قصيدة أنا
بقلم : الشاعرة الثريا بن مسعود خلوط - تونس
شاعرة أنا من رَحِمِ القصائد أُبعَثُ
تارةً أتهجّى سنين العمر
تارةً كالعندليب
أغَنّي .. أحلّقُ
لستُ حمامةً بالغرورِ تَتَّصِفُ
لستُ بالغراب الحائرِ
للخُطى، يَقتَفي .. يَتَتبّعُ
غَجَريّة.. أنا
وكلُّ الأوطان بيتي
مُتَقلِّبة المزاج حينا
و حينا تكون كلَّ الأفكار .. فكرتي
غجريّة أنا والمظهرُ أنثويُ الحروف
لا يُراقصني نذلٌ لا
والنوايا يُترجِمها فَمٌ تَشوبُه
روائحُ التَّبغِ و الوسكي
قصيدةٌ أنا
بِمَعسول الكلام لا أثمَلُ
لا ... ولا أتأثّر
يا كلَّ قصائدي تَمَهّلي
فَكُلُّ حروفيَ تَأْبى الرّضوخ
و بَينً بَيْنيَ أسأل
هل مِن نفسه
أَ لَا.. يَخجَل .. هل يَتَذكّر؟
لنَقف هنا .. على حدود القصيد
لنَتّفِق
لكَ الكلمات وكل خيالات الشِعرِ فقط
وليَ القوافي أعزفها .. أغنيها
لا تسألني كيف النجاة مِن المسافات اللاهثة
وكيف إلتَقَيْتُ الإلهامَ
في أحلامي صُدفة سِرٍ
ولا تسأل عن وَتَدٍ كان يوما عِمادَ الشِّعرِ
استحال سكينا مَزّقَ نَهْدَ القصيدة
ولا عن ذاكَ السَّبَب الذي أسقَطَ عَروضَها
أنا يا سيّدي في مملكة الشِّعرِ
محاربَةٌ عنيدةٌ
وداخل قصيدتي
السَّهلَ الممتنع
قَوسُ قُزَح حِزامي
جسدي نَهرٌ ساكنٌ للعابرين بسلام
والماء عسل مرّ
للمُغْتَرفينَ مِنّي
لنَتَّفِق هنا .. على حدود القصيد
لك الكلمات و الشّهرةُ والشهّوَةُ
ولي لِجامٌ لفيكَ أُهْدي
ولي شَرفُ القصيدة.