اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

خيالُ توتٍ بَرّيّ

خيالُ توتٍ بَرّيّ 




بقلم الشاعرة التونسية 

الثريا بن مسعود خلوط


طِفلي أنا

هذا الصّدى

يَتَرَدّدُ كُلًـما علا صوتُ نَصّي

و صَدَحَ إيقاعُه داخلي

رقص حافيا على اسفلتِ الروح

دون قوافٍ 


طِفلي أنا

هذا النَّثرُ

فلن أسحَبَ مِنه نَظْمَ قصائدي 

لا.. لن أسحَبَ خَيطَ حِبري مِن على الورق

و لا لن أُؤَجِّلَ قدومَ البوحِ  

و إنِ اصفَرَّ مَوسِمُ هجائي 


طِفلتي أنا

هذه الفكرةُ

أمَّارةٌ بالشِّعرِ

تَتَمطًى على  النَّصِّ

تَرتَشِفُ حِبرًا مُعَتَّقا بِنُكهةِ خيالِ التوتِ البَرّيّ

بالنّبيذ الأسمر بَريقا لٱختِلاجِ الألوانِ على لوحتي

تُرجُمانا للمفردات

حينَ  تُنْفَضُ اللّحظةُ المناسبة

باللَّفظة الحاسِمَةِ

تُوشَمُ البصمةُ العنيدة

فتُمَزًِقُ الفكرةُ صَكَّ العبوديّةِ

ثمَ تَسبَحُ ها هناك

تَلتَمِعُ حُرَّةً كالشِّعرِ في إلهامنا

كوسادةِ ريشٍ قُدًت 

لحظةَ جنونِ طفلين

ثَالِثَهما ريحٌ مُنْفَلِتَةُ العِنانِ

فٱنفَلَتَ البوح مُنتَشِيا في فضاء المكان 


طِفلي أنا

هذا النّصُ

شَرعِيُّ الآهات و الهُوِيّة

ليس هجينَ الكلمات

لا و ليس لقيطَ الصفحات الزرقاء

يَلعَبُ الغُمَّيْضَةَ مع الانزِياحِ

يَعتَلي أرجوحَةً أسقطَت عنها 

بُردةَ الرَّويِّ 

انتَهَجَت مسارَ الشَّاعريّةِ

حَلَّقَت بغَيْرِ أجنحةٍ

حَطّت مع حقائبَ المشاعرِ بقلب كلِّ شاعر

بينَ أناملي الخَمْس

جَمَعتُ حَواسِيَ الخَمْس ٨

أَسْرَجْتُ حاضري مُستقبلي

رَكِبْتُ صهوَةَ اللغةِ 

منذ بِداياتِ الأمس

و كان الطريقُ مجازِيَّ التّعابير

فٱرتَعشَ القلمُ بخَجَلٍ 

ثُمّ باحَ 

بِما طُرِّزَ على الشّفاه مِن أشعار

كَشَفَ ما وُشِمَ خِلسَةً مِن تَمائِمَ على الصفحات

أحصى عدد اللّآلئَ المُتَدحرِجةِ من عينِ سمراء

طِفلتي أنا

هذه القصيدةُ، روحٌ 

شُدَّت عُنوةً إلى جسدٍ ما

حين فُكَّ القيدُ

ارتَفَعَت نحوَ السّماء 

و سؤال يُصاحِبُ مسيرَتها 

كيف أطلقَت سراحَ أجنِحةِ النوافذِ الحزينة 

وكيف كَسَرَت قُفْلَ الأبوابِ السجينة

هل لها أن تفرح الأن

هل لها أن تـحزَن

هي لم تَعُد تعرف إلى أيِّ الأحزابِ صارت تنتمي

إنَّما ستهيمُ كما الشّرود 

بين واقعٍ قد وقعَ  و سرابٍ مَآلُهُ الأفولِ

زادُها مِرآةٌ واحدةٌ و ألفُ قصيدة 

و حُبٌّ مَنسِيّ مَخفِيٌّ في ركنٍ مِن زوايا الحقيبة 

على شفتَيْها بقايَا أحمَرِ شِفاهٍ شِعرٌ و خيالُ طَعمٍ لتوتٍ بَرّيّ

و لكم يا مَعشَرَ الشعراء أن تَتَكَهّنوا

حُلوٌ هذا الطّعمُ أم هو مُرٌّ المَذاقِ.

google-playkhamsatmostaqltradent