السودان والأمن القومي المصري
كتب - محمود فوزي
تعتبر السودان جزءا لا يتجزا
من مصر حيث تتجاوز العلاقة بين مصر والسودان علاقة الحدود الجغرافية
والعلاقات السياسية أنها علاقة النسيج الواحد تاريخية عربية إسلامية وما يحدث في السودان ليس ببعيد عن مصر.
حيث تواجه مصر عددًا من التحديات التي تشكل مخاطر قائمة على الأمن القومي للدولة المصرية، وان العلاقة بين مصر والسودان تاريخية و امن السودان هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري .
فإن الصراع الذي اندلع في منتصف شهر أبريل من العام الماضي2023 بين قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي والجيش السوداني و هو ما أدى إلي سقوط مئات القتلي وآلاف الجرحى يفرض قيود
و ضغوطًا اقتصادية وسياسية وأمنية كبيرة على مصر؛ حيث يشكل تهديدًا متعدد الأبعاد يزداد مع استمرار الصراع
لا سيما في ظل تزايد معدلات تدفق اللاجئين السودانيين، وما يفرضه ذلك من أعباء اقتصادية على مصر حيث أن السودان يعد بوابة للصادرات المصرية الي دول حوض النيل وشرق أفريقيا و مم لا شك فيه أن مع استمرار الحرب و انعدام الأمن سيتأثر حجم التبادل التجاري بين البلدين فضلًا عن التهديد المحتمل المتمثل في نزوح اللاجئين السودانيين عبر الحدود من قِبل الجماعات المسلحة، والمخاوف المتزايدة بشأن الأمن المائي و هو ما ينعكس سلباً على الاقتصاد المصري الذي يعاني من بعض الأزمات الاقتصادية في الوقت الراهن كلها عوامل تفاقمت من هذا الصراع.
و أنه في حال تطور الاشتباكات في السودان إلى حرب أهلية طويلة ودمار البنية التحتية وتدهور الأوضاع الاجتماعية، سيؤدي ذلك إلى عواقب اقتصادية طويلة المدى للمنطقة كلها.
وفي ضوء ذلك، تدرك مصر جيدًا محاولات الجهاديين استغلال الفراغ السياسي والأمني الجزئي أو الكامل في السودان الناجم عن الصراع المسلح وضعف الحكم في الدول المجاورة.
ومنذ الوهلة الأولى فى الأزمة لم تتخلى عن أشقاءها، بل فتحت أبوابها للشعب السودانى للفرار من جحيم الحرب
وما خلفه من مشاهد دمار وترويع، ليس ذلك فحسب، فقد ترجمت مصر حيادها على أرض الواقع وعدم الانحياز لأى طرف على حساب الطرف الاخر، وذلك من خلال تواصل المسئولين المصريين مع طرفى الأزمة.
و في ضوء ذلك عملت القيادة السياسية والجهات السيادة علي التوصل
مع كل من الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالى السودانى، والفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع، حيث ناشد بالوقف الفورى لإطلاق النار حفاظًا على مقدرات الشعب السودانى الشقيق، وإعلاء المصلحة الوطنية العليا للسودان.