العلماء يحذرون من ضياع الهوية بالمؤتمر السنوى للجنة الحضارة المصرية
كتب د. عبد الرحيم ريحان
إنعقاد المؤتمر السنوي الأول للجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر برعاية ميمونة
من نقيب الكتاب
الأستاذ الدكتور علاء عبدالهادى الأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء العرب.
قدّم الجلسة الافتتاحية
الدكتور عبد الرحيم ريحان
بروح وكلمات وطنية استدعاها من شاعر النيل حافظ إبراهيم وتحدث الأمين العام للنقابة، نائب رئيس الإذاعة المصرية السابق الشاعر زينهم البدوى " نائب عن رئيس النقابة " موجهًا الشكر للحضور ولرئيس المؤتمر الأستاذ الدكتور محمد حمزة ولأمبن عام المؤتمر الكاتب والأديب عبدالله مهدى رئيس لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر و ذكر أن تلك اللجنة ولدت عملاقة بفضل إيمان قيادات النقابة والقائمين عليها بأهمية نشر الوعى بالحضارة المصرية القديمة وتدعيم ذاتنا الحضارية.
وأشار أمين عام المؤتمر الكاتب والأديب عبدالله مهدى إلى أن نقابة اتحاد كتاب مصر هى أول نقابة في التاريخ النقابى المصرى المعاصر تشكّل لجنة باسم الحضارة المصرية القديمة لقيمة هذه الحضارة التى مازالت فاعلة فينا حتى الٱن ( عاداتنا ، تقاليدنا ، سلوكياتنا ، أفراحنا أعيادنا ، موالدنا ........ )
وطالب الكاتب والأديب عبدالله مهدى كل من له ولاية على إرثنا الحضارى بالسعى لنشر الوعى المجتمعى بضرورة استعادة إرثنا الحضارى المنهوب وأهمية الاهتمام والحفاظ على ما تركه لنا الأجداد من تراث حضارى خالد.
كما أكد أن إرثنا الحضارى شكّل عقلية المجتمع المصرى وتصوراته وقيمه وعاداته، وتسعى القوى الاستعمارية المهيمنة إلى اقتلاع ثقافة المجتمع المصرى من جذورها ، وزرع الثقافتة الغربية مكانها، وذلك بتوظيف كل الوسائل وأخطرها تكنولوجيا الاتصال الحديثة، والتى أذابت الحدود الجغرافية، وتحاول هدم التنوع الثقافى والحضارى للمجتمعات الإنسانية الضاربة في أعماق التاريخ.
ونوه الأستاذ الدكتور محمد حمزة رئيس المؤتمر على أهمية المؤتمر كمقدمة لبداية سلسلة مؤتمرات فى هذا الموضوع الخطير والمهم ، ودعى العلماء العرب إلى مناقشة كل كبيرة وصغيرة في بحوثهم ودراساتهم ونظرياتهم وتلك مهمة العلماء والباحثين المصريين والعرب على السواء وعليهم واجب وطنى وقومى في الرد العلمى الموضوعى والمنهجى على كل الافتراءات والمزاعم والأكاذيب التى ورد ذكرها فى البحوث والدراسات الغربية خلال قرون الهيمنة الغربية منذ القرن الثامن عشر الميلادى حتى الٱن.
وتحدث الأستاذ الدكتور أحمد عيسى أستاذ الٱثار المصرية القديمة عن صاحب دورة هذا المؤتمر عالم المصريات الكبير الراحل الأستاذ الدكتور عبدالعزيز صالح وعن ذكرياته وخواطره له، وعطاءاته لعلم المصريات وتأثيره في رموز علم المصريات حتى الٱن الذين تتلمذوا على يديه ونهلوا من علمه الواسع.
ثم قدّم الدكتور عبدالرحيم ريحان أسماء المكرمين ليستلم ذويهم شهادات التقدير الخاصة بهم، ومنهم الباحث والأديب عصام ستاتى وتسلمت شهادته زوجته الشاعرة الكبيرة صباح هادى، والتى استدعت قصيدة من التراث في حب مصر فألقتها، كما تسلمت الروائية الدكتورة منى فوزى أستاذة السياسة الدولية بالجامعة الأمريكية شهادة تقدير الراحل الدكتور باهور لبيب وألقت كلمة أشادت فيها بدور لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب فى تدعيم قيم الوفاء للراحلين العظماء .
كما تم تكريم حملة الدفاع عن الحضارة المصرية القديمة ومؤسسها ورئيسها الدكتور عبدالرحيم ريحان والذى كتب سيرة ذاتية للحملة ومنجزاتها في الحفاظ على الإرث الحضارى المصرى ، كما تم تكريم فريق أحفاد الحضارة وانتهت فعاليات الجلسة الافتتاحية معلنة تميز المؤتمر
الجلية العلمية الأولى
جاءت بعنوان ( الحضارة المصرية التأثير والتأثر ) وترأسها الأستاذ الدكتور محمد عبدالمقصود الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للٱثار وقدمت بها أوراقًا بحثية وهى بحث للأستاذ الدكتور سعد عبدالمنعم بركة أستاذ الأنثروبولوجيا كلية الدراسات الأفريقية العليا عن التأثيرات البشرية والثقافية بين مصر و شمال أفريقيا فى العصر الحجرى، كما قدم الأستاذ الدكتور حسين محمد ربيع حسين أستاذ تاريخ مصر القديم كلية الٱثار جامعة القاهرة بحثا تناول فيه التأثيرات الفنية والدينية المصرية على بلاد الشام في عصر الدولة الوسطى، وقدّم الأستاذ الدكتور نبيل الفار رائعة فى إثبات أن ( اللغة المصرية أصل الكتابة الأبجدية ).
وقدمت الدكتورة مونيكا حنا أستاذ مساعد الٱثار والتراث الحضارى أفكار عن التراث والهوية في اكتشاف السياق العالمى والمحلى بين مفهومين مهمين للمشهد الثقافى والاجتماعى والسياسى في مصر وهما: التراث والهوية
الجلسة العلمية الثانية
الجلسة الثالثة للمؤتمر بعنوان ( قصة الخروج المزاعم والافتراءات على الحضارة المصرية ) قدّم فيها الأستاذ الدكتور محمد حمزة بحثًا جديدًا عن ( علم المصريات ) ودراسة معمقة حول هذا العلم ، والهوية بين الاصطلاح والواقع وذلك في أربعة مباحث رئيسية، الأول: منها خصص لدراسة موجزة حول مصادر دراسة علم المصريات بمعناه الشامل والجامع المانع والثانى لدراسة بداية ظهور مصطلح علم المصريات ودلالته وفقًا للرؤية الاستشراقية الغربية، والثالث لدراسة نشأة المتاحف الأربعة الرئيسية في مصر، أمّا الرابع فقد أفرده لدراسة المتحف القومى الأول للحضارة المصرية بسراي الجزيرة بدار الأبرا المصرية.
وتوقف الأستاذ الدكتور عادل أحمد زين العابدين أستاذ الٱثار المصرية القديمة بكلية الٱداب جامعة طنطا عند حول أكذوبة الأفروسنتريك وفندها من خلال تقديم الأدلة على ذلك ( اللغة المصرية القديمة ، أسماء الأماكن العادات والتقاليد المصرية).
وقدّما الدكتور محمد عبدالمقصود الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للأثار والدكتور السيد عبدالعليم عبدالرحيم مدرس بكلية الٱثار جامعة عين شمس بحثًا بعنوان ( هل الحفائر في شمال سيناء لها علاقة بمسار الخروج ) وأثبتا في بحثهما أن نتائج الحفائر قدمت المعلومات والأدلة عما سبق وأن اقترحه العلماء عن احتمالية أن تكون شمال سيناء طريقًا مقترنًا للخروج من مصر، بالرغم من أنه أقصر الطرق إلى كنعان والمذكور في الخروج ( ١٣ : ١٧ ) بطريق الفلسطينيين، ومن واقع الحفائر في شمال سيناء لم يكشف عن أدلة تؤكد هذا المسار للخروج مما يضع احتمالية مسارات أخرى ليس من بينها منطقة شمال سيناء.
وأشار الدكتور محمد رأفت عباس فى بحثه ( رؤى حول لوحة إسرائيل وحملة مرنبتاح في بلاد كنعان ) إلى حقيقة اللوحة الذى يعتبرها الباحثون المصدر الرئيس لحملة الملك مرنبتاح في بلاد كنعان " فلسطين " في العام الخامس من حكمه ١٢٠٨ ق. م
جلسة التكريم
وكانت الجلسة الأخيرة خاصة لسيرة المكرمين وترأسها الدكتور عبد الرحيم ريحان المستشار الإعلامى للمؤتمر، وكانت عامرة بالمعلومات المبهرة عن علمائنا الراحلين الكبار أمثال الراحل الأستاذ الدكتور باهور لبيب ، حيث قدمت الباحثة ناجية نجيب فانوس مديرعام سابق بالمتحف المصرى معلومات جديدة وفريدة عنه لم يكشفها أحد من قبل بعد أن تحدثت مع ابنه الدكتور أحمس.
كما قدم الشاعر عزت المتبولى كثير من المعلومات عن الباحث والأديب عصام ستاتى، أثبت بها بأن الراحل كان فريدًا في ابداعه وبحثه محبًا لوطنه عاشقًا لكل مفرداته.
وختم الدكتور عبدالرحيم ريحان رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية القديمة بالحديث عن حملته ومراحل تأسيسها، ودورها فى مواجهة طيور الظلام التى تود النيل من إرثنا الحضارى
وفى نهاية جلسات المؤتمر أعلن أمينه العام بأن توصيات المؤتمر سيتم التوافق عليها من خلال جلسات حوارية بين الباحثين ورئيس المؤتمر وأمينه العام عبر وسائل التواصل الاجتماعى للخروج بتوصيات يعمل الجميع على تنفيذها لتحقيق الفائدة المرجوة من المؤتمر سيتم إعلانها لاحقًا