حكايات نفسية - حكاية باهر
إعداد وتقديم : هند أحمد
أستشاري نفسي وأسري
فتاة جميلة تعيش مع اسرتها المحافظة حياة هادئة جدا و لكن للأسف لا اختلاط بينهم و بين اى احد ، حتى الجيران
او زملاء العمل اصدقاء والدها فقط .
لهذا بحثت الام داخل مواقع التواصل الاجتماعى على سبيل جديد للتعارف بغية العثور على زوج لوحيدتها التى قاربت الثلاثين دون أن يأتى احد لخطبتها.
و بالفعل نجحت فى بحثها و تم التعارف على شاب مطابق للمواصفات التى وضعتها الام على التطبيق الخاص بالتعارف للزواج و تحدد اليوم المرتقب و جاء العريس كان شابا فى أواخر العقد الثالث من عمره موظف بأحد البنوك الكبيرة ،وسيم ،أنيق.
طارت الام فرحا كذلك الفتاة و لقلة خبرة الاب فى معرفة الناس وجد ان الإسراع فى إتمام مراسم الزواج هو الأفضل
لانه لايحب الاختلاط و بالفعل تم تجهيز منزل الزوجية فى خلال شهر واحد فقط
و زفت الفتاة الجميلة لعريسها و بدأت ترى من زوجها وجه غير الذى بهرها به هى
و أهلها.
فلاحظت منذ البداية انه حريص ان يعزلها عن أهلها التي لا تملك غيرهم فى الدنيا بحجة انه يحبها و لا يريدها ان تعتمد على احد سواه. ثم بدأ بتحكمه فيها و التلاعب بمشاعرها و تطور الأمر إلى أن بدأ يسيئ معاملتها فى نوباته الغضبية المتكررة التى يتلفظ فيها بألفاظ لم تسمعها منه
من قبل .
فبدأت تنهار من فعلته فيقوم بتحميلها مسؤولية ما حدث و يحسسها بالذنب
و انها لا تفهمه و لا تقدر ما يمر به .
ليس هذا فحسب بل انه اخذ فى الكذب
و اختلاق الأعذار لما يفعله و يلقي باللوم عليها فيما آلت اليه الاحوال .
هنا ساءت حالة الفتاة جدا و انهارت من جراء انانيته المفرطة و طلبت الطلاق لكنه رفض و بشدة ، كذلك أهلها.
فدخلت في حالة اكتئاب شديدة فحاول والداها التدخل و طلبوا منه عرضها على اخصائى نفسي و بالفعل وجد الاخصائى حالتها النفسية ماهى الا رد فعل لسلوكه النرجسي المضطرب فوصف لها مضاد للاكتئاب و نصحها بالتحلي بالصبر لان العادات طويلة المدى تحتاج لوقت لتغيرها و طلب منها ان تؤسس لنفسها حضورا بارزا فى العلاقة الزوجية و تتولى جزءا من القيادة و ان تحرص على حس الدعابة
و استعادة ثقتها بنفسها و نصحها بتأسيس شبكة دعم من الأصدقاء حيث انها تفتقر لهذه العلاقة منذ الصغر.
ثم طلب منها الاخصائي بعد ذلك أن تحدد بنفسها مصير هذه العلاقة.