القهوة
بقلم : مهندس عبد الشافي هلال
أحب القھوة منذ سنین
القھوة مشروب قدیم مثیرا للجدل في وبدایتھا حرمھا علماء الدین وجعلوھا مثل الخمر تذھب العقل حتى قامت ثورة بین المؤیدین والمعارضین وقتل شھید بینھم حتى فاز محبوھا وعاشقوھا بھا.
ونعود إلى علاقتنى بھا ولقد منعني مرض الضغط من ممارسة ھذا الحب فاصبحت أقلل من تناولھا حتى عرفتھا فوجدتھا تعشق القھوة كما الحریة تتذوقھا بفن تحتسیھا باتقان تصنعھا بمھارة فعدت الى حبي مشغوف بحبھا وشعرت بأن لھا معھا مذاق مختلف ورائحة ذكیة وخاصة انھا بنیة العینین فكانك تنھال من محاجر عینیھا او تروى من سحر احداقھا.
ثم حدث ان صنعتھا لي بنفسھا ذات یوم فكأنني لم اذقھا من قبل او كانني أتعرف على ذلك المشروب السحرى والطعم الجميل والرائحة الرائعة لاول مرة بحیاتي كنت ارتشفھا ببطيء شدید خشیة ان تنفذ اتحسسھا قبل ان اتذوقھا اتنفسھا قبل ان اشمها اغازلھا احاورھا اداعبھا .
ونكھة شھیة انها من صنع یدیھا بأنفاسھا فیھا روحھا الحالمة واصابعھا الناعمة وھدوءھا القاتل وسحر عیونھا وجمال محیاھا ورقة عذوبتھا البكر وكانھا قد اذابت من روحھا فى ذلك الفنجان المسكین.
ترى كم نظرة نالها ذلك الفنجان الشقي وكم من اھات سمع وكم وكم لا شك انھا ھمست له واسرت وباحت له من اسرار ضوئھا وحنان ملمسھا وعذوبة صوتھا وھى منھمكة في تقلیب البن في المیاه الساجیة بكل حنانھا.
ثم انقباض وانبساط دقات قلبه حین علا البن معلنا نھایة الملحمة وحنوھا علیه وھى تدیره من الوعاء الصغیر مثل یدیھا الى الفنجان وبراعتها وھى تبني وجه القھوة السمیك كم لم اره من قبل واه منھا ومن قهوتها، لقد ملكة فؤادي .