اليورو سيمفونية كرة القدم في القارة العجوز
اليورو سيمفونية كرة القدم في القارة العجوز
بقلم : هشام علام
كل أربع سنوات يظهر مشهد من التميز الرياضى وهي البطولة التي تتلاقى فيها أفضل المواهب الكروية في القارة العجوز لتمثل دولها في عرض من المهارة والعاطفة والوحدة التي تأسر الملايين
إنها بطولة كأس الأمم الأوروبية " اليورو" و التى تعتبر واحدة من أقدم المسابقات الكروية في العالم.
تتمتع كأس الأمم الأوروبية، والمعروفة بإسم اليورو، بتاريخ حافل يعود إلى بدايتها في عام ١٩٦٠ . وقد صمم الفرنسي هنري ديلوناي البطولة كمنصة للاحتفال بالتراث الغني لكرة القدم الأوروبية
وتعزيز الصداقة الحميمة بين الأمم.
منذ بدايتها المتواضعة بمشاركة أربعة فرق فقط، تطورت البطولة لتصبح حدثًا رائعًا يضم ٢٤ فريقا يتنافس كل منهم على لقب بطل أوروبا.
ما يميز كأس الأمم الأوروبية هو قدرتها على إنتاج لحظات من الدراما والتألق الذي لا يمكننا أن ننساه. على سبيل المثال الفوز الخيالي الذي حققته منتخب الدنمارك على منتخب ألمانيا في نهائي اليورو في عام ١٩٩٢، عندما تم استدعاء الدنمارك فى اللحظة الأخيرة كبديل ليوغوسلافيا التي تم منعها من المشاركة في البطولة بسبب الحرب الأهلية التي كانت تشهدها البلاد ، ثم واصلوا رفع الكأس رغم كل الصعاب. وأيضا الانتصار الرائع لليونان في عام ٢٠٠٤، والذي كان بمثابة نموذج رائع في كرة القدم الدفاعية المنضبطة التي تحدت توقعات النقاد في جميع أنحاء العالم.
يعد كأس الأمم الأوروبية بمثابة عرض للمواهب الناشئة في القارة واللاعبين القدامى المخضرمين. إنه المكان الذي يعلن فيه النجوم الصاعدون عن وصولهم إلى المسرح العالمي. لقد ترك لاعبون أمثال ميشيل بلاتيني، و فان باستن، وكريستيانو رونالدو بصماتهم التي لا تمحى على البطولة.
كانت نسخة يورو ٢٠٢٠ التى تم تأجيلها إلى عام ٢٠٢١ نسخة استثنائية بكل المقاييس
فهى النسخة الأولى التي تم تأجيلها لمدة عام بسبب انتشار جائحة كورونا
حيث أقيمت المباريات في ١٢ مدينة في ١٢ دولة أوروبية متفرقة.
وتوجت إيطاليا للمرة الثانية بلقب البطولة في صيف عام ٢٠٢١ بعد فوزها بركلات الترجيح ٢/٣ على انجلترا . وقد سلط هذا التغيير الضوء على قدرة البطولة على الصمود و الحفاظ على جوهرها الأساسي وهو الاحتفال بكرة القدم الأوروبية.
وهذا العام نشهد النسخة السابعة عشرة التى تستضيفها ألمانيا ، وهي الاستضافة الثانية لحامل اللقب ثلاث مرات.وكانت الاستضافة الأولى عام ١٩٨٨، وحقيقة لا تملك ألمانيا ذكريات سعيدة مع هذه النسخة التي استضافتها حيث أقصى المنتخب الهولندي منتخب ألمانيا في دور نصف النهائي واضاع أحلام الألمان.
وجهزت ألمانيا ١٠ ملاعب كبرى لاستقبال هذا الحدث الرياضي الذي يضم نخبة من كبار المنتخبات الأوروبية المنافسة.
وأخيراً مع كل بطولة سيظهر أبطال جدد وسيتم تشكيل منافسات جديدة، وسيتم إنشاء ذكريات جديدة. كأس الأمم الأوروبية ليست مجرد بطولة لكرة القدم إنه احتفال بروح القارة وتنوعها وحبها المشترك للعبة. مع بدء العد التنازلي للإصدار التالي، يتوقع المعجبون في جميع أنحاء العالم بفارغ الصبر فصلًا آخر جديداً في هذه الملحمة الكروية، حيث تصنع الأحلام، وتولد أساطير لاعبي كرة القدم.