بدر الدين الجمالي والمقريزي مدفون بجبانة باب النصر
حصري لجريدة دايلي برس مصر
كتب - د . عبد الرحيم ريحان
فى إطار حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة
الدكتور عبد الرحيم ريحان
لرصد الأهمية التاريخية والآثرية لجبانة باب النصر من خلال آراء المؤرخين وأساتذة التاريخ والآثار والمتخصصين والمهتمين حصلت الجملة على تصريحات هامة من قامة من قامات التاريخ فى مصر والشرق الأوسط والعالم الدكتور أيمن فؤاد سيد أستاذ التاريخ بجامعة الأزهر ورئيس مجلس إدارة الجمعية التاريخية السابق والمؤرخ الشهير وعضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة تؤكد أن بدر الدين الجمالى الذى بنى أسوار القاهرة الفاطمية مدفون بمقابر باب النصر وكذلك شيخ المؤرخين المقريزي
بدر الدين الجمالي.
صرح الدكتور أيمن فؤاد سيد
لجريدة دايلى برس مصر
أن مقابر أهل القاهرة كانت في النصف الأول من تاريخ الدولة الفاطمية تقع خارج باب زيلة فى الموضع الذى يشغله الآن جامع الصالح طلائع وشارع الدرب الأحمر وامتداده حتى ميدان الرميلة، واستخدمت هذه المقابر بكثرة أيام الشدة المستنصرية منتص القرن 5هـ، 11م ثم أنشأ بدر الجمالى بعد سنة 480هـ 1087م أثناء إعادة تحصين المدينة (بحرى) مصلى العيد خارج باب النصر فيها قبره هو وولده الأفضل بن أمير الجيوش وأبو على بن الأفضل وغيره.
يقول المقريزي:
" وهى باقية إلى يومنا هذا ثم تتابع الناس فى إنشاء الترب هناك حتى كثرت ولم تزل هذه (الشقة) مواضع للترب ومقابر أهل الحسينية والقاهرة إلى بعد السبعمائة وإلى وقتنا هذا (يقصد وقت المقريزى"
وتعرف بقرافة باب النصر.
وتوجد الآن فى المقابر الممتدة شمالى باب النصر فى سفح تل الشيخ شعبان فى مقبرة الدير ضريح معروف باسم
(قبة يونس السعدى) وتحتفظ قبته القديمة بعناصر معمارية وزخرفية تضعها دون التباس بين منشئات العصر الفاطمي.
وتوصل يوسف راغب اعتمادًا على خريطة وصف مصر إلى أن قبة يونس السعدى تظهر فيها باسم زاوية السيد بدر، وبالتالى فإن هذه الوثيقة لا تقبل الدحض تؤكد لنا أن ضريح يونس السعدى هو ضريح بدر الجمالى وأنه تبدل اسمه بعد نهاية القرن 12هـ ، 18م أغلب الظن فى أعقاب تعدى على المكان ، عن الدكتور أيمن فؤاد سيد القاهرة خططها وتطورها العمرانى، الهيئة المصرية العامة للكتاب 2018م
مقبرة المقريزى
وأضاف الدكتور أيمن فؤاد سيد أن عالم الآثار حسن عبد الوهاب 1898- 1967 م تمكن من تحديد موقع دار المقريزى بحارة برجوان، ففى شهر مايو 1957 كتبت وزارة الأوقاف إلى مصلحة الآثار تطلب إبداء الرأى فى استبدال قطعة الأرض رقم 12 بعطفة السلحدار وقف تقى الدين المقريزي الخيري.
وبالرجوع إلى مستندات قسم الاستبدال بوزارة الأوقاف تأكد حسن عبد الوهاب أن هذه القطعة جزء من أرض دار المقريزى وبعد هدم قصر سليمان أغا السلحدار وإنشاء مدرسة ودور حديثة على مساحته أصبح موضع دار المقريزى فى ساحة المدرسة المنشأة وعلى رأس الحارة.
أمّا قبر المقريزى فكان يقع فى حوش الصوفية البيبرسية خارج باب النصر، وهو الحوش الذى كان يدفن فيه صوفية خانقاه سعيد السعداء وخانقاه بيبرس الجاشنكير وكذلك دفن فى هذا الحوش عدد كبير من مشايخ وعلماء المسلمين، ومنهم عالم الاجتماع المشهور وشيخ المقريزى عبد الرحمن بن خلدون المتوفى 808 هـ 1406م، وقد تمت إزالة هذا الحوش فى منتصف عام 2001 لفتح طريق أمام سور القاهرة الشمالى لتوسعة شارع جلال وليربط بين شارع المنصورية شرقًا وشارع الجيش غربًا رغم نداءات المتخصصين المتكررة للحفاظ على الصيغة التاريخية للمكان ووضع علامات وشواهد تدل على أسماء كبار العلماء الذين دفنوا فى هذا الحوش وذلك طبقًا لما جاء فى كتاب الدكتور أيمن فؤاد سيد
" المقريزى وكتابه المواعظ والاعتبار فى ذكر الخطط والآثار"
الصادر عن مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامى القاهرة 2013م.