اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

دور الوقود الحيوي نحو بناء مستقبلٍ أفضل أكثر استدامةً

دور الوقود الحيوي نحو بناء مستقبلٍ أفضل أكثر استدامةً                                   

دور الوقود الحيوي نحو بناء مستقبلٍ أفضل أكثر استدامةً

                     

بقلم : د . عبير فاروق عبد العزيز

دكتورة في العلوم السياسية


في ظل الأزمة العالمية المتعلقة بالتغيرات المناخية واستنزاف موارد الطاقة التقليدية، أصبح استخدام الوقود الحيوي واحدًا من الحلول المبتكرة التي تُقدمها التكنولوجيا الحديثة.


 الوقود الحيوي هو موضوعٌ مثيرٌ للجدل يثير اهتمام الخبراء والباحثين، والمهتمين بالبيئة والطاقة والاقتصاد على حد سواء

 حيث إنه يمثل حلًّا مستدامًا وبديلًا عن الوقود التقليدي المعتمد على النفط. 



يعكس مفهوم الوقود الحيوي تطورًا مهمًّا في مجال تكنولوجيا الطاقة، وهو مصطلح يشير إلى الوقود الذي يتم اشتقاقه من مصادر عضوية مثل المزروعات والنفايات الزراعية. يتم استخدام المزروعات مثل: الذرة، والسكر، والقمح، والزيتون، والسكر الخام، والخضروات، وغيرها لإنتاج الوقود الحيوي.



والآن، ما هي التوجهات العالمية تجاه مشكلة الطاقة؟

 وماذا تفعل الدول العربية؟ 

وماذا تفعل مصر؟ 

هل نقتطع في مصر مساحات من أراضينا الزراعية؟

 ونجتزئ جزءًا من نصيبنا من مياه نهر النيل العذبة لزراعة نباتاتٍ يمكن -بالطرق التكنولوجية- الحصول منها على وقودٍ؟ دعنا نفكر سويًّا أيها القارئ. 

هذا الوقود يُعرف باسم "الوقود الحيوي" وتوفيره بالبيئة سيكون –حتمًا- على حساب نقص بعض المحاصيل الزراعية التي نعتمد عليها كغذاء، كما أن واقع الحال يقول بأننا نعاني أصلًا من نقص المياه العذبة ومحدودية الأرض الزراعية، فضلًا عن أن الانبعاثات الغازية تؤدي إلى تغيراتٍ في المناخ، تؤثر بالسلب على البيئة وعلى أرضنا الزراعية. إذًا، فهل علينا أن نلجأ إلى تكنولوجيات جديدة -ليس لنا الدراية الكافية بها بعد- مثل طاقة الشمس عن طريق الألواح الشمسية الغير متوافرة، أم الطاقة الذرية، وطاقة الرياح، وطاقة حركة الماء؟ 



وفي جميع الأحوال، علينا أن نبتكر وسائل لتوفير ما نستهلكه من الطاقة.

إننا في مفترق طرق ففي أي طريقٍ نسير؟

يُعتَبر الوقود الحيوي من مصادر الطاقة المتجددة، وفي حين أن إنتاج الوقود الحيوي يؤدي إلى تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، فإن هناك نقاشاتٍ حول ما إذا كان تصنيعه يستهلك موارد كبيرةً، وما إذا كان يؤثر على توازن الغذاء في العالم. 


ويمكن أن يكون لإنتاج الوقود الحيوي تأثيرٌ كبيرٌ على الأراضي والموارد المائية لذا يجب أن يتم إدارته بعنايةٍ، وإجراء تقييماتٍ شاملةٍ لتقييم الآثار البيئية والاجتماعية لهذه التقنية. 


يوجد العديد من أنواع الوقود مثل: 

الإيثانول: وهو يُنتَج من مزروعاتٍ مثل الذرة، ويستخدم على نطاقٍ واسعٍ كوقودٍ للسيارات في العديد من البلدان، حيث يمكن مزج الإيثانول بالوقود البنزيني لتحسين كفاءة الاحتراق.



البيوديزل: يُنتَج من مواد دهنية مثل زيت الطعام المستعمل وزيت فول الصويا ويمكن استخدامه كبديلٍ للديزل التقليدي في المركبات.


الغاز الحيوي: يُنتَج من تحلل النفايات العضوية مثل النفايات الزراعية والمخلفات الغذائية، ويُمكِن استخدامه كوقودٍ لتوليد الكهرباء أو كوقودٍ للمركبات.



في الختام، يُظهر الوقود الحيوي نفسه كخيارٍ واعدٍ للطاقة المستدامة في مواجهة المشكلات البيئية والاقتصادية التي تواجهنا؛ لذلك يجب مواصلة البحث والتطوير في هذا المجال للتوصل إلى عمليات إنتاجٍ أكثر كفاءةً واقتصاديةً وصديقةٍ للبيئة. 



على الرغم من التحديات والجدل المحيط بموضوع الوقود الحيوي، إلا أنه يمثل خطوةً نحو تحقيق الاستدامة في قطاع الطاقة، وتحقيق التوازن بين الاحتياجات البيئية والاقتصادية. فمن أجل ذلك، يجب علينا النظر بجديةٍ إلى استخدام الوقود الحيوي كجزءٍ من استراتيجيتنا، لتوفير الاكتفاء الذاتي من الطاقة عن طريق خلق مصدرٍ آخر للطاقة المتجددة، في طريقنا إلى حل مشكلة الطاقة.

google-playkhamsatmostaqltradent