حكايات نفسية "حكاية سهر "
بقلم : هند أحمد يوسف
أستشاري نفسي وأسري
حكاية سهر
سيدة اربعينية تعيش حياة مستقرة فى عملها و مع اسرتها. و فجأة و بدون اى مقدمات بدأت تشعر بنوع من قلة التركيز بعد اصابتها ببعض مشاكل الجهاز المناعي
مما اثر على حالتها النفسية .
لكن المشكلة الكبرى لديها كانت فى اضطرابات النوم التى ادت بها إلى الانقطاع عن العمل ( كمدرسة ) كذلك بدأت تهمل واجباتها المنزلية ( كربة اسرة)
لأنها لا تستطيع تنظيم نومها فهى مصابة بالارق المستمر الذى يمنعها من إتمام أعمالها فلا تنام ليلا و تكون كسلانة نهارا مما اثر على مزاجها و قدرتها على العمل
و زاد وزنها جدا .
فدخلت فى حالة عصبية لا يعرف زوجها لها تفسير مما جعله يصر على زيارة متخصص فى الصحة النفسية .
و بالفعل تمت الزيارة التى كانت آخر امل للزوجة ، فأخذت تشرح باستفاضة ما تشعر به من أرق و صعوبة نوم و كثرة استيقاظ و مشكلة عودة النوم عند الاستيقاظ علاوة على عدم الاحساس بالراحة بعد النوم .
و اعربت عن خوفها الشديد من التعود على الادوية المنومة.
فنصحها المختص بالتزامن مع دورات النوم الطبيعية حيث يكون النوم و الاستيقاظ فى مواعيد ثابتة مع تنظيم وقت القيلولة و نصحها بالتعرض لضوء الشمس فور الاستيقاظ و تجنب الشاشات قبل النوم
و الانقطاع عن التليفزيون قبل النوم بساعتين و التأكد ان يكون النوم فى ظلام حالك و فرش مريح و درجة حرارة مناسبة و ملابس ملائمة كذلك أوصى المختص بممارسة الرياضة و تجنب الكافيين
و النيكوتين و منع الوجبات الدسمة ليلا كذلك السوائل و السكريات
و الكربوهيدرات ثم وصف لها مكمل غذائي يحتوى على الميلاتونين و حمام دافئ بزيت اللافندر و ممارسة اليوجا و تمارين التأمل.
فعندما تزايدت طرق محاربة القلق و الارق الذى كان منبعه جسدى بدأ تستجيب الحالة بسرعة خاصة بالتوازى مع العلاج الجسدي الذى ساهم فى الاستقرار.