شم النسيم : رحلة عبر الزمن إلى قلب الحضارة المصرية الخالدة
كتبت - دكتورة ميرنا القاضي
مرشدة سياحية وباحثة في علم المصريات والشرق الادنى
تتشابك خيوط الزمان مع نسيج الحضارة تبرز مصر كمهد للأساطير وملتقى للثقافات.
من بين رمالها الذهبية ونيلها الخالد تنبثق قصص عظيمة تحكي عن عبقرية شعب وعراقة أمة.
في هذا السياق، يأتي عيد شم النسيم كرمز للحياة والتجدد، وكشاهد على عبقرية المصريين في الاحتفاء بالطبيعة والحياة.
إنه ليس مجرد تقليد يُمارس بفرح، بل هو تعبير عن فلسفة عميقة تقدس الحياة وتعانق الأمل.
فلنستلهم من هذا العيد العريق دروسًا في الحب والجمال، ونتأمل في كيفية تأثيره على الثقافة المصرية القديمة والمعاصرة.
شم النسيم هو عيد مصري أصيل وموروث شعبي قديم يحتفل به ويتزامن مع فصل الربيع. دعوني أشارككم ببعض المعلومات حول هذا العيد القديم:
1. أصل التسمية:
- جاءت التسمية من أصل الكلمة المصرية القديمة "شمو"، وهي كلمة تشير إلى فصل الحصاد وترمز إلى بعث الحياة.
- كان المصريون القدماء يحتفلون ببداية فصل الربيع وعودة الحياة إلى الأرض بعد فترة الشتاء.
2. العادات والتقاليد:
- يخرج الناس في هذا اليوم إلى الحدائق والمتنزهات على ضفاف نهر النيل.
- يتناولون وجبات خفيفة مثل الفول والرنجة والخس والبصل والبيض الملون.
- يكتبون أمنياتهم على البيض ويعلقونها على الأشجار للحصول على البركات.
3. الأهمية التاريخية:
- يُعد "شم النسيم" أحد أقدم الأعياد الشعبية في التاريخ.
- احتفل به المصريون لأول مرة خلال العصر المصري القديم، واستمروا في الاحتفال به عبر العصور المختلفة.
4. الأطعمة المميزة:
- يُعتبر الفسيخ (سمك مملح) من الأطعمة الشهيرة في هذا العيد.
- يعتقد الناس أن تناول البيض الملون في "شم النسيم" يجلب البركة والحظ السعيد.
في هذا العيد، يجتمع المصريون في جو من الفرح والسعادة، وتعكس هذه الاحتفالات الروح المصرية القديمة وتمثل تراثًا ثقافيًا غنيًا يحتفظ به الشعب المصري منذ آلاف السنين.