حكايات نفسية - حكاية ولاء
د. هند أحمد
أستشاري نفسي وأسري
فتاة فى عمر الزهور تزوجت من قريب لها و كعادة أهل القرى تسكن فى منزل عائلة الزوج بشكل طبيعي .
و بعد سنه قرر الزوج السفر لإحدى الدول العربية رغبة منه فى تحسين أحوال المعيشة .
هنا انهارت الزوجة الشابة من خبر سفر زوجها ، لكنه طمأنها بأنه سيعود خلال ستة أشهر بعد ان يكون استعد لإستقبالها لتعيش معه هناك و طلب منها أن لا تغادر مسكن الزوجية و تبقى مع أهله لحين عودته لإستقدامها .
فعاهدته على هذا و بالفعل سافر الشاب
و لم ينقطع اتصاله بأهله و زوجته يوم واحد بالعكس كان معهم صوت و صورة عبر الشاشات طوال الوقت مما هدأ روع عروسه ، و استمر هذا الوضع لمدة تزيد على الشهرين يشاركهم كل أحداث يومه
و يبادلوه أدق التفاصيل إلى أن انقطعت اخباره فجأة فلا عاد يتصل بهم بأى شكل من الأشكال و لم يستطيعوا الوصول له عن طريق اى جهه ممكنة .
فانهارت الام و أصيبت بمرض اقعدها عن الحركة بشكل دائم مما عجل برجوع اخو الزوج من البلد التى يعمل بها فى أوروبا.
فوجد امه قعيدة و زوجة أخيه فى حالة نفسية غريبة عليه حيث تعانى من قلق شديد و لا تنام و عصبية مفرطة و خوف مسيطر على كل حياتها مع عدم تركيز فى اى شئ . تعيش فى عزلة عن كل من فى البيت . مرت حوالى سنة على هذا الوضع مع محاولة الكل العثور على الابن الذى فقد من اى مصدر .. و لكن باءت كل المحاولات بالفشل .
هنا أصر اهل العروس على استعادتها لمنزلهم لكنها رفضت بشدة و أكدت لهم انها فى انتظار عودة زوجها و أنه راجع لا محالة فضاق ذرعهم و أصروا على علاجها مما هى فيه.
و من ناحية أخرى استسلمت امه لليأس
و تأكدت انه لن يعود و لهذا قررت أن تزوج الابن الثانى لزوجة اخية التى انهارت تماما بعد سماعها الخبر.
مما أدى لنقلها للمستشفى فى حالة انهيار عصبي حيث خضعت للعلاج الدوائى المكثف و البقاء تحت الملاحظة فى المستشفى و تعليمها أساليب التنفس التى تساعد فى التعامل مع حالات القلق
و كيفية تفريغ المشاعر المرتبطة بصدمتها و محاولة تغيير نظرتها لنفسها و الاخر مع استخدام طرق معالجة الدماغ للمعلومات للتخلص من ردات الفعل الغير مرغوبة
و بدأت بالتحسن البطيئ لكن أهلها كانوا مصرين على عودتها لمنزلهم بعد الخروج من المستشفى .
و فجأة حدثت المعجزة و ظهر الابن المفقود ( الزوج الغائب) الذى تبين انه تعرض لحادث سير و خضع لعلاج جسدي
و علاج دماغى فترة زادت عن السنة.
فبعد رجوعه وجد امه مقعدة حزنا و ألما عليه و وجد زوجته ثابتة على عهدها.