اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

الكاتبة منال خليل ... تكتب - الثالث عشر من تشرين الأول

الثالث عشر من تشرين الأول 





الثالث عشر من تشرين الأول 

بقلم : الكاتبة منال خليل


في الثالث عشر من كل تشرين الأول 

تعود بي الذكريات إلى ذلك اليوم الذي استلقيت فيه على ركبتيكِ، تهدهديني تدلليني وكأني طفلك الأول والأوحد .


كان العالم كله يتلاشى من حولنا، ولا يبقَ فيه سوى أنا وأنتِ، وحبنا الذي كان يملأ السماء والأرض .


أتذكر ذلك اليوم تحت الشجرة العتيقة

 كنتُ مستلقيًا على ركبتيكِ، أنظر للسحاب وأنتِ تملكينني بنظراتكِ الهادئة.


عيناكِ كانت تتابعني بصمت، وكأنهما تُحدّثاني بلغة لا يعرفها سوى قلبي. 


 تمسكين بيدي ، تقبلين باطن يدي كالطفل فأشعر أن العالم خارج هذه اللحظة لا يعنيني ولا يهم .


تحت ظلال تلك الشجرة، كنتُ طفلًا بين يديكِ، روحي كانت تبحث عن السلام الذي وجدته فقط حين استلقيت على ركبتيكِ

 لا شيء في هذه الحياة كان يشبه تلك اللحظة.


الرياح التي كانت تحرك أوراق الشجر والشمس التي تسلل ضوءها بخجل بين الفروع، كانت كلها تُغني لأجلنا، وكأن الطبيعة بأسرها تهيأت لنا.


كنتِ تحتضنينني بنظراتك، وتروين لي حكاية عشق أبدية، لا يثنيها الفراق .


 كل عام في مثل هذا اليوم، أستعيد تلك اللحظة المنحوتة بذاكرتي .


كيف كنتِ تمسحين على شعري بلطفٍ يغمرني بالطمأنينة، وكيف كانت عيناكِ تتحدث بلغة لا يعرفها سواي .


كان حبكِ لي أكثر من مجرد حب ، كان طوفان شعور بالانتماء لمكان واحد، حضن قلبك الذي كان موطني .


 أشتاق لذكرى ذلك اليوم وتلك الليله التي كان الزمن يتوقف فيها عندك.


أشتاق  للحظة كنتُ أشعر فيها أنني أملك الكون بين يديكِ.


كلما مرّ تشرين، وعاد هذا الثالث عشر منه ثانيةً، أبحث في السماء عن تلك الشجرة وأبحث في ذاكرتي عن دفء ركبتيكِ

وأعلم في أعماق قلبي أنني ما زلت هناك في الثالث عشر من كل تشرين الأول أستعيدكِ كما كنتِ، وأستعيد نفسي التي عرفتها بين يديكِ.


في كل ذكرى تعودين ، كأن الزمن لم يتحرك .


بعد اول ثالث عشر من تشرين من أعوام وتلاها عامين من الفراق أشعر بأن ذلك التشرين يبكي لأجلي .


مررت اسفل الشرفة ، زرت تلك الشجرة بصباح الثالث عشر من تشرين الأول لمحتك حافيه  من عشقي ، تختفين خلف جريدة عنوانها

 " ألا تقترب أيها الغريب " 

 لم تريني او تشعري برياح شوقي الهواء حولك مثلك لا يبالي .

وأعلم تماما انك تملكين بصدرك شعور مازال معلق ، يتأرجح مابين الحب والكراهية 

فهمست لعلك تسمعين :

ليتك تعلمين بأنك مازلت أرق قطعة من روحي  .

google-playkhamsatmostaqltradent