اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

غزة في قلب ثراء الرومي

غزة في قلب ثراء الرومي




حوار مع الشاعرة ثراء الرومي 

حوار - عاطف صبرة 


نستقبل اليوم شاعرة العزة والكرامة لغزة رمز العزة وطرحنا مجموعة من الاسئلة للتعرف عليها عن قرب .



- حدثينا عن نشأة الشاعرة ثراء الرومى؟

نشأتُ في بيئة داعمة لم تكن تدّخر فرصة لتحتفي بموهبتي في كل ّمناسبة، فليس أجمل من شعور طفلة العاشرة التي تفجرت ينابيع الشعر لديها مبكراً كأنها النّجمة المتفرّدة في (عكاظيات) جلسات السمر بين الأهل والأصدقاء.


  كما أن مدرستي وهبتني الكثير فكنت شاعرتها بامتياز.  كل هذا ساهم في تعزيز إيماني بملَكاتي وتكوين ثقتي بنفسي.


  وأجمل ذكريات تلك المرحلة أنني لم أكن أعتلي منبراً قبل أن يتحلق أفراد أسرتي حولي جميعاً، ويغدو المنزل مسرحاً مصغّراً أقوم فيه بتجارب أداء للقصيدة التي سألقيها.  غرفت الكثير من مَعين هذا الدفء الجميل وسيبقى منبع إلهامي ما حييت. 


 أنت من رواد أدب الأطفال في سورية وكنتِ مؤخرا من ضمن أعضاء لجنة التحكيم في مسابقة شعرية للأطفال والسؤال: 

- أين تجدين نفسك، في شعر الأطفال أم في شعر الكبار وأي الأنماط تكتبين؟


حقيقةً كانت تجربة غنية أعتز بها. لا شكّ أن قصيدة الأطفال تطلّ من حين إلى حين كلما استيقظت الطفلة التي في ذاتي فتملي نفسها عليّ بكل براءة ومرح الطفولة، لكن ثمة مواقف حياتية لا يتسع لها عالم الطفولة النقي.  فهدف أدب الأطفال أن يفتح لهم بوابات النور والفرح وينأى بهم عن مصاعب الحياة.


  من هنا يأتي تفرّد قصيدة الكبار بالمشهد فالبركان الذي اندلع في داخلي  من وحي طوفان الأقصى ترجم نفسه إلى قصيدة بعنوان "كإشراق أنا آت" وهي لم تكن أول قصيدة عن غزة الجريحة، إذ لا تزال تئن في مسامعي صرخات الطفلة هدى وهي تبكي جميع أفراد أسرتها الذين استشهدوا في عدوان سالف على شاطى غزة. 


 وقد استلهمت حينها قصيدة كما أستلهم من كل ما يدور حولي، فانا كتبت الكثير لبلدي الحبيب سورية كما كتبت الشعر الوجداني والعاطفي.  


ومن حيث الأنماط تختلف أيضا ما بين القصائد الكلاسيكية والحديثة والشعر المحكي. وآخر ما كتبت كان أغنية شارة لمسلسل كوميدي سوري مع أغنيتَي الفواصل. 


- حدثينا عن نتاجك الشعري المطبوع؟

لدي كتاب رثائي مطبوع بعنوان "بسيم في كلمات:  رثائيات في رؤى شاعرة" وهناك أكثر من مجموعة شعرية للكبار ينبغي أن تبصر النور، لكنّني حالياً أعدّ مجموعة شعرية ترجمتها عن الإنكليزية لأسماء حفرت بصمتها على جدار الزّمن كما أضع الرّتوش الأخيرة على مجموعتين شعريّتين للأطفال من تأليفي إحداهما تحمل طابعاً علمياً.


- ما رأيك أن نسمع منك بعض النفحات الشعرية؟

سأقتطف بعضاً من احتراقاتي مع كل صرخة سمعتها وكل دمعة رأيتها في قصيدتي لغزة: 

رفعت سبابتي أشهد 

 فما للموت من بدِّ

ألا يا ربّ فلتشهد  

أنا يوسف أنا وحدي 

تغار الشمس من شَعري

يغار الورد من خدي 

ولي أرجوحة كانت

 تضج بضحكة الورد

صعدنا متنها جمعاً

معاً قلنا لها اشتدي

بنا أسرت لعلياءٍ

فنيران بلا حدّ

تعمّد في الكنيسة ذي

دماء الأمّ والجدّ

وفي مشفاه وافاني

أبي في العتم في البرد

فلا وقتٌ لجرحٍ بي 

يخيط جراح من بعدي

وذنبي مثل ذنب أبي

ورثنا الأرض من أمد

ولي قدسي وأقصاها

ولي نابلسُ لي صفدي

ستبقى عابراً سلبا

صكوك المهد واللحد

وها إني بطوفاني

أعيد كتابة السرد

ولا سيناء أقصدها

سأطوي خيمتي وتدي

كفى خمساً وسبعوناً

شتاتي غربتي بردي

أموت اعود كي يبقى 

لقبة صخرتي قصدي

على الأنفاس في الطرقات

في أشلاء من جسدي

تعيش حمائم الأقصى

وتبقى صورة البلد

وترجح كفة التاريخ

ما للحق من بدّ

ستبقى غزة العزّة 

كأيوب بها مَدَدي

وخارطتي سأرجعُها

ففيها قِبلتي وِرْدي

ويبقى من بقوا في الجبّ

حزماتٍ من العضد

وإن أمعنتَ في جَلْدي

ستدمى العين من جَلَدي

أنا جذري بعمق الأرض

لن تختالَ في جِلدي

لن تختالَ في جلدي.





وفى نهاية الحديث اشكر كواليس الفن وكذلك كل الاحترام والتقدير  للاعلامي الكبير عاطف صبرة على هذا الحوار

 الراقي .

google-playkhamsatmostaqltradent