مصر جميلة ولكن !!
كتب - السيد عبدالحي
مرت مصر كغيرها من الدول بالكثير من العقبات والمشاكل الاقتصادية خلال العقدبن الاخيرين والتى واكبت العديد من الازمات السياسية والاقتصادية والصحية فى العالم بشكل عام
ومن حروب واوبئة وماسببته من تداعيات على العالم بشكل عام
مخطىء من يظن ان هناك دول فى العالم عاشت بعيدا عن الازمات خلال الفترة الاخيرة لان الرؤية الخارجية والتحليل السطحى للاحداث لا يعبر بدقة عن كل دولة فكل دول العالم مهما اختلفت دخولها ومستوى تصنيفها تأثرت بالازمات المتتالية خلال العقدين الاخيرين وخصوصا الشعوب وهى عادة تكون محطة التأثر الفعلى للاحداث الداخلية والخارجية وبدرجات متفاوته حسب معاملات الارتباط بالاحداث وتأثيرها الحالى و المستقبلى
فهناك تأثير على المستوى العسكرى فى التحالفات العسكرية وهنالك مشاكل سياسية وايضا مشاكل اقتصادية مباشرة وغير مباشرة حتى بعض الدول التى لا ترتبط بعلاقات سياسية او عسكرية تتأثر اقتصاديا بشكل مباشر عن طريق تراجع الاستثمارات او اختلال علاقة الصادرات والواردات وارتفاع تكاليف الانتاج وبطريقة غير مباشرة عن طريق انخفاض تدريجى للاهمية النسبية للمنتجات المحلية ببدائل اخرى وصعوبات النقل فى ظل التوترات السياسية
من ذلك نرى ان العالم تشابك فى سلسلة الاحداث وتأثيرها حتى لو ظهرت بعض الدول متماسكة الا ان الشعوب تتحمل النتائج والاعلام يسيطر على شكل الاحداث فى اغلب دول العالم وخصوصا الولايات المتحدة الامريكية وبعض دول اوريا
وقد مرت مصر بالعديد من الاحداث خلال القترة الاخيرة من تصارع الاحداث السياسية التى صاحبت ثورة يناير والصراعات الاقليمية والازمات العالمية سواء على الساحة السياسية كحرب روسيا واوكرانيا او انتشار الاوبئة فى العالم مثل كورونا التى هزت النظم الاقتصادية فى كل دول العالم وما ترتب على ذلك من ارتفاع تكلفة التحمل للمواطن
وقد شهدت مصر خلال هذه الفترة العديد من التطورات الاقتصادية سوءا على صعيد الفكر السياسى القائم على المصارحة بدلا ن سياسة المسكنات التى عاصرناها قديما وايضا التحولات الكبيرة فى مفهوم الجمهورية الجديدة وما صاحيها من انجازات كبيرة تعددت اركانها فى انحاء مصر من مشاريع صناعية وخدمية وصحية وتعليمية واجتماعية وعمرانية غيرت كثيرا من شكل مصر امام العالم
العالم يرى مصر بالانجازات والتطورات ولكن العديد من المواطنين لا يروا للاسف حجم الانجازات التى تمت خلال سنوات معدودة ولهم العذر النسبى فى ذلك للعديد من الاسباب
اولا لم يعتاد الشعب على الفكر الجديد للدولة لاعتماد المواطن منذ ثورة الاحرار منتصف القرن الماضى على سياسة الدولة هى الام التى توفر الحياة باركانها للمواطن من مسكن وعمل وخدمات فى حدود الحياة البسيطة
والتى تأخرت معها مصر عن ركب التطور خلال عدة عقود وكانت التكاليف مخفضة لانخفاض الحياة الاجتماعية ومشاكلها التى انحصرت فى مفهوم الدورة الحياتية البسيطة مع انخفاض الطموح وقتل الابداع بتساوى الجميع فى الامتيازات الحياتية بغض النظر عن الامكانيات ومحدودية وسائل الاعلام
ولابد ان ان نشير ان لكل مرحلة ايجابيات وسلبيات ولسنا هنا نؤيد او نرفض المراحل السياسية السابقة ولكننا نحاول ان نوضح ان التغير فى مفهوم الحياة لم يكن سهلا على المواطن البسيط
لان مفهوم الجمهورية الجديدة يهدف الى بناء الانسان الفعال فى الحياة وتوفير مقومات الحياة بعقول متميزة و تساعد على بناء المستقبل ولا تعيش لتأكل وتموت فقط بل تعيش لتبنى لمستقبل ابنائها ومستقبل وطنها
مرحلة حساسة ومهمة ومحطة لوضع مصر على الطريق الصحيح للبناء وهنا البناء ليس مجرد خدمات وبنية تحتية التى يبنى عليها المستقبل الحضارى لمصر الجديدة بل ايضا بناء الانسان الجديد القادر على التحدى ومواجهة المؤامرات التى تستهدف الاضرار بمصر
الجمهورية الجديدة تحول كلى فى الحياة العامة وابراز الكفاءات وحمايتها لبناء جيل جديد قادر على الابداع
فى الماضى اعتدنا على هروب ابناؤنا المميزون الى الخارج ليصبحوا علماء استفادت منهم الدول اكثر من بلدهم مصر رغم احترامنا لهم الا اننا نريد ابنائنا متميزين فى وطنهم ولخدمة وطنهم
كل شركات التصنيف والتقييم فى العالم متفائلة لمصر ومستقبل مصر فلماذا نتشائم نحن اعلم اننا تحملنا الكثير من المشاكل التى صاحبت الاحداث العالمية والمحلية ولكننا لسنا وحدنا الذين تأثرنا
اعتقد ان وسائل الاعلام العربى والمصرى تتحمل الكثير من المسئولية فى توعية الشعوب الى اهمية المرحلة ليس بالاعلانات المتكررة عن الانجازات التى لا يراها بالقناعة السليمة العديد من المواطنين الذين يربطون بينها وبين ارتفاع تكاليف الحياة بل يجب ان تتطور وسائل الاعلام بشكل اكثر احترافية لبيان مصر الجديدة بزوايا اخرى مثل الاعمال الفنية فى مواقع الاحداث والنهضة الجديدة
كيف يرى مواطن ويقتنع بالانجازات وهو يراها فى صورة اعلان تلفزيونى
ادعو السادة مسؤولي الاعلام والثقافة المصرية الى اعداد اعمال فنية داخل المصانع والمنشآت الاقتصادية والتطور الهائم التى شهدته مصر ليعلم الجميع ويرى داخل وخارج مصر كيف وصلنا الى هذه المرحلة من التطور ويحضرنى هنا احد الاعمال الفنية الرائعة للفنانة ماجدة فيلم الحقيقة العارية الذى ابرز حجم الاعمال العظيمة فى بناء السد العالى والذى علق بذهن المشاهدين لعقود ووضح حجم الانجازات العظيمة فى ذلك الوقت
تكاليف المرحلة لم تكن سهلة على المواطن ولكن التعايش الفعال مع الانجازات يطور الفكر وينميه ويساعد على تحمل عقبات الحياة
واخيرا هذه دعوة الى التفاؤل بمستقبل مصر نبنى مصر الجديدة لاولادنا فنقول قولا وعملا الى الامام ونحن ان شاء الله متفائلون بمستقبل مشرق عاشت مصر بسواعد ابناؤها المخلصين.