قطع الكهرباء والحقيقة المرة
كتبت - غادة القطان
بالطبع لا يوجد انسان عاقل يحب ان تقطع عنه الكهرباء في هذه الايام الشديدة الحرارة والتي تصادف امتحان ابنائنا في الثانوية العامة وكذلك بعض ابنائنا في الجامعات وهو امر غاية في الازعاج وخاصة ان الازمة قاربت على اتمام عام كامل مع هذا المسمى الجديد وهو مصطلح تخفيف الاحمال والذي زاد الطين بلة في هذه الايام التي نعيشها الان .
الايام الماضية زادت حدة قطع الكهرباء واصبحت تتجاوز الساعتين الى الثلاث ساعات وفي بعض الاماكن اصبحت فترتين في يوم واحد كل مرة ساعتين او ثلاث مما ادى الى انزعاج المواطنين وحنقهم وغضبهم على الحكومة ولكن بعد هدوء العاصفة وقراءة المشهد بكل نواحيه ادركنا ان هناك امور خارجة عن ارادة الدولة هي التي احدثت هذا الخلل واجبرت الحكومة على اتخاذ تلك القررات .
وكان علي انا كمواطنة عاشقة لتراب هذا الوطن واخاف عليه اكتر من نفسي ان ابحث عن هذه الاسباب لكي اعلم ما الذي يحدث حول بلدي وحولنا واوصلنا لمثل هذا الامر وما ان بحثت وقرأت حتى شاهدت المشهد كاملا وهو ما اقنعني بالذي يحدث وقلل من حنقي وغضبي فأذا بي ارى اسباب منطقية عديدة لهذه الازمة وبخروج رئيس الوزراء والاعتذار عن ما يحدث والتعهد بأنه لن يطول عن اسبوعين تقريبا وهو ما هدأ من روعي ، انا والعديد من المواطنين المتفهمين لما يحدث والخائفين مثلي على امن بلدهم القومي واول هذة الاسباب هي :
- قلة المتوفر من الغاز
وخاصة اننا نشهد زيادة في ارتفاع درجات الحرارة علي مستوي العالم مما ادى الى تكالب كل دول العالم على الغاز.
- السبب الثاني الحرب
الحرب القائمة بجوارنا منذ اندلاع طوفان الاقصي في السابع من اكتوبر في العام الماضي والتي بسببها اصبحنا لا نستطيع ان نحصل علي اي غاز من جيراننا واسالته في بلدناوكذلك اشتعل البحر الاحمر والذي يأتي منه شحنات الغاز الينا عن طريق السفن الناقلة له وازمة الحوثيين التي جعلت معظم ناقلات الغاز تأخذ طريق رأس الرجاء الصالح بدلا من قناة السويس خوفا من هجمات الحوثيين عليهم مما اطال المدة الزمنية اللازمة لوصول الشحنات والذي ادى ايضا الى انخفاض السفن العابرة لقناة السويس بنسبة ٩٠ ٪ مما زاد من حجم المشكلة بالنسبة لنا وهي المورد الدولاري السيادي الاول للحكومة المصرية مما ساعد في قلة الموارد الدولارية التي تساعد في جلب المازوت والغاز ومشتقاته التي تساعد في صناعة الكهرباء وتوليدها فنجد هنا اننا محاصرين بعدة مشاكل اقليمية من جميع الجهات الاربع هذا.
- اللاجئين
بالاضافة لاستضافتنا للملايين من الضيوف واللاجئين العرب الذي اشعلوا الاسواق والايجارات ورفعوا حتي سعر الدولار وتقوم الدولة علي الصرف عليهم واستضافتهم بالكثير من الموارد التي لو توفرت لساعدت في ازمة الكهرباء هذة ولرفعت بعضا من الاعباء التي القيت علي كاهل المواطن المصري ونرجو ان تكون التصريحات التي قدمها رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي هي نهاية هذة الازمة الطاحنة التي تعكر صفو حياة المصريين هذة الايام وان يشمل الله بلدنا الحبيب برعايته ويرفع عنا الغلاء والبلاء ويحفظنا بعينه التي لا تنام.