فوز القاهرة عاصمة للسياحة لعام 2026
كتب - د . عبد الرحيم ريحان
أعلنت رسميًا منذ قليل منظمة التعاون الإسلامي، فوز مدينة القاهرة كعاصمة للسياحة للدول الأعضاء بالمنظمة لعام 2026، وذلك خلال أعمال الدورة ال 12 لمؤتمر وزراء السياحة للدول الأعضاء بالمنظمة والتي تُعقد حالياً بدولة أوزبكستان ويشارك بها وفد من وزارة السياحة والآثار برئاسة الأستاذة غادة شلبي نائب وزير السياحة والآثار لشئون السياحة.
وفى ضوء هذا يؤكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار بأن القاهرة تتحدث عن نفسها ليس حديث الكم بل هو حديث التفرد والاستثناء، شأنها شأن كل الآثار المصرية على اختلاف عصورها التاريخية، وتضم القاهرة الكبرى آثارًا مصرية قديمة ممثلة فى أقدم عواصم مصر القديمة ممفيس ومقبرتها، منطقة الأهرامات من الجيزة إلى دهشور المسجلة تراث عالمى استثنائى باليونسكو، وآثارًا رومانية مجسّدة فى حصن بابليون بمصر القديمة، وآثارًا مسيحية بمصر القديمة حيث المغارة التى لجأت إليها العائلة المقدسة، وآثارًا إسلامية ممثلة فى القاهرة التاريخية المسجلة تراث عالمى استثنائى باليونسكو كما تم اختيارها عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لعام 2022 من قِبل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو), لنصل إلى القاهرة الخديوية "باريس الشرق"، وتضم القاهرة أكثر من 50 متحف متنوع.
ويشير الدكتور ريحان إلى قيمة القاهرة فى احتوائها على موقعين مسجلين تراث عالمى باليونسكو وهى "ممفيس" ومقبرتها أقدم عواصم مصر القديمة ومنطقة الأهرامات من الجيزة إلى دهشور التى سجلت تراث عالمى ثقافى باليونسكو عام 1979 باعتبار بناء الأهرامات إبداع بشرى مميز لحضارة المصريين القدماء فى البناء من حيث الحجم وطريقة البناء والموقع وعلاقته بانعكاسات الشمس لضبط أوقات الحصاد، ومن حيث التكوين الداخلى السرى الذى عجزت أمامه عقليات كثيرة لحل سر الأهرامات وكيفية رفع أحجارها وقت البناء علاوة على المصاطب والمقابر المنحوتة فى الصخر، كما تقف هذه المنطقة شاهدًا فريدًا على معتقدات خاصة بالعمارة الجنائزية فى عهد مصر القديمة واستثنائيًا على حضارة المصريين القدماء ككل واقترنت بتتويج الملوك بممفيس واحتلت أهمية استثنائية لأول حضارة عرفت على وجه الأرض لأن ممفيس عاصمة مصر من 2700 إلى 2150 قبل الميلاد، ولعبت دورًا بارزًا فى تاريخها حتى العصر الرومانى حتى أن تتويج الإسكندر تم فى ممفيس، أمّا الأهرامات الثلاثة فترجع إلى عام 2500 قبل الميلاد.
وينوه الدكتور ريحان إلى مجمع الأديان بمصر القديمة الذى يضم 16 موقع أثري ويتميز بشموله على حصن بابليون الذى بناه بعنيخي والآشورين فى الأسرة ٢٥ ودمره بسماتيك في الأسرة ٢٦ مع اتير النوبي ثم أعاد البناء تراجان سنه 98م وجعله أصغر من الأول، ومعبد بن عزرا اليهودى، وكنائس مصر القديمة، وجامع عمرو بن العاص ثانى أقدم مساجد مصر وأفريقيا بعد مسجد سادات قريش بمدينة بلبيس بالشرقية، وهو الموقع الثانى بعد بيت لحم بالقدس فى الأهمية الدينية والسياحة الروحية، وتتميز منطقة مصر القديمة بمغارة كنيسة أبى سرجة التي لجأت إليها العائلة المقدسة فى مصر وظلت بها فترة أثناء قدومها من فلسطين وعند عودتها، وبها بئر ماء قديمة شرب منها السيد المسيح، على فتحتها حاليًا بابٌ زجاجي يمكن للزوار النظر من خلاله إلى البئر.
وتشمل كنائس مصر القديمة كنيسة أبو سرجة أو "القديسين سرجيوس وباخوس" اللذين قتلا جهة الرصافة في العراق بسبب اعتناقهما الديانة المسيحية في فترة الإمبراطور الروماني مكسيمانوس وأنشئت الكنيسة فوق أطلال قلعة رومانية قديمة ويعتقد بعض العلماء أنها تعود إلى أواخر القرن الرابع أو أوائل القرن الخامس الميلادي، بينما يرى آخرون أنها تعود إلى القرن السابع الميلادي، وتحظى هذه الكنيسة بمكانة خاصة لارتباطها برحلة العائلة المقدسة في مصر ووجود المغارة.
كما تشمل كنيسة المعلقة، وأديرة الراهبات مثل دير الشهيد أبى سيفين الذى بنى بعد القرن الخامس الميلادى، والكنائس المحاطة بالدير وهى كنيسة الأنبا شنودة والعذراء الدمشرية وكنيسة أبى سيفين الكبيرة، الكنيسة الأساسية للدير، وكنيسة القديسة دميانة وكنيسة مار يوسف سجلت على اسم يوسف النجار، كما تضم المنطقة دير مار جرجس، كما باركت العائلة المقدسة 17 موقع بالقاهرة منها كنائس مصر القديمة وعين شمس التي أصبحت مقرًا لأسقفية قبطية، ومنطقة شجرة مريم في المطرية وكنيسة المعادي.
ويوضح الدكتور ريحان أن الموقع الثانى هى القاهرة التاريخية التى سجلت تراث عالمى باليونسكو عام 1979 وتشمل الآثار الإسلامية والقبطية فى ثلاث نطاقات وهى منطقة القلعة وإبن طولون، الجمالية والمنطقة من باب الفتوح إلى جامع الحسين، منطقة الفسطاط والمقابر والمنطقة القبطية والمعبد اليهودي.
وتعتبر القاهرة نموذجًا لمدينة سكنية متكاملة بكافة وظائفها مثلت التفاعل بين الإنسان والبيئة فأنتجت تراثًا متميزًا يعبر عن طبقات زمنية متلاحقة فى تناغم شديد، واقترنت القاهرة بأحداث عدة وفترات حكم مختلفة كونت تراثها المعمارى وما زالت حتى الآن، حيث أنها من أقدم مدن التراث الحى المستعمل نسبيًا حتى الآن وكذلك اقترنت بالعديد من المصنفات الأدبية التى سجلت مع ملف الترشيح كما فى ثلاثية نجيب محفوظ (قصر الشوق- بين القصرين- السكرية).
وتنفرد القاهرة التاريخية بشارع المعز لدين الله الفاطمى الذى يعد الشارع الأثرى الوحيد فى العالم ويضم أقدم وأجمل آثار إسلامية على جانبيه، ويبدأ من باب زويلة حتى باب الفتوح بطول 1200 متر، وهو شارع يمثل قلب القاهرة التاريخية، ويضم الشارع من الشمال باب الفتوح، جامع الحاكم بأمر الله، ، مسجد وسبيل وكتاب سليمان أغا السلحدار، منزل وقف مصطفى جعفر السلحدار، الجامع الأقمر، سبيل وكتاب عبد الرحمن كتخدا، قصر الأمير بشتاك، حمام السلطان إينال، المدرسة الكاملية، سبيل محمد على بالنحاسين مسجد ومدرسة الظاهر برقوق، مجموعة السلطان قلاوون، مدرسة وقبة نجم الدين أيوب، سبيل وكتاب خسرو باشا، مسجد ومدرسة الأشرف برسباى، مجموعة السلطان الغورى، سبيل محمد على بالعقادين، جامع المؤيد شيخ، وكالة نفيسة البيضاء، سبيل نفيسة البيضاء، باب زويلة هذا علاوة على معالم الشارع مع الشوارع المتقاطعة ومن أمثلتها تقاطعه مع الجمالية حيث بيت السحيمى ووكالة بازرعة.
ويتابع الدكتور ريحان بأن القاهرة تشمل شارع الأشرف "الذى يضم مقامات "آل البيت" المجاورة للسيدة نفيسة ويضم قبة الأشرف صلاح الدين خليل بن قلاوون وقبة فاطمة خاتون ومقام ابن سيرين ومشهد السيدة رقية وقبتى الجعفرى وعاتكة وقبة شجر الدر ومسجد السيدة سكينة ومشهد محمد الأنور وبيت ساكنة باشا وضريح محمد العياشى ومسجد سيدى الباشا وبيت الكريتلية ومدرسة صرغتمش ومسجد أحمد بن طولون.
هذا علاوة على القاهرة الخديوية
"باريس الشرق" وتبدأ من كوبري قصر النيل حتي منطقة العتبة، بما حوته من دار للأوبرا القديمة التى احترقت عام 1971 ومبني بريد العتبة ومقر لهيئة المطافئ
إلي جانب ما يتفرع منها من شوارع وطرق.
ويتابع الدكتور ريحان بأن القاهرة تضم أكثر من 50 متحف، أهمها المتحف المصرى بالتحرير وينتظر العالم افتتاح المتحف الكبير، والمتحف القبطى بمصر القديمة ومتحف الفن الإسلامى بميدان باب الخلق بشارع بور سعيد، والمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، ومتحف إيمحتب بسقارة، ومتحف مركب الشمس بالأهرامات، ومتحف ميت رهينة وأطفيح ومتحف ركن حلوان بحلوان، ومتحف قصر الجوهرة ومتحف المضبوطات الأثرية ومتحف المركبات الملكية داخل قلعة صلاح الدين، ومتحف بيت السحيمي بحارة الدرب الأصفر المتفرعة من شارع المعز لدين الله الفاطمي بحي الجمالية، ومتحف جاير أندرسون "بيت الكريتلية" الملاصق لجامع أحمد بن طولون، ومتحف الأمير محمد على بالمنيل، ومتحف تاريخ مصر الحديث بالقرية الفرعونية والمتحف الجيولوجى المصرى فى زهراء مصر القديمة، ومتحف المركبات الملكية ببولاق أبو العلا، ومتحف قصر محمد على بشبرا الخيمة، ومتحف الجمعية المصرية الجغرافية بشارع القصر العينى، ومتحف الرى ومتحف الطفل لعلوم المياه بالقناطر الخيرية.