ثقافة المواطن بوابة النجاح الاقتصادي
كتب - السيد عبد الحي
من المهم ان تتوفر للمواطن البسيط القدرة على استيعاب عدد من العوامل او المتغيرات الاقتصادية التي تؤثر على القرار الاقتصادي لأنه ببساطه شريك استراتيجي في الدولة بكل مقوماتها .
وقد يسهل مستوى الثقافة الاقتصادية للعديد من المواطنين على تقييم كفاءة القرار الاقتصادي واهميته ودراسة العوامل المرتبطة بالقرار ومستوى الاستفادة منه سواء على المدى القصير او الطويل وايضا على المستوى الشخصي او على مستوى الدولة بشكل عام .
لذلك فعالية مشاركة المواطن في اي برنامج اقتصادي او توجهات اقتصادية
او احيانا التحديات الاقتصادية المحلية او الاقليمية يرتبط بمستويات الثقافة الاقتصادية للمواطن .
ومهما اختلفت انظمة الحكم في الدول فأن مشاركة المواطن اصبحت ركن رئيسي في انجاح اي منظومة اقتصادية بشكل عام .
والعوامل الاقتصادية هي المتغيرات الاقتصادية التي تؤثر على الاقتصاد والافراد والشركات وايضا على المستثمرين الحاليين والمحتملين ومن ذلك تتضح اهمية دراسة العوامل الاقتصادية وتأثيرها على اسعار الاصول والسلع والتوقعات المستقبلية لأي متغير اقتصادي سوف يؤثر على اسعار الاصول والاستثمارات من ناحية وعلى اسعار وتكاليف المعيشة من جهة اخرى .
الثقافة الاقتصادية بشكل عام تقلل من حدة التأثير للقرار الاقتصادي وتعطى بعدا اكثر احترافية لأداء الدول مما يقلل من محاولات الاستغلال ويقضى على الاسواق الموازية او كما يطلق عليها السوق السوداء وايضا توجد قدرة على استيعاب المتغيرات الجديدة وفهم الاولويات وتقييم المرحلة الحالية ووضع تصور اكثر احترافية للمستقبل بدلا من احكام الهوى النفسي والسلوك العشوائي .
ويجب ان نشير الى استيعاب المواطن أيا كان المستوى التعليمي له يزيد من مستويات الثقة في الاستثمار بل ويمكن الافراد من وضع خريطة للأنفاق الاستهلاكي والاستثماري حتي لو بشكل بسيط تمكنه من ادارة حياته واسرته بنجاح .
العوامل الاقتصادية تنقسم الى عدة انواع ابرزها عوامل الاقتصاد الكلى مثل السياسات النقدية والسياسات المالية والضرائب واسعار الفائدة وهى العوامل التي تربط بشكل عام بمؤشرات النمو الاقتصادي والتضخم واسعار الصرف وهى مؤشرات تحدد مستويات الجاذبية الاستثمارية للدولة بشكل عام وقطاعاتها وتحدد الاولويات الاستثمارية للدولة .
والنوع الثاني عوامل الاقتصاد الجزئي والتي ترتبط بالأفراد والشركات عبر مؤشرات الأنفاق الاستهلاكي للأفراد والشركات بشكل عام وترتبط سلوكيا عادة بعوامل الاقتصاد الكلي .
وهناك العديد من العوامل الاخرى قد لا تكون بالأهمية النسبية للكثير من المحليين الا انها تمثل شريان رئيسي في تحديد جودة القرار الاقتصادي وفعالية تنفيذه مثل الكثافة السكانية والمستوى التعليمي والفئات العمرية للسكان وطبيعة التركز المهني الفردي للسكان كأصحاب الحرف والمهن الشخصية وتهتم الدول هنا بشكل عام بمستويات البطالة التي يصعب تحديدها بشكل دقيق لاعتمادها على بيانات رسمية لأعمار المواطنين في سن العمل علما بأن معايير الكساد المهني احيانا تعد من اشكال البطالة المؤقتة .
وهنا يجب على الحكومة ان تهتم بثقافة المواطن الاقتصادية لكى يشارك عمليا في كفاءة المرحلة وكما ذكرت سابقا نحتاج الى قنوات اكثر فعالية بين الحكومة والمواطن لتفعيل المشاركة الايجابية في الحكومة الجديدة ليس فقط عبر الاعلانات التليفزيونية ولكن عبر التواصل المباشر واستطلاع الرأي والندوات العامة للمواطنين مع المختصين وهناك وسائل اخرى متعددة مثل اضافة موضوعات تعليمية للطلاب في المدارس تبين بعض المفاهيم البسيطة للاقتصاد والتعامل بمفردات بسيطة لطبيعة المرحلة الاقتصادية في الحياة .
اكثر الامور التي تخلق جوا من عدم القناعة بالقرار الاقتصادية الفجوة بين صانع القرار ومتحمل اثاره وايضا الفجائية في اصدار القرار فهذا الشكل للقرار قد يحقق اهداف المرحلة شكليا لكن يفقد جودة القرار ويزيد من سلبيات التنفيذ .
من المهم ان نتفهم وان تتلاقى الرؤى بين اركان المنظومة الاقتصادية لوضع رؤية تفاؤلية للمستقبل .