اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

"أصل كلمة مصر" دراسة جديدة للدكتور محروس الصناديدي

 "أصل كلمة مصر" دراسة جديدة للدكتور محروس الصناديدي




كتب د. عبد الرحيم ريحان

توصل الباحث في الآثار المصرية والمتاحف الدكتور محروس الصناديدي كبير الآثاريين بالمتحف القومي للحضارة المصرية إلي أصل كلمة مصر التي ذكرت في القرآن الكريم في خمس آيات صريحة اللفظ ومؤكدة لمكان وأرض وطبيعة مصر جغرافيا وسياسيا و ودينيا واقتصاديا.

وقد جاءت كلمة مصر من أصل مصرى قديم وإن كلمة "مصر" التي تعني القطر أو البلد وجمعها أمصار في اللغة العربية ليست هي الكلمة التي يقصد بها "مصر " في هذه الآيات لا لفظا ولا مكانًا وهذه الآيات هي:

وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ

عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٢١ يوسف﴾

فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ﴿٩٩ يوسف﴾

وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ

مِصْرَ وَهَـٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴿٥١ الزخرف )

اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ ... ﴿٦١ البقرة﴾

وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤنين نِينَ ﴿٨٧ يونس﴾.

ثانياً كلمة "مصر" بمرادفاتها " مصرم ،مصور ، مصري ، مشر ، مشرى ، مزري ، مدرايا او مضرايا" ذكرت في المخاطبات الرسمية بين ملوك مصر وملوك وأمراء الكنعانيين والأشوريين والبابليين والفرس من ألاف السنين، كما ذكرت في التوراة بلفظ مصرايم لتعبر عن مصر بقطريها أي جنوبها وشمالها وشعبها وعاصمتها؛ وهو ما يعني ان إسم مصر كان اسما معروفًا رسميًا لمصر وأهل مصر قبل آلاف السنين من دخول الإسلام مصر وقبل ان تصبح اللغة العربية لغتها، وهو ما يشير إلى أن إسم مصر هو من أطلقه المصريون علي بلدهم وليس غيرهم بدليل شيوع الاسم في المخاطبات الرسمية.



إذا أيقن الباحث أن أصل هذه الكلمة لابد أنه يكون مأخوذ من كلمات اللغة المصرية القديمة، و بدأ من هذه النقطة بحثه عن الكلمة أو الكلمات التي اشتقت منها كلمة مصر راجعًا إلي الأراء المختلفة لأصل هذه الكلمة ومنهم من رأي أن كلمة مصر جاءت من كلمة "مجر" الذي قد يحدث إحلال وابدال لحرف الجيم مع الصاد وتصبح " مصر" وهو استنادًا للمعني الذي حملته الكلمة وهو الحد أو الحاجز أو السور.

لكن الباحث كان عنده رأي أخر عندما رجع إلي اللغة المصرية القديمة وأخر مراحلها وهى القبطية، وجد إسم أحد شهور السنة المصرية القديمة ينطق مسرى أو مسرا والذي أصله كلمة مس رع التي تعني مولد رع أو ابن رع أو مسو رع أي أبناء رع ، وهذه الكلمات يمكن أن نستشفها من أسطورة الخلق لمذهب" رع" معبود الشمس في أونو أو عين شمس وأبنائه وأسطورة الولادة المقدسة لأبناء رع" الشمس " ومحاولة أوائل ملوك الأسرة الخامسة نسب نفسهم علي أنهم مسو رع أي أبناء رع طبقا لما ورد في بردية وستكار.

ويمكن أن نجد هذا اللفظ في محاولة رمسيس تصوير اسمه "رع مس سو " والذي يعني رع الذي أنجبه ويمكن أن تلفظ مس رع وهو يريد أن يقول أنا ابن رع ووريث مملكة رع في التمثال الشهير له فى المتحف المصري الذي عثر عليه في تانيس بالقرب من عاصمته، واذا تأملنا ايضا في الآية الكريمة "نَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَـٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴿٥١ الزخرف﴾ فمصر هنا تنطق مصرًا لأنها ممنوعة من الصرف لأنها كلمة أعجمية وتشبه في النطق مس رع لأن حرف العين من الحروف الخفيفة.

باختصار يري الباحث أن أصل كلمة مصر التي ذكرت في القرآن الكريم ليست عربية وإنما هي معربة أي كلمة أعجمية أصلها مصري قديم، وإحتمال كبير أن تكون أصلها هي " مس رع " أي بلد مولد الشمس أو مسو رع أي بلد أبناء رع، ولا عجب في ذلك ، إذا علمنا أن اسم " اليابان " يعني مصدر أو أصل الشمس، فلا عجيب ان يكون اسم "مصر " هي مولد الشمس خاصة أن هذا الاسم مايزال مستخدمًا في القبطية التي هي أخر مراحل اللغة المصرية القديمة حيث يحمل اسم أخر شهر من شهور السنة القبطية هذا الاسم وهو " مسري أو مسرا.

google-playkhamsatmostaqltradent