تعليقًا على ما حدث في المتحف المصري من مزاعم المركزية الإفريقية
كتب - د. عبد الرحيم ريحان
واصلت حملة الدفاع عن الحضارة المصرية تعليقها على ما حدث في المتحف المصري من مزاعم المركزية الإفريقية من المدير العام السابق لهيئة صندوق إنقاذ اثار النوبة الدكتور محمود الشنديدى ما يلي :
منذ أكثر من ٢٠ عامًا و في بداية افتتاح متحف النوبة والاهتمام العالمى بالمتحف على الرغم أنه لم يكن على قائمة الشركات السياحية إلا أن المتحف كان يحظى بزيارات كثيرة ولأن المتحف كان يتحدث من خلال مقتنياته عن الآثار المصرية فى النوبة وملف النوبة هو أحد الملفات التى للغرب فيها رؤية تخالف حقيقة ما تم الكشف عنه أثريًا حيث يروج الغرب كتابات و أبحاث تعطى انطباع أن الحضارة فى النوبة هى غير الحضارة المصرية.
وتروج كتابات عن أن أصل الحضارة المصرية القديمة هى النوبة وهذا فى الحقيقة كلام غير علمى وغير أثرى و ذلك بسبب الانقطاع الحضارى بين المراحل الحضارية فى التاريخ الحضارى فى النوبة ولهذا تم تأريخ المنتجات الحضارية فى النوبة طبقًا لمراحل التاريخ المصرى القديم فنجد المرحلة Aثم C ثم X و ليس هناك مرحلة B حيث لم توجد آثار النوبة توازى مثيلاتها فى الحضارة المصرية القديمة.
وهكذا و قد حاول بعض الأمريكان من أصل إفريقى تدعيم أصل الحضارة الإفريقية من خلال متحف النوبة حيث كانت تنظم رحلات مباشرة بين أسوان وأمريكا كلها من الأمريكان ذوى الأصل الإفريقى للتأكيد على النوبيين هم أجداد هؤلاء الأمريكان أن كان من أشهر منظمة الرحلات دكتور أمريكى اسم بن وقد تصدينا وقتها لهذه المزاعم فى المتحف و فى محاضراته وفى دراستنا العلمية.
فقد أشرت فى دراستى للماجستير عن النقوش الصخرية فى النوبة السفلى فى عصور ما قبل التاريخ إلى الارتباط الحضارى بين مصر وبلاد النوبة وركزت مع كثير من الدراسات إلى أن النوبة السفلى من أسوان حتى الجندى الثانى هى مصرية وأن النوبة العليا فى غالب تاريخها كانت تخضع للحكم المصرى، وكان هناك منصب فى البلاط الملكى باسم نائب الملك في كوش.
وقد دارت نقاشات كثيرة بينى وبين علماء آثار أجانب حول هذا الموضوع واعترضت على دراساتهم التى تقول أنهم ملئوا الفراغات فى التاريخ النوبة من خلال اثار فى منطقة الفنتين بأسوان
وأن ملء الفراغات يجب أن يكون فى المواقع الأثرية فى بلاد النوبة و ليس فى منطقة الفنتين والتى تعتبر ملتقى للحضارات وبالتالى ممكن أن تجد اثار من كثير من مناطق العالم وأذكر اننى فقدت وظيفة فى أمريكا من خلال مركز البحوث الأمريكى بسبب رفضى لسؤال عن كتاب يروج لهذه الفكرة للدكتور ويليام ادمز
ولقد حصلت على الوظيفة فى العام التالي كزميل لمركز البحوث الأمريكى و لقد تناقشت مع د. ادمز فى هذا الموضوع عندما كنت ضيف المؤتمر الدولى الرابع عشر للجمعية الدولية للدراسات النوبية بنيوشاتل بسويسرا و كنت وقتها رئيس قطاع آثار النوبة.
وقد أيد وجهة نظرى فى كتابة بل ونبهت الدكتور عبد الحليم نور الدين أستاذ الآثار المصرية والأمين العام الأسبق للمجلس الأعلي للآثار إلى عدم الانسياق فى دعم الأنشطة التى تشير إلى هذا الأمر وذكرته بما قاله لنا عن أن الاجانب يتحدثون عن النوبة كأنها بلد غير مصر وهم يدعمون أفكار
و أبحاث تخدم هذا الموضوع فى غفلة واضحة من المتخصصين فى الآثار المصرية في جامعاتنا.
وقد كنت السبب الرئيسي في تغيير الجرافيك الذي كان مكتوبًا من خلال وجهة النظر الغربية بعنوان الاحتلال العسكري المصرى للنوبة فى متحف النوبة حيث غيرت العنوان إلى الوجود العسكري المصري وهو تصرف طبيعى من الملوك المصريين لحماية الحدود المصرية.
أن هذا الموضوع من الموضوعات التي تحتاج إلى وعي كبير وقد عبرت صراحة عن رأيى هذا في حوارات تليفزيونية فى التليفزيون المصرى عندما كنت رئيسًا لقطاع النوبة وفي مؤتمرات دولية
وأن النوبة السفلى تاريخيًا مصرية وأننا نرحب بالتميز والتنوع فى إطار الوحدة والغريب أن بعض الباحثين الأمريكان نشر دراسات تنحدث عن تهميش أهل النوبة ومظلوميتهم بمشاركة باحثين مصريين فى هذه الدراسة التى لا تسندها الأبحاث
العلمية.
وللأسف فإن السماح بمثل هذا الكلام داخل المتحف المصرى بالتحرير يعد تقصيرًا كبيرًا و عدم إدراك لخطورة هذه الدعوات.
وحملة الدفاع عن الحضارة المصرية
برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان
تشكر المدير العام السابق لهيئة صندوق إنقاذ اثار النوبة الدكتور محمود الشنديدى عالم الآثار المصرى الوطنى لدفاعه عن قضية خطيرة جدًا تمس الأمن القومي والذى ينساق الكثير من العلماء
والمرشدين السياحيين وراء دعوات
باطلة تروج لها المصادر الأجنبية عن النوبة بقصد ممن يتكسبون على حضارة بلادهم ويروجون لفكر عنصرى، أو بغير قصد من المغيبين فكريًا الجهلاء بهوية بلادهم والشخصية المصرية.