقتل تلميذه ويمزق جسده و"زميلة" تدفع زميلاتها للانتحار و"أصدقاء" ينهون حياة صديقا في بلاد الغربة و"قريب" يقتل طفلا طمعا في فدية وفتاة تلقي بنفسها على طريق سريع لتحمي نفسها من "سائق" وام تقتل طفلها.
وكذلك أحداث اظن أنها شغلت حيزا على مكتبك طوال الشهور الماضية بمستوى أزمة "تراجع" قيمة الجنيه والتضخم ومن ثم تحرير سعر الصرف وصفقة
"رأس الحكمة" وما يتبعها.
سيادة الرئيس لا ينكر إلا جاحد وحاقد ما شهدته مصر من إعادة بناء للبنية التحتية وامتلاك لمقومات البلد أو الدولة على عدة أصعدة (وإن اختلفنا على جدول الأوليات وعلى وسائل التنفيذ)
فمصر في أسوأ ظروفها وتراجعها وانهيار دولتها حكمها "كردي" فانتصر بها على الصليبين وحرر المسجد الأقصى بعد احتلال مائتي عام.
مصر وشعبها يعاني الفقر والقهر حكمها "مملوك" فحرر المنطقة والعالم من همجية التتار.
مصر وبعد تفريغها من علماء وصناع وأموال لصالح العثمانين وعقب الاحتلال الفرنسي حكمها "ألباني" فدك بها أبواب الباب العالي واخضع بلاد الحجاز وجنوب منابع النيل لسطوتها.
مصر وهي تواجه حصارا اقتصاديا وسياسيا قادت حركة التحرر وصنعت قوة عالمية توازي القوتين العظميين اسمتها عدم الانحياز بقيادة "ضابط" من جيشها العظيم.
سيادة الرئيس مصر لم تكن يوما ولن تكون " أي حاجة" ولا "دي" وإنما هو نظام حكم وحكام في عقود عجاف لم يدركوا قيمتها ومكانتها وأهدروا امكاناتها وتركوا شعبها (ولا أقول تأمروا عليه) لتصل لما وصل إليه بما قدمت به من حوادث أقرب للتشوه المفزع فالجهل أعتى من المؤامرة.
والبلطجة اسوء من الإرهاب وانتشار السلاح والمخدرات اقوى من ايه أزمة اقتصادية.
لقد انتشرت البلطجة والمخدرات في كل مكان في مصر .
سيادة الرئيس لابد أن تعطي وقت واهتمام لملف الأمن والحد من انتشار الإرهاب الدخلي لابد أن يكون هناك خط احمر لهذه الأعمال لابد من إعادة قانون الطوارئ ويطبق علي هذه الأعمال لإعادة الأمن في الشارع المصري.
يجيب أن يكون هناك دور فعال لوزارة الداخلية لأن كثير من هذه الأعمال تجري على مسمع ونظر رجال الداخلية.
سيادة الرئيس أيًا كان حجم ما صنعت وتصنع فإن لهذا الشعب حقا لا يزال
عند كل مَن أهمل ومن أضاع ومَن لم يعرف ولم يقدر قيمة "هذا" البلد المعجزة.
سيادة الرئيس مهم كان حجم الأعمال والمسؤولية التي علي عاتقك لابد أن تعطي أهمية لبناء المواطن وللقضاء علي البلطجية والمخدرات والانحراف والفساد
لآن مصر تستحق أن تظل دائما أم الدنيا
ولن يحدث ذلك إلا
" ببناء المواطن قبل بناء الوطن "