اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

الكاتب عماد الدين محمد يكتب - أنت صاحب رسالة

 أنت صاحب رسالة  


الكاتب عماد الدين محمد يكتب - أنت صاحب رسالة

 

بقلم الكاتب : عماد الدين محمد 


لكل مهنة رسالة إنسانية تخدم المجتمع والإنسانية بوجه خاص وعندما تحيد عن رسالتها المهنية تصبح كارثة مجتمعية وتأثر بالسلب على نضج وإزدهار المجتمع.


وعندما نحيد عن أخلاق المهنة وننسى ما أقسمنا عليه علينا أن نتحمل عواقب ذلك من كافة الاتجاهات لأن ذلك يعتبر مخالف لتعاليم الدين والقانون وللإنسانية بكل معانيها .


وإذا تحولت كل مهنة من رسالة إجتماعية إنسانية تربوية ، توعوية إلى وسيلة مادية وتجارية للخروج من دائرة الفقر إلى الغنى والتنعم بالحياة علي حساب الآخرين واستغلال ظروف الغير ، حينها تصبح الكارثة أكبر من الجهل لآن الظواهر المترتبة على ذلك تنعكس على المجتمع بالسلب وحينها تنعدم الأخلاق ويقتصر الدين على أداء الفرائض لا المعاملة ويصبح كل ممتهن مهنة عبارة عن تاجر وتدور الصراعات والمؤامرات فالغاية تبرر الوسيلة. 


وللأسف الشديد هذا ما أصبحنا عليه اليوم إنعدمت بيننا الرحمة وماتت الإنسانية.


وأنا لا أسمي أحدًا أو مهنة بذاتها ولكن كل عناصر المجتمع كلا في موضعه مهما كان كبيرًا أو صغيرُا كلنا لدينا دورا إنسانيا وواجب نحو المجتمع فأن حدنا عنها سوف نتحمل جميعًا  عواقب ذلك ومع مرور الوقت تسوء وخاصة في ظل التطور الملحوظ في مستويات الإنحراف عن الدرب الصحيح.


وأتذكر منذ كنت في الصف الثاني الإعدادي كان مدرس اللغة الإنجليزية والذي أتذكر اسمه حتى الآن مستر نور 

كان مثالا للطهر المهني وحمل رسالة التعليم بكل أمانة ، حين تجمعنا مجموعة من الطلاب نسأله عن درس خاص في اللغة الإنجليزية كان رد فعله يلفت الأنظار تغيرت ملامح وجه البشوش إلى ملامح الحزن والأسى وقال : هل تدركون معنى طلبكم هذا ؟

وكان الخجل يعتلينا والصمت  ساد المكان 

فأجاب : طلبكم ليس له سوى تفسير واحد أني قصرت معكم في الحصة الدراسة بالمدرسة ، أنا لا أعطي دروس خصوصية وانا معكم داخل الفصل وفي وقت الفسحة ومن يريد شيء أنا موجود ، وإنصرف في هدواء تام .

حينها أدركنا جميعًا معني المعلم صاحب الرسالة وصاحب الضمير المعلم الإنسان.


وبعد ما ذكرت أحب أن أذكر الجميع بأننا يجب أن نحتذي بالأستاذ الفاضل مستر نور أطال الله عمره إن كان على قيد الحياة

 أو رحمة الله عليها إن كان توفاه الله. 


وختامًا كلنا أصحاب رسالة ولا يجب أن نحيد عما كلفنا به .

رجل الدين ، رب الأسرة ،المدرس 

 الطبيب  الكاتب ، الإعلامي ، الصحفي  القاضي  المحامي ، المهندس الموظف  التاجر  العامل  وغيرهم .... كلنا ولا أستثني أحد .


ولتكن سطوري ناقوس خطر يدق ربما تصحوى تلك الضمائر الغافلة منذ زمن وأخذتنا إلى منعطف يدفع بالأخلاق والإنسانية إلى بئر النسيان والهلاك .

google-playkhamsatmostaqltradent