أبناءنا من ذوي الهمم
أبناءنا من ذوي الهمم
بقلم : د. مي العجمي
استشاري تعديل السلوك للأطفال والمراهقين
لعل مصطلح ( الذاتوية) أكثر دقة من مصطلح ( التوحد) كمقابل عربي للمصطلح الانجليزي (Autism ) سواء من حيث أن كلمة الذاتوية تشير إلى الميل إلي العزلة بشكلها المرضي .
فهو اضطراب في التواصل مع العالم الخارجي ويبدأ فى وقت مبكرمن العمر حيث يتضح وجوده قبل السنة الثالثة من العمر فالطفل ينعزل ضمن عالمه الخاص المستقل، إنه لا يرغب فى ان يرسل ولا أن يستقبل ويبدو أنه لامباليًا تجاه محيطه الخارجي وغير قادر على تكوين روابط عاطفية مع الاخرين.
وفى مجال اللغة للطفل الذاتوي عالمه الخاص فان له لغته الخاصة فإنه مهتم بالتواصل مع ذاته لا مع الأخرين وبالتالى فإنه لا يسمي الأشياء تسمياتها المعروفة ، وإنما يبتدع بعض الكلمات للتعبير بها عن بعض الاشياء ولأن قاموسه من المفردات محدود جدا فانه يظل يستخدم بعض الكلمات أو المقاطع بمناسبة و دون مناسبة وحيث ان الطفل لا يحتمل التركيز لفترات طويلة فإنه يستعين بالإشارات والإيماءات النمطية ( حركات يكررها بإستمرار وبرتابة ) كبديل عن بذل الجهد فى تكوين جمل طويلة أو فى ترتيب كلمات معينة
ومن المظاهر اللغوية الخاصة بالطفل الذاتوي أنه قد يتحدث عن نفسه بصيغ الغائب فلا يقول : أنني أريد أن أشرب أو أنا أريد أن أشرب بل يقول : على يريد أن يشرب ، يرافق ذلك صعوبة فى استخدام الضمائر ويلجأ إلي تكرار أخر كلمة فقط من الجملة التى يسمعها و ترديد الكلمات دون فهم معناها قصور و يظهر لديه عدم القدرة على فهم ما يقوله الأخرون و قد يكتسب بعض الكلمات بيد أنهم سرعان ما ينسوها.
إن بعض الأطفال الذاتويين يبدي رغبة قوية فى الإلتصاق ببعض الأشياء التافهة مثل لعبة مكسورة أو بطارية قديمة أو قطعة قماش دون فائدة.
إن معظم الأطفال الذاتويين يعانون من تدني فى مستوي الأداء العقلى بوجه عام وذلك استنادا الى اختبارات الذكاء المقننة التى طبقت عليهم ، كما أن لديه مقاومة للتغيير ، الهلوسة اثناء النوم ، الإصرار على الروتين ، الصعوبة فى فهم الانفعالات ،
ويظهر العلاج فى اكتساب الطفل بعض المهارات التى يكتسبها عند طريق التقليد والانتباه
المهارات الحركية ، مهارات الإعتماد على الذات ، المهارات الإجتماعية و المهارات اللغوية.