اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

ما بين العقل والذكاء

 ما بين العقل والذكاء 




بقلم  : محمد سمير حامد النينى


صال فكري وجال حول العلاقة بين العقل والذكاء ، فأخذت أبحث وأدقق عسانى أن أصل إلى بذرة هذا الأمر وجماعة

 فإذ بي أجد بعد البحث والتمحيص والتنقيب .

 أن العلم هو أساس الوجود، فعلم الله سابق لكل شئ، فبه أوجد وخلق الله  كل شئ ، ومن هذه المخلوقات الإنسان وما ميزه من عقل .


فما هو العقل ؟ 

إن العقل غريزة خلقها الله عز وجل في الإنسان ، محلها القلب قال تعالى (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) {الحج:46}.


وإن العقل لا يعلم ماهيته، لكن يُّعلم بأثره

 فنقول هذا عاقل وهذا ليس بعاقل 

وكذا فالعقل يعد مناط التكليف 

أى بوجوده يعد الإنسان مخاطب بأحكام الشريعة من عدمه ، وهو كذلك ما يميز الإنسان عن الحيوان ، وهو يعد محصل العلم ، ومحل التفكر والتدبر ،وعلى الرغم من أنه يعد غريزة ومنحة إلهية ، فمع ذلك يمكن تنمية العقل بالإكتساب، فكم من إنسان ترقَّى بالعقل حتى وصل إلى درجة لا يبلغها أقرانه بسبب ممارسته وتنمية عقله.

 


ولكن من العاقل؟ إن العاقل هو الذى يميز بين النافع والضار، وبين الخير والشر  فالمجنون ومن فى حكمه لا يمكنه ولا يستطيع أن يميز بين الخير والشر ، ولا يعى كذلك  معنى الكلام  ، لذا فإنه غير مخاطب بأحكام الشرع على عكس

 العقلاء . 


لذا فإن العقل الصحيح  سبيل الوصول إلى الله و قد دعانا به إلى الفهم والتبصر والتفكر ، لذلك كان خطاب الله للناس أجمعين "لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون" و "يَا أُولِي الْأَلْبَابِ" 

 وكان خطابه لأهل النار بقوله "لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ" 

 ومن هنا فإن العقل والذكاء لا ينفعانِ صاحبهما إن لم يُقوداه لطاعة الرحمن والسير في طريق الهداية، والنهل من معين النبوة .


فمن انساق وراء شهواته وغرائزه فقد قدم هواه على عقله وانحدر بقلبه وعقله ونفسه فلم يصر من العقلاء بحق .


وهذا يتسق مع معنى العقل في اللغة فهو يعنى المنع، وهو منع الإنسان من الإنسياق لغريزته كالحيوان.


وكذلك فبالعقل يكون حُسن التصرف والتدبير والرشاد ووضع الأمور فى نصابها وذلك هو عقل القلب، فالعقلانية هى سلامة العقل وصحته والقدرة على التفكير بشكل منطقى ، فليس كل من لديه علم بالأمور قادر على التفكير بشكل منطقى ووضع الأمور فى نصابها فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، فالعاقل  يعرف الحق ، ويعلم واقعه ، ولديه تقدير للأمور وللآثار المترتبة على هذا الأمر فذلك هو العاقل بحق ، فكلما كان الإنسان أشد رشدًا وتصرفًا كان أعقل.



وكذلك بالعقل يدرك الإنسان ، ويتصور الأشياء ،ويجمع العلم، وهذا هو عقل الإدراك والتصور ، فما أجمل العلم وخصوصاً إن كان عن الله وعن رسوله وما أنفعه إن ورث حماله الخشية قال تعالى : {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}  فاطر ٢٨

  وكذلك العلم الخادم لعلوم الشريعة والعلوم الطبيعية إن كانت النية من تعلمه خدمة الدين .


وإن هناك فارق شاسع بين العقل والذكاء  فكل منْ تَحَصَّل على العلم والخبرة واسترجعها فى وقتها فهو ذكى، وهذا الذكاء إنما استند فى وجوده على العقل  سواء كان هذا  الذكاء الرياضي المنطقي أواللغوي، أوالنفسي الذاتي ،أوالذكاء بين الأفراد ،أوالذكاء المتعدد ، أوالذكاء الحسي الحركي ، أوالذكاء البصري المكاني أوالذكاء الموسيقي والطبيعي.



، ولكن هذا العلم مهما بلغ الإنسان ما بلغ  فقد لا يؤدى بصاحبه لحسن التصرف وأن يضع الأمور فى نصابها فقد يفتقد إلى الحكمة رغم وجود هذا العلم عنده او بعضه .


ومن هنا فإن العقل والذكاء لا ينفعانِ صاحبهما إن لم يُقوداه لطاعة الرحمن والسير في طريق الهداية، والنهل من مشرب النبوة، وكذلك إن لم يستفد منه فى واقعه فى معرفة الخير من الشر ، وكذا معرفة خير الخيرين وشر الشرين ، وكذلك من تقدير الأمور وحسن التصرف ووضع الأشياء فى موضعها من خلال فهم الواقع

  وفهم مآلات الأمور .



فما أجمل العقل والذكاء إذا اجتمعا، هنا يحدث الإتزان الداخلر وتتجانس الروح مع القلب مع الجسد ، وساعتها يكون صاحبهما من أسعد الناس بقربه من الله، وسلوك طريق المهتدين.

google-playkhamsatmostaqltradent