حكايات نفسية ،،،،،،
✍️بقلم : هند أحمد يوسف
أستشاري نفسي وأسري
حكاية هبه .....
فتاة من أسرة بسيطة .. تقدم بها العمر و لم تتزوج إلى أن جاء لخطبتها رجل مطلق و أب لولدين متزوجين و لكل منهما حياته الخاصة .
و بعد تفكير طويل وافقت على الزواج الذى تم سريعا جدا حيث أن الزوج يعاني الوحدة.
بدأت الفتاة حياتها الزوجية بإقبال شديد .. لكن دائما كان يراودها سؤال واحد هو : لماذا انفصل زوجها عن زوجته الأولى؟ لكنها كانت لا تجرؤ علي سؤاله. إلى أن جاء يوم و اختلفت مع زوجها فكان انفعاله مبالغ فيه و هنا صارحها بسبب طلاقه لزوجته الأولى ، و هو كثرة اختلافها معه وحذرها من هذا بشدة . فسبب لها هذا التحذير ألما نفسيا كبيرا ... لكنها لم تستسلم للألم و بدأت تبحث عن دوافع سلوكيات زوجها و سرعة انفعاله و تقلب مزاجه الذى يصل به إلى فقده للاهتمام و الاستمتاع بمعظم الأنشطة حينا و الابتهاج إلى حد الهوس حينا اخر .فأخذت تراقبه عن كثب إلى أن لاحظت ان التقلبات المزاجية ايا كان سببها تؤثر على نومه و قدرته على اتخاذ القرار او حتى التفكير بوضوح هنا اخدت قرار تقديم الدعم و المساندة للزوج المريض و بدأت تحتوي كل المواقف الصعبة و تتلاشى أسباب الخلاف و تتجنب اى صراع و تتغافل اى إساءة و حاولت بكل الطرق أن تنأى بزوجها عن اى ضغط أو انفعال حتى لو كان خارجى بعيدا عنها ، فوثق بها الزوج جدا و صارت أقرب شخص له فى الدنيا . الا انه ظل معرضا للتقلبات المزاجية لكن بصورة اخف من الاول ... و كان يخرج من حالته الانفعالية بمجرد حديثه مع زوجته التى اعتبرها هبة ربنا له .
فأقنعته بالذهاب للطبيب من أجل تحسين نظام النوم و تسارع الأفكار الذى أدى إلى التشتت .
و بالفعل ذهبا إلى الطبيب الذى شخص الحالة باضطراب ثنائي القطب و وصف له علاج دوائى مضاد للاكتئاب و مثبتات مزاج و دواء اخر مضاد للذهان و أوصى الطبيب بالعلاج السلوكي المعرفى لتحديد المعتقدات و السلوكيات الغير صحية او السلبية و استبدالها بمعتقدات و سلوكيات صحية إيجابية و فعلا امتثل للعلاج بفضل هبة ربنا .