الأنترنت تحت الميكرسكوب
الأنترنت تحت الميكرسكوب
بقلم : تالا سامي
مع التطور التكنولوجي الذي ظهر في الآونة الأخيرة وظهور الانترنت بدأ ما يعرف بوسائل التواصل الاجتماعي في الإنتشار وبالتالي كان له التأثير الأكبر على أفراد المجتمع بمختلف الأعمار مما أحدثت تغييرات جذرية في تشكيل أفكار معظم الأفراد وفي طريقة تواصل بعضهم مع بعض سواء كانوا في نفس المكان او في بلد مختلفة ، فلم يعد من الصعب التواصل مع باقي انحاء العالم والدول المختلفة كما كان في الماضي.
ليس هناك مجال من الشك أن هذه الشبكة العنكبوتية بما فيها بما يعرف بوسائل التواصل الإجتماعي بمنصاته المختلفة سواء كان الفيسبوك أو التويتر أو الأنستجرام وغيرها من المنصات صنعت جيلا سهل عليه الانتشار للعالم الخارجي بشكل أسرع ولم يعد من المستحيل بل يكاد يكون بسرعة البرق يمكنهم أن يتعرفوا على أشخاص وثقافات جديدة رغم بعد المسافات ، مما أدي إلى اتساع مداركهم بشكل كبير وفي وقت زمني محدود جدا بالنسبة للأجيال السابقة.
أصبح الجيل يسمى ب
Generation Z
وهو مصطلح أطلق على جيل مابعد الألفية الثانية ، أي من ولدوا في زمن ثورة الإنترنت ، فقد أصبح لهم تجاربهم المختلفة والمنفردة التي ساهمت في تكوين شخصية مميزة ولها طموحها الخاص.
بالإضافة إلى أنه استطاعت هذه المنصات أن توفر مجال فعال للنقاشات العامة وأصبحت لها دور كبير في التعبير عن الرأي العام وأيضا جمع الدعم لقضايا معينة.
ولا يمكن أن ننكر أنها لاقت قبول فعال من أفراد المجتمع واستطاعوا أن يستخدموها كالمسرح الذي يعرض عليه آرائهم الخاصة بحرية، الأمر الذي سبب المشاكل لبعض منهم .
وأيضا طرح الأفكار بشكل مميز ومنهم بل الكثير منهم من ابدع في الطريقة والمحتوى الذي يعرضه على السوشيال ميديا لجذب انتباه كثيرين وجمع أكبر عدد من المتابعين له.
نعم أصبح بدون تكلفة مادية يمكنك أن تتعرف على العالم وتتعرف على أصدقاء جدد بسهولة وبدون سفر بل وأنت تجلس في غرفتك ، يكفي فقط اشتراك لشبكة الإنترنت وهذا سيفى بالغرض.
لكن للأسف تأتى الرياح بما لا تشتهيه السفن فهذا التغيير الجذري الذي أحدثة الأنترنت في أفراد المجتمع خلق تحديات كبيرة نفسية وصحية واجتماعية ، فمن منا لا يقلق على ابناءه من هذه الشبكة العنكبوتيه التي يمكن أن تلتفت حول الوقت والأفكار بكل هدوء وتبتلعهم فجأه
تدخل بأفكار وعادات غريبة قد تكون ضد مجتمعنا الشرقى وقد تؤثر على شخصيتهم وتواصلهم مع الآخرين من أفراد العائلة والذي قد يصل به الأمر إلى الإصابة بالتوحد.
فقد أصبحنا نعيش في صراع بين ضرورة متابعة هذا التطور الذي لم يسبق له مثيل حتى نستطيع أن نكون على وتيرة واحده مع الأبناء ونشجعهم على المعرفة والطموح ووضع الحدود الصحيحة لهم وبين الحذر من التغيير الذي سيحدث في أفكارهم والعادات الجديدة التي يجتذبوها لحياتهم فالأمر يحتاج للتوازن والحكمة.