بعد نجاة أحمد رفعت .. ما سبب السكتة القلبية لبعض الرياضيين؟
ما سبب السكتة القلبية لبعض الرياضيين
بقلم : هشام علام
شهدت الأوساط الرياضية حالة من القلق والتوتر أثر سقوط أحمد رفعت لاعب جناح الفريق الأول لكرة القدم بنادي مودرن فيوتشر مغشياً عليه بصورة مفاجئة دون تدخل أحد خلال مباراة فيوتشر أمام الإتحاد السكندري ضمن منافسات الجولة ال١٦ من الدوري المصري الممتاز يوم ١١ مارس على أرضية إسناد الإسكندرية.
وعلى الفور تم نقل اللاعب إلى مستشفى زمزم بالإسكندرية وتم وضعه على أجهزة التنفس الصناعي لعمل صدمات كهربائية لإنعاش القلب ، وطبقاً لبيان أصدره نادى فيوتشر فإن عضلة القلب لأحمد رفعت توقفت لمدة تزيد عن ساعة ونصف
ثم دخل اللاعب بعد ذلك إلى غرفة العناية المركزة.
والجدير بالذكر أن حادثة أحمد رفعت ليست الأولى ولا الاخيرة بين الرياضيين فهناك أمثلة كثيرة من الرياضيين الذين تعرضوا لحالات مشابهة ومنهم من نجا ومنهم من لقى حتفه مثل حارس مرمى ريال مدريد ايكر كاسياس الملقب بالقديس ونجم الدنمارك كريستيان اريكسين الذى سقط فاقداً للوعى فى مباراة الدنمارك أمام فنلندا فى بطولة أمم أوروبا ٢٠٢٠ قبل نهاية الشوط الأول، وقام الفريق الطبى على الفور بإنعاش القلب ثم تم نقله إلى المستشفى حيث استقرت حالته.
تعد نجاة اللاعبين بعد توقف القلب المفاجئ بمثابة المعجزة، وبسبب تكرار مثل هذه الحالات كان لابد من التساؤل عن الأسباب التي تؤدي إلى سقوط الرياضيين على أرضية الملاعب.
أكد العديد من أطباء أمراض القلب وطب القلب الرياضى أن العوامل المسببة لهذه الحالات تتراوح بين العوامل الفسيولوجية والوراثية والبيئة الخارجية.
العوامل الفسيولوجية: يتعرض الرياضيون لضغط بدنى شديد أثناء التدريبات أو المنافسات مما يؤدي إلى نمو غير طبيعي لعضلة القلب وبالتالي يعطل النظام الكهربائي للقلب ويزيد من خطر عدم انتظام ضربات القلب.
العوامل الوراثية: يمكن للطفرات فى الجينات أن تعطل القلب فى ظروف المجهود البدنى المكثف.
العوامل البيئية الخارجية مثل الجفاف والحرارة واستخدام أدوية تحسين الأداء يمكن أن تؤدى إلى الإصابة بالسكتة القلبية.
بالرغم من أن الرياضة مفيدة للصحة إلا أنها تزيد من إحتمال الإصابة بتوقف القلب لدى بعض الرياضيين. وحقيقة أن عالم الرياضة يمتلئ بلحظات المجد والانتصارات ولكن وسط الهتافات والاحتفالات هناك لحظات تتجاوز حدود اللعبة وتذكرنا بصعوبات الحياة والصمود أمام الأزمات عندما يواجه الرياضيون الموت وجها لوجه على أرض الملعب.
وهنا كان لابد من اتخاذ الكثير من الإجراءات لحماية والحفاظ على حياة اللاعبين لأن التدخل الطبي في الدقائق الأولى يزيد من فرص النجاة.
ولذا فإن رفع مستوى الوعي حول مخاطر وأعراض السكتة القلبية المفاجئة أمر بالغ الأهمية لحماية الرياضيين. و يجب تثقيف المدربين والرياضيين بالعلامات التي قد تسبق توقف القلب المفاجئ مثل ألم الصدر، وضيق التنفس، والإغماء، أو خفقان القلب.
ويجب تنفيذ إجراءات الفحص الشامل قبل المشاركة للكشف عن تشوهات القلب.
واستخدام التقنيات المتقدمة للمراقبة المستمرة لصحة القلب لدى الرياضيين، ومتابعة الرياضيين مع اخصائي تغذيه علاجيه لتحديد ما يتم تناوله قبل المباريات، و تدريب الفريق الطبي
و المدربين على الإنعاش القلبي الرئوي.
والتعاون بين جميع الأطراف سوف يساعد الرياضيين على ممارسة الرياضة بأمان وراحة بال.