اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

الدفاع عن الحضارة تطالب بترميم معبد سرابيط الخادم

الدفاع عن الحضارة تطالب بترميم معبد سرابيط الخادم 


الدفاع عن الحضارة تطالب بترميم معبد سرابيط الخادم



  الدفاع عن الحضارة

كتب - د. عبد الرحيم ريحان


ترصد حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان وضع معبد سرابيط الخادم حاليًا وهو المعبد المصرى القديم الوحيد بسيناء.


المعبد غير مسجل

يشير الدكتور عبد الرحيم ريحان إلى أن المعبد غير مسجل أثر وهضبة سرابيط الخادم ومساحتها 4000 فدان مسجلة منافع عامة آثار، والأثر المسجل هو أثر صدر به قرار من الوزير المختص بالآثار وله رقم تسجيل، وهناك أراض أثرية بقرار ضم، وهي الأراضي التي تحتوى على آثار ثابتة ويضمها المجلس الأعلى للآثار لملكيته ولو اقتضى الأمر نزع ملكيتها من صاحبها ولا يجوز التعامل عليها مطلقًا والضم يجب أن يثبت وجود آثار في هذه الأرض.



وهناك أراضي إخضاع يصدر بشأنها قرار من رئيس المجلس الأعلى للآثار وتعتبر في ملكية صاحبها لحين صدور قرار بنزع ملكيتها لصالح المجلس الأعلى للآثار أو تسليمها لصاحبها بعد إخلائها من الآثار ولا يستطيع مالك الأرض أن يقوم بأي أعمال بها إلا بعد موافقة المجلس الأعلى للآثار.



أمّا حرم الأثر فهي الأماكن أو الأراضي الملاصقة للأثر والتي تحددها اللجنة الدائمة المختصة بما يحقق حماية الأثر وخط التجميل المعتمد للأثر هي المساحة التي تحيط بالأثر وتمتد لمسافة يحددها المجلس بما يضمن عدم تشويه الناحية الجمالية للأثر وتعامل هذه الأراضي معاملة الأراضي الأثرية.



المعبد ضمن منافع عامة

وينوه الدكتور ريحان إلى أن معبد سرابيط الخادم يدخل ضمن أراضي المنافع العامة للآثار وهى أراض مملوكة للدولة وتثبت أثريتها لوجود شواهد أثرية بها، مشيرًا إلى الأماكن أو الأراضي المتاخمة للأثر وهى الأماكن أو الأراضي التي تقع خارج نطاق المواقع أو الأماكن أو الأراضي الأثرية والتي تمتد حتى المسافة التي يحددها المجلس ويصدر بها قرار من المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية بما يحقق حماية بيئة الأثر.



سرقات بالمعبد

وأضاف الدكتور ريحان بأن عدم تسجيل المعبد ترتب عليه عدم حصر وتسجيل وتوثيق كل لوحات وتماثيل المعبد وتضمينها برقم تسجيل لسهولة عودتها فى حالة السرقة وبالفعل كانت هناك ‏محاولة‏ ‏سرقة‏ ‏فاشلة‏ ‏لأحد‏ ‏تماثيل المعبد فى 27 سبتمبر 2010 حين ‏اكتشف‏ الحراس والآثاريين بالمنطقة نهاية عام2011 ‏اختفاء‏ ‏الجزء‏ ‏الأسفل‏ ‏من‏ ‏تمثال‏ ‏حتحور‏ الذى يصل وزنه إلى 200 كيلو جرام وارتفاعه 120 سم، وعرضه 60 سم، وهو مصنوع من الحجر الرملى وتعد حتحور الإلهة الحامية لمناجم الفيروز وتم تحرير محضر رقم 274 جنح أبو رديس و‏تم‏ ‏العثور‏ ‏عليه‏ ‏بعد إسبوع فى إحدى المناطق الجبلية ونقل‏ ‏إلي‏ ‏مخازن‏ ‏القنطرة‏ مع بقية التماثيل.



أعمال بعثات أثرية

وأشار الدكتور ريحان إلى أعمال البعثات الأجنبية بالمعبد حيث بدأت أول عملية مسح وتصوير للمنطقة عام ١٨٦٨ بواسطة بعثة إنجليزية وفي عام ١٩٠٤ نشر عالم المصريات الفرنسي "ريموند وايل" العديد من لوحات المعبد، وفي نفس العام أرسل "صندوق استكشاف مصر" بعثة بإشراف "فلندرز بيتري" وتم نشر أعمالها في عام.



وفي عام ١٩٢٨ أرسلت جامعة هارفارد بعثة أخري لدراسة الموقع، وخلال الفترة بين عامي ١٩٤٧ و1948 قام عالم الأثار الأمريكي "وليام فوكسويل أولبرايت" بحفر خمسة محاجر ومنجم أثناء المسح الأثري لسيناء، وفي عام ١٩٥٢ قام كل من عالمي المصريات البريطانيين "سير ألان جاردنر"

و"توماس إريك بيت" بنشر النقوش الموجودة في منطقة سرابيط الخادم والمناجم المحيطة بها وإعطائها أرقام تسلسلية أصبحت منذ ذلك الوقت المرجع الأساسي للباحثين قبل أن يترجمها عالم المصريات التشيكوسلوفاكي "ياروسلاف تشرني" في عام 1955



وخلال سنوات الاحتلال الإسرائيلي لسيناء من ١٩٦٧ حتي ١٩٨٢ قاموا بعمل حفائر في منطقة سرابيط الخادم وحتي اليوم لم يتم نشر ما قاموا به من حفائر، وبعد استعادة سيناء قام العالم المصري


الدفاع عن الحضارة


 الدكتور "علاء شاهين" باعداد رسالة ماجستير تناول فيها جانب من تاريخ معبد سرابيط الخادم خلال الدولة الوسطي وأخيرًا خلال عامي ١٩٩٢ و1993 قامت بعثة من جامعة ليل الفرنسية بعمل مسح للمنطقة وترميم بعض المواقع تحت اشراف عالمي المصريات الفرنسيين "دومينيك فالبيل" و"تشارلز بونيه".



مشروع الترميم

قام المجلس الأعلى للآثار منذ عام 2009 بمشروع ترميم بالمنطقة ‏شملت ترميم‏ ‏لوحات‏ ‏المعبد‏ ‏‏وإعادة‏ ‏تركيبها‏ ‏في‏ ‏نفس‏ ‏أماكنها‏ ‏مع‏ ‏تدعيم‏ ‏أسوار‏ ‏المعبد‏ وترميمها كما شمل الترميم تنظيم مسارات الصعود والنزول من وإلي المنطقة الجبلية الموجود بها المعبد وإنشاء مقر دائم لمنطقة آثار سرابيط الخادم ومركز للزوار.



ويوضح الدكتور غريب سنبل رئيس الإدارة المركزية للصيانة والترميم الأسبق

 أن مشروع الترميم الكبير بالمعبد بدأ تقريبا عام ٢٠٠٥ بتكلفة وقتها حوالى ١١ مليون جنيه تم فيه تمهيد الطريق الموصل إلى المعبد بنحت أحجار جبل سرابيط الخادم بعمل سلالم واستراحات بطول الطريق الرئيسى المؤدى إلى المعبد ومغارات الفيروز وعمل استراحات بأماكن متفرقة كما تم رصف الطريق الوعر من قرية سرابيط الخادم وحتى الاستراحة التي تم بنائها من ميزانية المشروع

وبلغ طول الطريق المرصوف حوالى ٦كم وتم ذلك أيام تولى اللواء عماد مقلد قطاع التمويل وفى عهد الدكتور زاهى حواس أمينًا عام للمجلس الأعلى للآثار.



وأردف الدكتور غريب سنبل أن المشروع ساهم فى تيسير الوصول إلى المعبد الذى يرتفع عن مستوى سطح البحر بحوالى ٣٩٠٠ قدم.



وقبل ذلك منذ عام ١٩٨٦ تم ترميم كافة استلات المعبد ودرء المخاطر عن أحجار المعبد وقدس القداس وصالة الأعمدة وحفظ النقوش بإعاده بناء سور المعبد المندثر والتى كشفت عن أساساته البعثة الفرنسية برئاسة دومنيك فالبيل وعضوية المهندس السويسىرى شارل بونيه وتم الارتقاء بسور المعبد  بنفس  تقنية البناء القديم وخامات من البيئة ليكون مصدًا للرياح المؤثره على نقوش المعبد إلى جانب إحياء عنصر أثرى متهدم طبقًا للواقع الأثرى الذى أعيد كشفه عن طريق البعثة الفرنسية وطبقا لتخطيط فلندرز بترى المنشور والمتصدر مدخل المعبد على لوحة معدنية وأشار إلى أنه تحدّث مع الدكتور محمد عبد المقصود الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار بعمل مشروع ضخم لتوثيق أحجار أطلال المعبد وإعداد مشروع لإعاده بنائه وحال دون ذلك ضخامة المبالغ المطلوبة والمعبد فى حاجة لصيانة دورية بتقوية أحجاره بمادة الايثيل سليكات ٤٠ على أن تطبق فى شهرى يناير وفبراير وبالأسس العلمية السليمة.



ويطالب الدكتور غريب سنبل بدعم فريق الترميم من المصريين وهم على درجة عالية من الخبرة والحرفية وتوفير الخامات والتخفيف من أثر بيروقراطية البعض من مديري الآثار.



مطالب الحملة

ويطالب الدكتور عبد الرحيم ريحان رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية بتسجيل المعبد كأثر بقرار وزارى مع توثيق وتسجيل كل لوحات وتماثيل المعبد ووضع خطة للترميم وإعادة اللوحات والقطع المتناثرة بالمعبد إلى أماكنها الحقيقية وتطوير المنطقة حول المعبد وتمهيد الطريق إليه وتأمينه وتذويده بالخدمات بالتعاون مع محافظة جنوب سيناء وإنشاء خدمات سياحية بالمنطقة تضم بوتيكات لبيع المنتجات السيناوية والتراثية المرتبطة بتاريخ المعبد ومطاعم وكافتيريات وعمل شبكة تلفريك تيسر الصعود للمعبد وكذلك مشروع للصوت والضوء باعتباره أقدم نموذج للمعابد المصرية المنحوتة جزئيًّا فى الصخر وإتاحة الفرصة للكتاب والصحفيين والإعلاميين لزيارة المعبد والترويج له وعمل خطة دعاية كبرى لأهمية المعبد وقيمته الأثرية وإعداد ملف لتسجيل المعبد تراث عالمى باليونسكو خاصة أنه موضوع على القائمة المؤقتة منذ عام 1994ووضع المعبد والمنطقة على خارطة السياحة المحلية والدولية.



ويوضح الدكتور غريب سنبل أن فتح المعبد للزيارة سيؤدى إلى تنمية موارد الوزارة لتعويض ماتم صرفه وتخصيص جزء من الإيراد للصرف على الصيانة الدورية الوقائية.



ويقترح تشكيل فرق عمل من الآثاريين باختلاف تخصصاتهم ومصورين ومهندسين لتوثيق كافة أحجار المعبد وتصنيفها لإعاده بناءها.



أرض الفيروز

وعن أهمية معبد سرابيط الخادم يشير الدكتور ريحان إلى أن اسم أرض الفيروز جاء من واقع أثرى جسّدته عمارة معبد سرابيط الخادم حيث سجلت أخبار حملات تعدين الفيروزعلى صخوره المنفصلة الذى يطلق عليها أهل سيناء سربوط، يبعد 268كم عن القاهرة وأن سبب التسمية بسرابيط الخادم هو أن السربوط مفرد سرابيط وتعنى عند أهل سيناء الصخرة الكبيرة القائمة بذاتها.


الدفاع عن الحضارة



وكانت كل حملة تتجه إلى سيناء لتعدين الفيروز منذ الأسرة الثالثة وحتى الأسرة العشرون تنقش أخبارها على هذه الصخرة الكبيرة القائمة بذاتها الموجودة بالمعبد أما كلمة الخادم فلأن هناك أعمدة بالمعبد تشبه الخدم السود البشرة.



وأوضح أن منطقة سرابيط الخادم لا تمثل منجم الفيروز لمصر القديمة فقط بل تضم أقدم كتابة فى العالم وهى ما يعرف بالأبجدية السينائية المبكرة Proto- Sinatic Alphabet الأبجدية الأم فى سيناء التى تعود لما بين القرنين 20- 18 قبل الميلاد ثم انتقلت إلى فلسطين فيما عرف بالأبجدية الكنعانية مابين القرنين 17 – 15 قبل الميلاد حتى انتقلت هذه الكتابة للأرض الفينيقية.



وقد قام التيلفزيون الإنجليزى فى فبراير 2019 بتصوير فيلم بمعبد سرابيط الخادم بعنوان " بداية الكتابة" لمخرج إنجليزى عرض بالتيلفزيون الفرنسى والإنجليزى بمشاركة المؤرخ والآثارى الشهير بيير تاليه الأستاذ بجامعة السربون بحضور الدكتور مصطفى نور الدين مدير مركز تدريب سيناء والبحر الأحمر ووجود الدكتور عبد الرحيم ريحان فى ذلك الوقت محاضرًا بأحد الدورات التدريبية بالمركز.

google-playkhamsatmostaqltradent