عاجل إلى الأمين العام: بالصور كوارث في ترميم الكرنك واستخدام الأسمنت
كتب - د. عبد الرحيم ريحان
أرسل إلينا النحات العالمى مجدى الحريجى مسئول قطاع الصعيد بحملة الدفاع عن الحضارة المصرية صورًا حية من الكرنك قبل لحظات تؤكد وجود كوارث فى ترميم الكرنك المسجل تراث عالمى باليونسكو
وقامت الحملة بعرض الصور على خبراء الترميم الدوليين.
وأشار خبير الترميم الدولى خبرة فى العمل فى الآثار المصرية لأكثر من 30 عام الأستاذ فاروق شرف إلى أن إدارة ترميم الأقصر أو مصر العليا أصحاب خبر ضعيفة جدًا ويعملون بدون إرشادات أو معلومات على أن الآثار المصرية القديمة ممنوع فيها الاستكمال أو الاستبدال لأسباب كثيرة منها تباعد الفترات.
وأوضح فاروق شرف بأنه قبل ترميم أي جزئية لا بد من تحليل المونة ومكوناتها وطبعًا ممنوع الأسمنت الأسود أو الأبيض وأن الصور توضح أن الألوان مشعرة بأسمنت أسود بالإضافة للرمل أو بودرة الحجر والقليل من الجير، ويطالب بأخذ عينة وتحليلها لمعرفة نسب المكونات.
وأن ترميم الأعمدة غير مناسب لعدم تجانس اللون، والأرضية ليست متماشية مع الدوران بالإضافة إلى ضرورة نزول مستوى الأرضية بمقدار ٣ مم على الأقل وأن ترميم الأعتاب ليس كما يجب لأن الانفصال يحتاج تقوية داخلية من أسياخ الحديد الغير قابل للصدأ.
بينما أشار خبير الترميم الدولى الأستاذ حمدى يوسف إلى أن استكمال الفراغات في المسطحات الأثرية يجب أن تتم علي أيدي متخصصين وليس عماله عادية، كما أن منسوب الاستكمال يجب أن يكون أقل من منسوب المسطح الأصلي بمقدار من
1 / 2 سنتيمتر مع مراعاة نظافة الحواف وعدم طغيان المادة المستخدمة علي المسطح المنقوش حتي لايظهر تلطيش
أو عدم إنهاء العمل بشكل محترم
مع مراعاة ان تكون الدرجة اللونية قريبة من المسطح الأثري ويمكن تمييزها عن المسطح الأثري من مسافة 1 / 2 متر وإلا يكون الفارق اللوني بهذا الشكل.
نفس الكلام ينطبق علي الاستكمال هنا أيضا الدرجات اللونية المستخدمة في عمليات الاستكمال تسير بشكل اجتهادي وليس وفق تنفيذ عيارية ثابتة للمواد المستخدمة في تنفيذ الاستكمال ،لأنه يراعي أن يكون لدينا نسب ثابتة عند كل مرة يتم فيها تنفيذ خلطة مونة الاستكمال لان الدرجة اللونية اثناء التخمير تكون ذات لون غامق وبعد الجفاف تتغير إلي درجات فاتحة وبالتالي يتم تنفيذ عينات من مادة الاستكمال و تدوين النسب العيارية لهذه الخلطات وبعد الجفاف نختار انسبهم في اللون ثم يتم التنفيذ من واقع النسب العيارية المسجله للمواد الداخله في تنفيذ مونة الاستكمال.
ويتابع حمدى يوسف بأنه لابد من الرجوع إلي الصور الوثائقية لمعرفة هل هذا الكسر حديث أم قديم ، وهل هناك أحمال زائدة تم اضافتها فوق هذا العتب الحجري أو هل تحرك العمال علي هذه الاعتاب لان ملامح الكسر لاتبدو جديدة.
وأن هناك ضرورة للتأكد من عدم وجود أملاح أو تآكل بسبب الرطوبة النسبية
مع مراعاه ملاحظة توازن العتب أعلى تاج العمود وهل وزن القطعة التي يوجد بها كسر يقابلها حمل كافي لعدم ميل الكتلة عند منطقة الكسر.
من الجدير بالذكر أن مدينة طيبة وجبانتها سجلت تراث عالمى باليونسكو عام 1979 لثلاثة معايير الأول والثالث والسادس حيث تمثل طيبة نموذجًا للروائع فى تكوينها الفريد كمدينة للحكم بمبانيها على البر الشرقى والغربى، وتقف شاهدًا فريدًا على معتقدات خاصة بالحياة والموت فى عهد المصريين القدماء وفى فترة وجود طيبة كعاصمة واستثنائيًا على حضارة المصريين القدماء ككل، كما اقترن اسمها بعديد من الأحداث والمعتقدات المرتبطة بتاريخ المصريين القدماء .
وتعتبر طيبة عاصمة مصر فى الدولة الحديثة من 1570 إلى 1070 قبل الميلاد ومن أهم آثارها معبد الكرنك ومعبد الأقصر الذى بناه أمنحتب الثالث 1386- 1348 قبل الميلاد وربط الكرنك بطريق المواكب "الكباش" ووادى الملوك بالبر الغربى.