اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

 باحث يؤكد لا علاقة لقوم عاد ببناء الأهرامات

باحث يؤكد لا علاقة لقوم عاد ببناء الأهرامات

كتب د.عبد الرحيم ريحان

فى دراسة جديدة للباحث فى علوم التفسير التاريخى للقرآن الكريم المهندس محمد جويلى يقدم لنا رؤية جديدة تنفى وجود أى علاقة لقوم عاد أو بنى إسرائيل ببناء الأهرامات

قال تعالى: "وَٱذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِٱلأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ ٱلنُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ ٱللَّهَ إِنَّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ" ..[1]

وردت قصة قوم عاد في القرءان الكريم ولم ترد في الانجيل أو التوراة ولقد اختلف المفسرون على موقع قوم عاد وآثارهم حيث ذهب بعضهم إلى أن موقعهم كان باليمن وذهب آخرون أنهم كانوا بصحراء الربع الخالي بجنوب السعودية.



وقد استعان فهد بن سعد بن ثلاب السبيعي بفيلم وثائقي أعده د. عيد اليحيى أورد فيه مجموعة من الشواهد التي استند عليها في تحديد موطن قوم عاد بعد سنوات من البحث في صحراء الربع الخالي استقر رأيه أنها بالقرب من عيون الأفلاج المعْـلم الجغرافي المعروف ومن الجهود التي قام بها أنه استعان ببعض المختبرات المختصة في امريكا ومعدات شركة أرامكوا وتوصل إلى نتيجة لم يتوقعها الكثير وهي أن موطن قبيلة عاد هي الأفلاج ، هذه النتيجة أثارت جملة من التساؤلات

هل هناك ما يدعم هذا الاكتشاف من أدلة الكتاب والسنة؟، وهل هناك دلالات تاريخية وآثارية أو إشارات أدبية لرحالة وبلدانيين سابقين تتسق مع ما وصل إليه.


باحث يؤكد لا علاقة لقوم عاد ببناء الأهرامات

من خلال تدبر الآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة الواردة في قصة قوم عاد، ودراسة مدى مطابقة ما جاء فيها من دلائل وإشارات على طبيعة الأفلاج الجغرافية ومقارنة ذلك بجنوب الربع الخالي في المنطقة ما بين عمان و حضرموت، والمنطقة المقصودة في محافظة الأفلاج هي منطقة عيون الأفلاج وما حولها أي من بلدة ليلى شمالاً إلى البديع جنوباً والسيح شرقاً.



الشواهد التاريخية و الأدبية

أن الاسم الشائع والمشهور والمعروف لدى أهالي الأفلاج للأبنية الأثرية التي بالقرب من العيون: ( قصيرات عاد ) ويظن البعض أن هذا مسمى حديث اخترعه الأهالي فقد درجت العادة عند عامة الناس أن كل قديم ينسب إلى بني هلال أو إلى قوم عاد، ولكن هذا الأمر لا ينطبق على ( قصيرات عاد ) فبعد الاطلاع على المراجع القديمة وجدت أن هذه التسمية صحيحة ومتناقلة من مئات السنين وليست مسمى حديث

1- ذكر الإمام محمد الحازمي ت 584هـ في كتابه الأماكن [ فلج : قرية عظيمة لبني جعدة بها منبر يقال لها فلج الأفلاج من ناحية اليمامة وأيضا أرض من مساكن عاد ] وكتب الشيخ حمد الجاسر في الهامش في تحقيقه للكتاب : [ وذكر بعض المتقدمين أنها من منازل عاد] ، كما ذكر ذلك الشيخ حمد الجاسر في برنامج إذاعي بعنوان ( أسماء من بلادي/ الحلقة 19) في إذاعة الرياض شواهد تاريخية أو أدبية تشير إلى أن الأفلاج كانت موطن لقبيلة عاد.



ويوضح المهندس محمد جويلى أنه من خلال تدبر الآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة الواردة في قصة قوم عاد ودراسة مدى مطابقة ما جاء فيها من دلائل وإشارات على طبيعة الأفلاج الجغرافية ومقارنة ذلك بجنوب الربع الخالي في المنطقة ما بين عمان و حضرموت، والمنطقة المقصودة في محافظة الأفلاج هي: منطقة عيون الأفلاج وما حولها أي من بلدة ليلى شمالاً إلى البديع جنوباً والسيح شرقاً.



بعد البحث وبمراجعة الكثير من كتب التفسير يرى د.اليحيي أن المنطقة التي تقع بين عمان وحضرموت لا تنطبق عليه الدلائل الواردة في الآيات، والتي يمكن من خلالها تحديد مكان قوم عاد، فهذا الموقع مخالف لما أشارت إليه من دلائل جغرافية بشكل واضح وصريح، بل إن هذه الدلائل تنطبق على منطقة الأفلاج أكثر من غيرها وهي الإشارات من القرآن والسنة على مكان قوم عاد ومدى انطباقها على الأفلاج، قال تعالى "فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا ۚ بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ ۖ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ" سورة الأحقاف 20

فلو جمعنا هذه الآية بالحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري ومسلم وهو قول الرسول ﷺ [ وأُهلكت عادٌ بالدبور ] والدبور هي الرياح الغربية نخرج بعدة حقائق مِن قوله تعالى {عارضًا مستقبل أوديتهم } نستخلص عدة أمورأنها عدة أودية وليست واديًا واحدًا

أن مكان مساكنهم خارج الأودية والجبال في مكان منبسط، فلو كانوا بين الجبال فسيشاهدون فقط جزءًا من السحاب الذي على واديهم بينما هم شاهدوا - وهم في موقعهم- مدى إنتشار السحاب وعرضه وأنه يشمل جميع أوديتهم، أن مكانهم هذا تصب فيه جميع سيول هذه الأودية فلذلك فرحوا واستبشروا بالسحاب.



أن أوديتهم هذه تقع غرباً عنهم، بدليل أنهم أُهلكوا بالدبور (وهي الرياح التي تهب من جهة الغرب) فهم عندما شاهدوا الريح الغربي تصوروا أنه سحاب وقاموا بتقدير موضعه فاعتقدوا أنه سيُمطر على أوديتهم فنستدل من ذلك أن أوديتهم تقع غربًا عنهم .



أن مسار السحب في منطقتهم تأتي من الغرب لذلك أقبلت عليهم الريح من المكان الذي اعتادوا على نشوء السحاب منه، ولو كان الريح قدم إليهم من غير المكان المعتاد للسحاب لخافوا منه ولكن نجدهم فرحوا واستبشروا به، لذلك كل الدلائل منطبقةٌ تمامًا على المنطقة الواقعة بالقرب من عيون الأفلاج والتي يُعتقد أن قوم عاد عاشوا فيها وهي (من مدينة ليلى وما حولها إلى بلدة البديع بما في ذلك السيح).



وأردف المهندس محمد جويلى أن قوم عاد كانوا بين عامى (800 : 300 ق.م) وفي هذه الفترة تظهر 3 أسر تحكم مصر القديمة الأسرات 23 و24 و25 نوبية ثم الإمبراطورية الآشورية التي تصل إلى عز قوتها حيث تقوم بإسقاط مملكة إسرائيل الشمالية تلاه زمن احتلال الفرس الاخمينيون لمصر (525 :350 ق.م) ، بينما نجد أن زمن بناء هرم خوفو 2470 ق.م

وبذلك ينفى ما ذكره مؤلف غير متخصص فى التاريخ أو الآثار اسمه محمد سمير عطا أن قوم عاد ضخام الأجسام هم الذين بنوا الأهرامات فى كتابين له بعناوين (الفراعنة لصوص حضارة) و (قوم عاد بناة الاهرام) في حين أن العلم الحديث وتقنياته أثبت أن قوم عاد ظهروا للوجود بعد عصر بناة الأهرامات بنحو ألفي عام، ورغم ذلك تردد مواقع مغرضة من وقت إلى آخر مقاطع فيديو من هذه الكتب لتشويه تاريخ ومعالم الحضارة المصرية

[1] .. (الاحقاف 21).

google-playkhamsatmostaqltradent