الدفاع عن الحضارة ترصد بالصور أخطاء ترميم الكرنك والمستمرة حتى الآن
كتب - د . عبد الرحيم ريحان
تصوير : مجدي الحريجي
رصد النحات العالمى مجدى الحريجى مسئول حملة الدفاع عن الحضارة بصعيد مصر أخطاء ترميم الكرنك أثناء عهد الأمين العام السابق، وذلك أثناء ترميم طلبة معهد الترميم بالأقصر للمعبد ولاحظ الحريجى أخطاء ترميم أبلغ الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار فى ذلك الوقت والذى توجه بنفسه وأوقف أعمال الترميم.
وأشار مجدى الحريجى إلى تأثير المياه تحت سطحية على المعبد والمستمر تأثيرها حتى الآن فى نشع فى عدة أماكن فى الأعمدة والجدران وأن شبكة صرف هذه المياه معطلة، كما تم وضع الكباش على مصاطب من الطوب الأحمر مما أدى إلى التآكل فى أجزاء منها، كما قاموا بعمل مصطبة من الخرسانة المسلحة الغير متوازنة وبشكل غير لائق حضاريًا مما أدى إلى ميول، وتم رصف مدخل الكرنك بحجر رملى مما أدى إلى تسرب المياه تحت سطحية وإفساد الأرضية.
كما قامت العملة بعرض صور المعبد بعد الترميم على خبير الترميم حمدى يوسف والذى أوضح أن المتعارف عليه في عمليات الإستكمال أو ملء الفواصل للمسطحات الأثرية أو أي منشآت آثرية طبقًا لمواثيق اليونسكو لترميم الاثار هو عدم تغيير ملامح المنشأة الأثرية أو العبث بها من خلال تغيير أو تحوير شكلها
مع مراعاة إبراز عمليات ترميم الأثر حتي يلاحظها الزائر عن قرب ولا تشوه العمل الإثري سواءً كان عمل فني او معماري.
ويتم ذلك من خلال طريقتين
الطريقة الإولي : هي من خلال التمييز باستخدام الدرجات اللونية.
الطريقة الثانية : من خلال اختلاف مناسيب المسطحين الإثري والجديد
علي أن يتم الاستكمال باستخدام نفس مادة البناء بعد تحليلها ، فإذا كان البناء حجر يتم الاستكمال بالحجر، ولكن هناك بعض الظروف التي لايسمح بها باستخدام الحجر بشكل مباشر حتي لايعد ذلك تزويرًا صريحًا للإثر بمرور الوقت، فيتم الاستعاضة عن الحجر باستخدام بودرة الحجر بخلط بودرة الحجر مع مادة رابطة قابلة للاسترجاع (مع مراعاة أن الأسمنت ممنوع والايبوكسيات ممنوعة في ترميم الاثار لانها مواد غير قابلة للاسترجاع )
وبالتالي يتم استخدام الجير السلطاني (الجير المائي ) مع بودرة الحجر ونسبة من الرمل مع مراعاة تطبيق اول طريقة للاستكمال وهي ( التمييز بالدرجات اللونية للحجر)، فلا يتم استخدام اكاسيد لونية للخليط المستخدم في عمليات ملىء الفواصل بنفس درجة الحجر حتى لايصبح ذلك تزويرًا في الأثر، ولكن يجب أن تكون الدرجة اللونية إما أعلى بمقدر درجتين لونيتين أو أقل بنفس المقدار.
حتي لانتهم بالتزوير اذا ماتم تنفيذ عمليات ملىء الفواصل بنفس الدرجة اللونية للحجر المراد ترميمه بحيث يلاحظه الزائر ويدرك ان هذا ترميم اذا ما اقترب من الاثر بمقدار يتراوح من متر الي مترين .. وهذا يعني تنفيذ عملية الإظهار بشكل احترافي غير ملحوظ عن بعد، و لا يتم ملىء الفواصل إلا بعد إجراء ثلاث عينات درجات لونية من المادة التي يتم استخدامها في ملىء الفواصل، حيث يقوم المسؤل عن الترميم باعتماد احدي الدرجات اللونية التي وقع الاختيار عليها من مدير الادارة المختصة بالترميم بالمنطقة.
علي ان يتم تنفيذ اعمال ملىء الفواصل والمسطحات الاثرية بشكل فني محترم وغير مشوه للمسطح الأثري او المشغولة الأثرية بحيث يكون واضح المعالم ولايطغي علي المسطح الأثري الأصلي.
الطريقة الثانية
ويشير خبير الترميم حمدى يوسف إلى الطريقة الثانية من خلال تحديد منسوب ملىء الفواصل بحيث لا يكون ملىء الفواصل بنفس منسوب المسطح الأثري.
ولكن لابد أن يكون منسوبه أقل من المسطح الأثري الأصلي بمقدار لا يقل عن 1 سنتيمتر / 2 سنتيمتر بحيث يمكن ملاحظته من الزائرين من مسافة غير بعيدة حتي لايصبح الاستكمال مشوهًا للهيئة العامة للأثر وليس منسجمًا من حيث توزيع الدرجات اللونية القديمة والمستكملة مع مراعاة عدم القيام بمثل هذه الأعمال للعمال أو الفنيين حديثي التخرج أو ممن لايمتلكون الخبرة والمهارة الفنية.
بل يجب ان يقوم بها جهاز فني محترم يحترم الأثر ويقوم بتنفيذ خطط الترميم وفقا لما ينص عليه القانون المصري بإجراء عمليات التوثيق للأثر واحترام المواثيق الدولية التي تشترط التنفيذ وفق خطة علمية تراعي تسلسل خطوات التنفيذ طبقًا للخطة الموضوعة وتحترم التسلسل الإداري ودور كل مسؤل في منظومة الترميم الاثري بحيث يتم وضع خطة عامة تحدد الخامات ثم إجراء عينات يتم توثيقها فوتوغرافيًا.
ويتم اعتماد أحد العينات قبل التنفيذ من المسؤل عن الترميم بالمنطقة وقيامه بمهام المتابعة والإشراف أول بأول .