حكايات نفسية
✍️هند احمد
أستشاري نفسي وأسري
حكاية وفاء ،،،،،،
فتاة من بيئة ريفية تزوجت قريب لها و كعادة اهل الريف ان يسكن العروسان فى منزل العائلة مع باقى الأخوان .
كانت الفتاة صغيرة السن تخاف المنافسة مع باقى السيدات من اخوات زوجها و زوجات اخواته حتى امه نفسها.
فبدأت بتعلم فنون الطبخ و حرصت على ان تظهر متمكنة من الأعمال المنزلية لتجارى اهل البيت .
فضغطت على نفسها كثيرا خاصة مع حملها فى طفلها الأول ، و بعد الولادة استعادت نشاطها فى الأعمال المنزلية بالشكل المبالغ فيه لترضى زوجها و أهله .. لكن هذة المرة كان على حساب صحتها و طفلها فمرضت و أصابها الاعياء لدرجة انها فقدت القدرة على رضاعة الطفل و تمكن المرض منها حتى انها لازمت الفراش.
هنا أصرت ام زوجها عليه ان يبحث عن عروس جديدة بحجة انه شاب صغير و زوجته مريضة . لكنه رفض بشدة فبدأ اخواته فى إقناعه واحدا تلو الآخر حتى وصل كلامهم إلى مسامع الزوجة المريضة .
فحزنت حزن شديد و بدأت تظهر عليها اعراض اكتئابية من اضطراب فى النوم و الأكل ثم تطور الأمر إلى أن أصابها قلق شديد و خوف ان يتركها زوجها و ينصاع لرغبة اهله فبدأت تتغير طبيعتها الهادئة و تحولت لشخصية عصبية متشائمه. هنا تدخل أهلها و طلبوا من زوجها عرضها على متخصص فى الصحة النفسية و انه فى حل من هذه الزيجة ... لكن الزوج الوفى أصر ان يكون معها فى رحلتها للعلاج سواء العضوى او النفسي حيث شخصها المتخصص باضطراب القلق و ان هذا الاضطراب هو أساس اصابتها بالمرض العضوى و وصف لها علاج دوائى مضاد للقلق و مواد مهدئة تخفف من حدة الشعور بالتوتر و دواء مضاد للاكتئاب يعمل على التأثير على الناقلات العصبية
بالإضافة إلى جلسات نفسية استخدم فيها العلاج السلوكى و نصح المختص بضرورة انتقالها من مسكن الاسرة إلى سكن خاص بها هى و زوجها و طفلها و طلب منها ممارسة اليوجا.
و بالفعل نفذت كل التعليمات و اكمل زوجها معها رحلة العلاج إلى أن تعافت.