التعصب الرياضي في مصر
كتب - محمود فوزي
التعصب هو شُعور داخلي يجعل الإنسان يتصوّر نفسه أنه على حق، وأن الآخرين على باطل، ويقوم بإظهار هذا الشعور على شكل مواقف وممارسات مُتزمِّتة، كاحتقار الآخرين، وعدم الاعتراف بإنسانيتهم وحقوقهم.
ظاهرة تطرف في الآراء لصالح نادي رياضي معين أو أندية ضد نادي آخر من نفس الدولة أو المنطقة، وعادة مايكون ذلك مصحوبا بالإساءة والاستهزاء والسخرية والإتهامات والتجريح غير المبـرر. وقد عرفت هذه الظاهرة منذ أشتهرت رياضة كرة القدم.
حيث أن التعصب الرياضي يمكن تعريفه بأنّه:
مرض الحب الأعمى لفريق، أو جهة رياضية مُعيَّنة، وفي الوقت نفسه هو مرض الكراهية العمياء للفريق المنافس وأنصاره و جمهوره وتمنّي الضرر لكلّ ما يتعلّق بالنادي الخصم فالشخص المتعصب رياضياً يُحب نادِيَهُ المُفضَّل محبّةً مُبالَغاً فيها تجعله يغفل عن الحقائق، وقد يتنازل عن كثير من مبادئ التعامل مع الآخرين
بسبب تعصُّبه لناديه المُفضَّل.
حيث هناك العديد من الأسباب التي تؤدى الي التعصب الرياضي
اسباب مُتعلِّقة بالجمهور الرياضي: التصرُّفات التي تسيء إلى رابطة الجماهير في الأندية.
تنشئة الأطفال على التعلُّق بنادٍ مُعيَّن. الأنانيّة، وعدم قبول الرأي الآخر
أو تقبُّل النقد الإيجابي.
نقص الثقافة الرياضية لدى العديد من المُشجِّعين.
قلة وجود القدوة .
غياب العدالة.
العيش في أوهام، والإيمان بصحّتها: يتصوّر الشخص المُتعصِّب في ذهنه أنّ الجهة التي يُشجِّعها هي فائقة الكمال ويُعارض الآراء التي تنتقد كمال فريقه جميعها كما يعتقد أنها دائما تتعرض للظلم
ولا شك أن من أهم الأسباب وأخطرها الإعلام .
يظهر التعصُّب الرياضي لدى وسائل الإعلام من خلال إبراز النادي الخاسر ضمن عناوينها، ومقالاتها، والسخرية منه والتقليل من مكانته، ممّا يُؤذي مشاعر أنصار هذا النادي، كما يُمجِّدُ بعض الإعلاميّين ناديهم المُفضَّل، ويتغنّون بتاريخه الحافل؛ بهدف استفزاز الطرف الآخر.التحيز الإعلامي الاعمي لبعض مقدمي البرامج الرياضية وكذلك المعلقين الرياضيين و المخرجين للمباريات
و المصورين كل هذا بازيد من حدة التعصب كما يوجد هناك.
اسباب مُتعلِّقة بالكيانات الرياضية:
عدم تحقيق بعض الأندية للانتصارات والبطولات.
عدم أداء واجب التوعية.
إصدار التصريحات الاستفزازية من قِبل المسؤولين في الأندية، واتّحادات الكُرة ولجان التحكيم.
تقديم المصلحة الخاصة على المصلحة العامة.
وجود صراع تنظيمي في الأندية والاتّحادات الرياضية.
عدم الإلمام الكافي بالمعاني الحقيقية للتنافس الرياضي الشريف.
عدم التمتُّع بصفة الروح الرياضية لتقبل الخسارة .
عدم رفع مستوى التحكيم حيث يكون هناك تحيز تحكيمي واضح لنادى ضد الاخر.
و يمكن معالجة ظاهرة التعصب الرياضي من خلال ما يأتي نشر المعلومات في المجتمع، لتعريف الأفراد بمبادئ ضبط النفس، والمنافسة الشريفة. تعريف الأشخاص المتعصبين، بأن الرياضة هي أسلوب لبناء العلاقات القوية بين اللاعبين
وترسيخ مبدأ الروح الرياضية.
تشجيع الشباب للاستفادة من وقتهم بمهارات تطويرية تنفعهم.
السرعة في تنفيذ القانون و الالوائح.
التشديد في تنفيذ العقوبات، عند افتعال أي تصرف يسبب بلبلة وفوضى.
تنشأة الأفراد في المجتمع على مبدأ احترام الآراء، وتقبل النقد بكل صدر رحب.
ترسيخ فكرة أن الرياضة هي مهارة للتسلية والترفيه، وليس لتشكيل عداءات وتعصب بين أفراد المجتمع.