حكايات أرض الفيروز في الذكرى 42 لتحريرها
كتب - د . عبد الرحيم ريحان
فى الذكرى 42 لتحرير سيناء يؤكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية بأن أرض الفيروز لم تأتى من فراغ ب اكتشف المصرى القديم الفيروز بسيناء منذ عصر مصر القديمة، وحرص قدماء المصريين على إرسال البعثات لتعدين الفيروز فى سرابيط الخادم والنحاس فى وادى النصب الغربى وكانوا يستخدمون ميناء أبو زنيمة عند التوجه إلى سرابيط الخادم وميناء أبو رديس عند التوجه إلى وادى المغارة ومن هنا جاء إسم أرض الفيروز.
ويضيف الدكتور ريحان أن اسم سيناء نفسه جاء من البيئة السيناوية حيث ذكرت فى القرآن الكريم باسم سينين أو سيناء وتعنى الجبل المبارك، وقمم جبال سيناء تأخذ شكل الأسنة، وبوركت سيناء ببركتين، بركة المكان وبركة الإنسان، فكل أرض سيناء مباركة وكل من يطأ أرضها يستشعر هذه القيمة الروحية وتحل عليه البركة، وهذا ما جاء فى آيات القرآن الكريم «فَلَمَّا جَآءَهَا نُودِىَ أَنۢ بُورِكَ مَن فِى ٱلنَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا» سورة النمل آية 8 وهنا بركة من فى النار وهو نبى الله موسى كليم الله وكل الأرض حولها التى جاءت باسم الوادى المقدس وكله مبارك «فَلَمَّا جَآءَهَا نُودِىَ أَنۢ بُورِكَ مَن فِى ٱلنَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا» سورة النمل آية 8
وفى هذه الذكرى الخالد نستعرض كلمة الرئيس السادات الشهيرة رحمة الله عليه بعد حرب أكتوبر «إن التاريخ العسكري سوف يتوقف طويلًا أمام عملية يوم ٦ أكتوبر ١٩٧٣ ولست أتجاوز اذا قلت أن التاريخ العسكري سوف يتوقف طويلًا بالفحص والدرس أمام عملية يوم ٦ أكتوبر ٧٣ حين تمكنت القوات المسلحة المصرية من إقتحام مانع قناة السويس الصعب واجتياز خط بارليف المنيع وعبور الضفة الشرقية من القناة بعد أن أفقدت العدو توازنه لقد كانت المخاطرة كبيرة والتضحيات عظيمة لمعركة ٦ أكتوبر خلال الساعات الست الأولي من حربنا كانت هائلة فقد العدو توازنه إلى هذه اللحظة وإذا كنا نقول ذلك اعتزازًا وبعض الاعتزاز إيمان فان الواجب يقتضينا أن نسجل من هنا وباسم هذا الشعب وباسم هذه الأمة ثقتنا المطلقة في قواتنا المسلحة ثقتنا في قياداتها التي خططت وثقتنا في شبابها وجنودها الذين نفذوا بالنار والدم"
ويتابع الدكتور ريحان بأنه بعد حرب أكتوبر 1973تم توقيع اتفاقية كامب دافيد فى 26 مارس 1979وبدأت مراحل استعادة أرض سيناء
1 – 25 يوليو 1979 تم استعادة الساحل الشمالى حتى العريش
2 – 25 يوليو 1979 من رأس محمد حتى أبو دربة
3 – 25 سبتمبر 1979 من أبو دربة حتى أبو صير
4 – 25 نوفمبر 1979 عادت سانت كاترين
5 – 25 نوفمبر 1979 من أبو صير حتى رأس محمد
6 – 25 يناير 1980 تم استعادة المضايق بوسط سيناء والمنطقة شرق المضايق من العريش حتى رأس محمد
7 – 25 أبريل 1982 رفح وشرم الشيخ
8 – سبتمبر 1988 التحكيم فى المنطقة المتنازع عليها فى طابا
9 – مارس 1989 انسحاب إسرائيل من طابا
10 – 19 مارس 1989 رفع العلم على طابا .
وتعرقلت المفاوضات فى المنطقة المتنازع عليها فى طابا وكانت تمثل شرفة صغيرة من الأرض المطلة على رأس خليج العقبة والممتدة على شاطئ طابا بين سلسلة الجبال الشرقية وربوة جرانيتية قليلة الارتفاع ملاصقة لمياه الخليج والتى تبلغ مساحتها 1020م 2 ورغم صغر مساحتها فكانت مسألة حياة أو موت بالنسبة لإسرائيل عبر عنها وكيل حكومة إسرائيل روبى سيبل فى المرافعات الإسرائيلية فى قضية طابا ذاكراً أنها ذات أهمية بالغة لمدينة إيلات وهى فى حقيقتها ضاحية لها لذلك أقاموا استثمارات سياحية بها وبنية مدنية ليؤكدوا استحالة عودتها للسيادة المصرية.
وبالعزيمة والصبر والإصرار وصلنا إلى هذه اللحظة الحاسمة ففى يوم الخميس 29 سبتمبر 1988 فى قاعة مجلس مقاطعة جنيف حيث كانت تعقد جلسات المحكمة دخلت هيئة المحكمة يتقدمها رئيسها القاضى السويدى جونار لاجرجرين لتنطق بالحق وعودة الأرض لأصحابها فى حكم تاريخى بأغلبية أربعة أصوات والاعتراض الوحيد من القاضية الإسرائيلية بالطبع ويقع الحكم فى 230 صفحة وانقسمت حيثيات الحكم لثلاثة أقسام الأول إجراءات التحكيم ويتضمن مشارطة التحكيم وخلفية النزاع والحجج المقدمة من الطرفين والثانى أسباب الحكم ويتضمن القبول بالمطلب المصرى للعلامة 91 والحكم لمصر بمواضع العلامات الأربعة والثالث منطوق الحكم فى صفحتين جاء فيه فى الفقرة رقم 245 " النتيجة – على أساس الاعتبارات السابقة تقرر المحكمة أن علامة الحدود 91 هى فى الوضع المقدم من جانب مصر والمعلم على الأرض حسب ما هو مسجل فى المرفق (أ) لمشارطة التحكيم " .
وتم رفع العلم المصري على الجزء الذى تم استرداه من طابا فى 19 مارس 1989