دعوة السيدة زينب لأهل مصر بالنصر
كتب - د. عبد الرحيم ريحان
افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي
12 مايو الجارى مسجد السيدة زينب بعد إنجاز أعمال الترميم والتجديد، بحضور السلطان مفضل سيف الدين سلطان طائفة البهرة بالهند ووفد من أسرته الملكية، بما فيهم الأميران جوهر عز الدين وجعفر الصادق عماد الدين، ومفضل محمد ممثل السلطان بالقاهرة.
باركت السيدة زينب أرض مصر ودعت لأهل مصر قائلة "نصرتمونا نصركم الله وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة مخرجًا ومن كل ضيق فرجًا".
وتتحق دعوتها فى مصر يومًا وراء اليوم منذ نصر أكتوبر والخروج من كل أزماتها بسلام بفرج الله عز وجل، وجاء الصحابى الجليل مسلمة بن مخلد الأنصارى واليًا لمصر عام 47هـ من قبل الخليفة الأموى معاوية بن أبى سفيان وهو الذى استقبل السيدة زينب ابنة الإمام على بن أبى طالب وحفيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مصر حين اختارت الإقامة بمصر عقب مقتل أخيها الحسين، حيث توجه هو وأعيان مصر للقائها ووافق دخولها رضى الله عنها إلى مصر أول شعبان سنة 61هـ وأنزلها الوالى مسلمة بداره بالحمراء القصوى فأقامت بها أحد عشر شهرًا ونحو 15 يوم من شعبان.
استقبال حافل
استقبل أهل مصر السيدة زينب استقبالًا رائعًا لم يسبق له مثيل وفرحوا بقدومها حبًا في جدها المصطفى- صلى الله عليه وسلم- وهى أخت الحسن والحسين محبوبي نبي الله وبعد الترحيب الكبير من أهل مصر دعت دعوتها الشهيرة، وحين استقرت السيدة زينب بأرض مصر وهبها والي مصر آنذاك قصره كله للإقامة فيه لكنها اكتفت بغرفة واحدة في القصر أقامت بها وجعلتها مكانا لتعبدها وزهدها وتحولت هذه الغرفة بعد وفاتها إلى مقامها الآن فتسمى هذه الغرفة مقام السيدة زينب وأوصت السيدة زينب قبل وفاتها بأن يتحول باقي القصر إلى مسجد فكان لها ذلك وتحول قصر الوالي إلى مسجد السيدة زينب رضي الله عنها.
دنو الأجل
حين أحست السيدة زينب رضى الله عنها بدنو أجلها طلبت من مسلمة بن مخلد أن يجهز لها مخدعًا بمحل سكنها فى داره وحدث أن استقرت تقرأ القرآن به ولما أكملت عدة قرائتها إحدى عشرة مرة دخل عليها مسلمة فقالت له يا مسلمة إنك بعدنا وتوفى مسلمة بعد السيدة زينب رضى الله عنها وكانت المدة بينهما هى إحدى عشرة يومًا.
ويقع مقام الصحابى الجليل مسلمة بن مخلد الذى استقبلها مع كل أهل مصر بالترحاب الشديد بمجمع الأديان قرب جامع عمرو بن العاص بشارع سوق مسلمة بمصر القديمة بمذبح الجمل.
مسجد السيدة نفيسة
لا يعرف على وجه التحديد متى أنشىء المسجد على قبر السيدة زينب، فلم تذكر المراجع التاريخية سوى أن والي مصر العثماني علي باشا جدد المسجد عام 951 هـ/1547م، ثم أعاد تجديده مرة أخرى الأمير عبد الرحمن كتخدا عام 1171 هـ/1768م، وفي عام 1940 هدمت وزارة الأوقاف المسجد القديم تمامًا، وأقامت المسجد الموجود حاليًا وبالتالي فالمسجد ليس مسجلًا كأثر إسلامي.
وكان المسجد وقتها يتكون من سبع أروقة موازية لجدار القبلة يتوسطها صحن مربع مغطى بقبة، وفي الجهة المقابلة لجدار القبلة يوجد ضريح السيدة زينب رضي الله عنها محاط بسياج من النحاس الأصفر وتعلوه قبة شامخة، وفي عام 1969 ضاعفت وزارة الأوقاف مساحة المسجد.
ويحتل المسجد مكانة كبيرة في قلوب المصريين ويعتبرون زيارته شرف وبركة يدعون الله أن ينالونها.، كما يعتبر المسجد مركز من مراكز الطرق الصوفية ومريديها وفي كل عام في شهر رجب يقام مولد السيدة زينب حيث يتوافد آلاف من البشر على ميدان السيدة زينب وتقام احتفالات ويتغير شكل المنطقة تمامًا لبضعة أيام.
«قنديل أم هاشم»
جاء ذكر السيدة زينب فى رواية يحيى حقي «قنديل أم هاشم»، وأم هاشم كنية السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب.
وتحكى الرواية قصة شاب ريفي جاء في صغره هو وعائلته الريفية إلى القاهرة وسكنوا بالقرب من مشهد السيدة، ومحور الرواية يدور حول طرق معالجة مرض العيون عند أهالي الحي، فأكثرهم كانوا يتعالجون عن طريق استخدام زيت القنديل الذي كان يشعل داخل المشهد وفوق ضريح السيدة. وللرواية معاني كثيرة ولكنها توضح مكانة هذا المسجد حتى كانوا يتباركون بالزيت.
ويوجد قبران متجاوران لشيخين من آل بيت النبي محمد أمام باب مزار السيدة زينب في ساحة واحدة مفروشة بالرخام وعليهما قبتان مضلعتان من الحجر وهما للسيد محمد العتريس وللسيد عبد الرحمن العيدروس.
خط السباع
كان موقع ميدان السيدة زينب في العصر المملوكي يعرف باسم خط السباع نسبة إلى قنطرة شيدها السلطان الظاهر بيبرس البنقداري 658 هـ على الخليج المصري الذي كان يمر من أمام المسجد، وكان على هذه القنطرة رسم للسباع وهو شعار السلطان الظاهر بيبرس، وقد تم ردم الخليج المصري عام 1898م ومع عملية الردم اختفت قنطرة السباع وظهرت واجهة مسجد السيدة زينب، ومنذ ذلك التاريخ أي في نهاية القرن التاسع عشر بدأ يطلق على الميدان والحي بأكمله اسم السيدة زينب المدفونة داخل المسجد.
ويعد حي السيدة زينب من الأحياء الشعبية القديمة بالقاهرة تكثر به المطاعم الشعبية كما ارتبط بفوانيس وحاجيات رمضان، كما يوجد به منطقة قلعة الكبش وجامع أحمد بن طولون والكثير من المساجد والأضرحة التى تجتذب عاشقى السياحة الروحية كما تضم الكثير من الأماكن الأثرية.