دير الأنبا إرميا بسقارة
كتب د. عبد الرحيم ريحان
يعتبر هرم سقارة المدرج والذي شيده أول ملوك الأسرة الثالثة من عصر الدولة القديمة الملك زوسر
( جسر او نتري خت) حوالى ٢٦٧٠ قبل الميلاد اول مبني حجري كامل فى التاريخ المصري القديم وقام بتنفيذه المهندس الشهير ايمحتب على عدة مراحل حتى اصبح فى شكله الحالى
ويشير عالم المصريات الشهير الدكتور منصور بريك إلى اهم الآثار القبطية التى تم الكشف عنها فى منطقة سقاره وهو دير الانبا ارميا القرن السادس الميلادي والذي ربما ظل مستخدمًا حتى القرن الثامن الميلادى حيث تم الكشف عنه بواسطة الاثري كويبل فى عام ١٩٠٦م ويقع الى الجنوب الشرقي من الهرم المدرج بجوار الطريق الصاعد للملك ونيس او اوناس كما يطلق عليه حاليا
وتم الكشف فى هذا الدير عن بقايا كنيسة بازيلكا من القرن السادس اسفلها كنيسه اقدم ترجع للقرن الخامس وحولها العديد من المباني الخاصة بالرهبان والمشيدة بالطوب اللبن وتم الكشف فى اطلال الدير أيضا عن العديد من القطع الاثرية الفريدة والتى تزين المتحف القبطي فى القاهرة ومنها اقدم واول منبر كامل من الحجر الجيري يبلغ ارتفاعه ٦ م ومجموعة من الاعمدة الحجرية الجميلة والعديد من الاعتاب المنقوشة والمزخرفة بزخارف قبطية مختلفة الى جانب العديد من الاواني الفخارية والحجرية والحنيات التى تحمل زخارف للسيده العذراء والسيد المسيح عليه السلام واكمل إعمال التنقيب فى الدير عالم الآثار الالماني بيتر جروثمان وقد استخدمت العديد من احجار بعض من الاثار المصرية القديمة فى تشييد الدير كما ان اشهر معلم اثري فى المنطقة وهو الهرم المدرج تم اعادة استخدام تجويف بين احجاره التى كانت منهاره فى الواجهة الجنوبية منه لتشييد قلاية من الطوب اللبن كان يستخدمها احد رهبان دير ارميا للعبادة وتم الكشف عن بقايا هذه القلاية التى ربما انهارت وهجرت فى عصر لاحق
ويروى الدكتور منصور بريك أنه أثناء مشروع ترميم الهرم المدرج تم الكشف عن الحجرة المذكورة آنفًا وهي عبارة عن حجرة شبه مستطيلة مشيدة بالطوب اللبن وعليها طبقة من الملاط توجد عليها زخارف وألوان باللون الأحمر والأبيض وسقفها والذي ربما كان مقبي الشكل منهار تماما وعثر داخلها على اناء من الخزف وبقايا كسرات من الفخار القبطي وعند تنفيذ مشروع ترميم الهرم المدرج تم توثيقها واعادة بناء واجهة الهرم حرصا على سلامته من ناحية وصعوبة وعدم جدوي الاحتفاظ ببقاياها القليلة من ناحية اخري
ويلقي العثور على هذه القلاية الضوء على بعض صور حياة الرهبنة داخل دير الانبا ارميا وكيف كان يسمح لبعض الرهبان ببناء قلايات للعبادة فى اماكن تكون قريبة من مبني الدير وحتى يتفرغ تماما للصلاة فى عزله كاملة .